استمع إلى الملخص
- **تاريخ وإنجازات مجموعة HSA**: تأسست في 1938، توظف 35,000 شخص في 85 شركة عبر 80 سوقاً، وتملك علامات تجارية مرموقة مثل أبو ولد وتي شوب، مع حضور قوي في مصر من خلال مجموعة أرما مصر.
- **التحديات والفرص في السوق اليمنية**: تعرضت لابتزاز من الحوثيين، مما أدى لتخفيض النشاط وتسريح العمال، ومع ذلك، تستمر استثماراتها في اليمن رغم التحديات الكبيرة.
أعلنت مجموعة "هائل سعيد أنعم وشركاه" HSA اليمنية، الثلاثاء، عن استحواذها على حصة الأغلبية في شركة "بسكو مصر"، من خلال شراء أسهم شركة كيلانوفا الأميركية في الشركة المصرية، التي تمثل حصة 85% من الأسهم.
وقال بيان مشترك إنه من المتوقع أن يجري الانتهاء من الصفقة بحلول الربع الأول من عام 2025، مع مراعاة استيفاء الشروط المعتادة والموافقات التنظيمية ذات الصلة وإتمام عملية عرض الشراء الإلزامي لأسهم الأقلية.
وأكد منير هائل سعيد، رئيس مجلس إدارة مجموعة أرما وعضو مجلس إدارة مجموعة HSA، في بيان، أن الصفقة تتماشى مع رؤية المجموعة في التوسع خارجياً وخصوصاً في مصر. وقال: "نحن ملتزمون بمواصلة تنمية استثماراتنا في مصر، والاستفادة من الإمكانات الهائلة لهذه السوق، والمساهمة في ازدهارها الاقتصادي، مع الاستمرار في تقديم المنتجات عالية الجودة التي يحبها المستهلكون ويثقون بها".
وأضاف سعيد: "نحن نؤمن إيماناً راسخاً بأن اتفاقيتنا اليوم ستساعد في تحقيق نمو ملحوظ لشركة بسكو مصر وهي علامة تجارية ذات قيمة عالية ورمزية في مصر. إن إرث بسكو مصر وسمعتها الراسخة يتماشى تماماً مع رؤيتنا". من جانبه قال روبرت تشانموغام، العضو المنتدب لشركة كيلانوفا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا وجنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، إن "هذه الصفقة هي خطوة استراتيجية توضح المناخ الإيجابي وإمكانات الاستثمار في السوق المصرية".
وتعد مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه أكبر مجموعة اقتصادية يمنية، وهي تنشط في مجالات متعددة، أبرزها صناعة الأغذية الخفيفة، وتقدر قيمة شركاتها بمليارات الدولارات، ولديها خبرة واسعة في إنتاج وبيع أفضل العلامات التجارية للبسكويت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتأسست مجموعة HSA في عام 1938 من خلال شركة تجارية واحدة. واليوم، توظف الشركة حوالي 35,000 شخص في أكثر من 85 شركة، عبر 80 سوقاً في جنوب آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وتمتلك مجموعة HSA وتدير شركات رائدة في السوق تشتهر بعلاماتها التجارية المرموقة، بما في ذلك أبو ولد وتي شوب، والعديد من العلامات التجارية الاستهلاكية الأخرى.
وتعزز المجموعة حضورها القوي في مصر على مدار الثلاثين عاماً الماضية، من خلال مجموعة أرما مصر، الشركة الرائدة في صناعة الأغذية وإنتاج الزيوت. وحتى منتصف عام 2015، كانت المجموعة تدير استثماراتها من مقرها الرئيسي في مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، لكن الحرب التي دارت في المدينة بين الحكومة والحوثيين وصلت إلى مقر الإدارة العامة للمجموعة، ما دفع مجلس إدارتها إلى اتخاذ قرار بنقل المقر الرئيسي الى مدينة دبي الإماراتية.
وخلال سنوات الحرب، تعرضت المجموعة لسلسلة من عمليات الابتزاز والتطفيش من قبل جماعة الحوثيين، تسببت في تخفيض نشاط بعض الشركات والمصانع، وتسريح مئات العمال والموظفين. وأكد مصطفى نص، رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، أن الاستحواذ على بسكو مصر يعد خطوة كبيرة من قبل مجموعة هائل سعيد أنعم. وقال لـ"العربي الجديد": "منذ نقل مقرها الإقليمي إلى دبي، قررت المجموعة التوسع في استثماراتها، وفتحت مصانع جديدة في دول أفريقية، وفي شرق آسيا، وتحديداً ماليزيا وإندونيسيا".
وأضاف نصر: "ما زالت استثمارات المجموعة موجودة في اليمن، لكنها كباقي مؤسسات القطاع الخاص تواجه بالتأكيد تحديات كبيرة، منها ما يتعلق بتصدير المنتجات، أو صعوبة استيراد المواد الخام اللازمة للتصنيع، وتواجه مشكلات، فيما يخص عمليات التمويل والابتزاز المستمر، وهذا أمر مؤسف، وأدى إلى مغادرة رأس المال اليمني خارج البلاد، وتحديداً إلى السعودية ومصر ودول الخليج". وأكد نصر أن ما يحدث من سياسات جبائية وممارسات ابتزاز بحق مؤسسات القطاع الخاص اليمني شيء مؤسف، ويؤكد أن اليمن أصبحت بيئة طاردة للاستثمارات الوطنية.