تدهورت قيمة العملة الباكستانية إلى مستوى قياسي، حيث وصلت قيمة الدولار الواحد إلى 312 روبية باكستانية، وهذه أول مرة في تاريخ باكستان تخسر العملة قيمتها إلى هذا الحد بينما هناك توقعات بارتفاع قيمة الدولار مقابل الروبية خلال الأيام القادمة، ما سيؤدي إلى تفشي الغلاء أكثر.
ومنذ أربعة أيام ترتفع قيمة العملة الصعبة مقابل الروبية، ولكن منذ أمس بدأت العملة الباكستانية تخسر قيمتها بشكل كبير، حيث ارتفعت قيمة الدولار ست روبيات وبعدما كانت قيمة الدولار 306 روبيات يوم الثلاثاء وصلت مساء أمس إلى 312.
ورغم حصول باكستان على قروض من صندوق النقد الدولي إلا أن العملة الباكستانية تخسر قيمتها بشكل متواصل، في حين أن الحكومة كانت تتوقع أن تتحسن قيمة العملة مقابل الدولار، ولكن الأمر كان معاكساً، كما لا يتوقع المراقبون أن يحصل ذلك في الفترة القادمة، في ظل انقسام سياسي حاد، ووضع أمني متدهور للغاية خاصة على الحدود مع أفغانستان، ما يؤثر على سير التجارة بين الدولتين.
ولتدهور قيمة العملة الباكستانية مقابل العملة الصعبة تأثيرات كبيرة على حياة المواطن العادي، فبعدما أعلنت نقابات المواصلات رفع الأسعار، أعلنت نقابات شركات الأدوية رفع أسعار الأدوية أيضا. وأكدت القطاعات الحيوية في البلاد أن رفع الضرائب من قبل الحكومة بحكم التوافق مع صندوق النقد الدولي من جهة، وتدهور قيمة العملة الباكستانية من جهة ثانية أجبرتها على رفع الأسعار.
في المقابل، أعلنت بعض التنظيمات احتجاجات ومظاهرات شعبية في قادم الأيام بسبب رفع الأسعار. في هذا الصدد، أعلنت الجماعة الإسلامية، إحدى أكبر الجماعات الدينية، إطلاق احتجاجات شعبية في الأيام القادمة ضد سياسات الحكومة في التعامل مع القطاعات التجارية والصناعية وشريحة التجار، وفشلها في التعامل مع الملفات الأساسية التي يعاني منها المواطن.
وكان رئيس الوزراء السابق شهباز شريف قد أكد قبل تنحيه عن المنصب في التاسع من الشهر الجاري أن من أكبر إنجازات حكومته التوصل إلى توافق مع صندوق النقد الدولي، وأن هذا الإنجاز الكبير جعل الأمور تستقر إلى حد كبير، خاصة في ما يتعلق بقيمة العملة الباكستانية وضبط الأسعار.
ومن أهم الملفات التي تواجهها حكومة تصريف الأعمال الملف الاقتصادي والغلاء والديون المتراكمة على الحكومة، في حين أن الوضع الأمني متدهور للغاية خاصة في المقاطعات المحاذية لأفغانستان.