نصيحة تُضفي بعض التفاؤل: نسيان سعر الفائدة والتركيز على الاقتصاد

21 يونيو 2023
تحليلات أوسع لحركة السوق (Getty)
+ الخط -

من السهل أن تنشغل بما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة بمقدار 0.25 أو 0.5 نقطة مئوية أو ما إذا كان سيبدأ في الخفض مرة أخرى بحلول نهاية العام (من المؤكد تقريباً أنه لا)، والاستثمار وفقاً لذلك. ولكن حان الوقت للتراجع. نادراً ما يهتم المستثمرون بما يقوله بنك الاحتياطي الفيدرالي أو حتى ما يفعله في اجتماعاته.

ما يهم حقاً بالنسبة للعائدات على المدى الطويل، وفقاً لتقرير نشرته "وول ستريت جورنال" هو الحصول على الاتجاه الصحيح للسوق، وهذا يأتي من مؤشرات الاقتصاد. بدلاً من التحضير لأسعار فائدة لا تزال أعلى، تسير الأسواق في الولايات المتحدة الأميركية على ما يرام في اقتصاد به تضخم منخفض ولكنه ثابت إلى حد ما، وفائدة أعلى ونمو مستمر.

ارتفعت الأسهم، واستقرت عوائد الخزانة على نطاق واسع عند ما كان يُعد مستوى مرتفعاً، كما أن أقساط المخاطرة على السندات غير المرغوب فيها تنخفض بسرعة. هذه كلها تشير إلى نفس الاتجاه، وهو اتجاه صعودي.

هناك الكثير من الأدلة على أن الاقتصاد يتحسن. تقديرات الناتج المحلي الإجمالي الآن الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي للربع الحالي المستمدة من البيانات الصادرة حتى الآن تضع النمو بالقرب من 2%، وهي نسبة أعلى بكثير من الانخفاض الطفيف الذي توقعه الاقتصاديون في بداية أبريل/ نيسان. معنويات المستهلكين مرتفعة، وفقاً للأرقام الأولية من جامعة ميشيغان، في حين تنخفض توقعات التضخم. حتى سوق بناء المنازل شديد الحساسية لسعر الفائدة يظهر علامات حياة.

يشرح التقرير أن الأسهم ارتفعت بأكثر من 20% من أدنى مستوى في أكتوبر/ تشرين الأول. العائد الإضافي الذي تقدمه السندات غير المرغوب فيها يقع في حدود متوسط عام 2019، قبل الوباء. كما أن عائد الأرباح الإضافية الذي يقدمه مؤشر ستاندرد أند بورز S&P 500 يتقلص بسرعة.

ويلفت إلى أن هناك دلائل على أن المستثمرين الذين يعانون من الخوف، يسارعون للعودة إلى الأسهم، مما يدفع ببعض الرهانات على الذكاء الاصطناعي "إلى مستويات سخيفة" مع ارتفاع تسلا بنسبة 61%، و غايم ستوب بنسبة 32%، وبلوغ باور بنسبة 20% منذ بداية شهر مايو/ مايو.

لكن التقرير يشير في المقابل إلى أن العديد من المخاوف الاقتصادية التي دفعت الاقتصاديين في وقت سابق من هذا العام إلى توقع الركود لا تزال قائمة، منها أن حالات التخلف عن السداد تتزايد بالفعل بين أولئك الأكثر تعرضاً للمتاعب، لا سيما فيما يتعلق بديون بطاقات الائتمان وقروض السيارات وأجزاء من العقارات التجارية والشركات الضعيفة ذات القروض المتغيرة.

كما أن الكومة النقدية التي تراكمت على المدخرين أثناء الوباء قد نفدت في الغالب، وهو السبب الأكثر ترجيحاً لارتفاع حالات التخلف عن السداد. سيتعين على الأشخاص الذين كانوا يعيشون على مدخرات عصر كوفيد أن يقللوا من الاستهلاك.

عملياً قال ثلاثة مرشحين للوصول إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي لـ"بلومبيرغ" إن معالجة التضخم في الولايات المتحدة ستكون على رأس أولوياتهم إذا تم تأكيد أدوارهم في البنك المركزي. وشدد المحافظ فيليب جيفرسون، الذي اختاره الرئيس جو بايدن لترقيته إلى منصب نائب رئيس الفيدرالي، إن الاقتصاد يواجه تحديات متعددة، بما في ذلك التضخم وضغوط القطاع المصرفي.

وقال جيفرسون في البيان الافتتاحي، الذي أصدره مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الثلاثاء: "بدأ التضخم في الانحسار، وما زلت أركز على إعادته إلى هدفنا البالغ 2%".

رددت أدريانا كوغلر، التي رشحها بايدن لملء شاغر تركه رحيل لايل برينارد في وقت سابق من هذا العام، تصريحات جيفرسون وقالت إنه من المهم إعادة التضخم إلى هذا المستوى. فيما أكدت الحاكمة في المجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، التي تم ترشيحها لولاية جديدة مدتها 14 عاماً، إنها "ستظل مركزة على التضخم حتى يتم إنجاز مهمتنا".

وتعقد اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ جلسة استماع مشتركة اليوم الأربعاء للنظر في ترشيحات جيفرسون وكوك وكوغلر، إلى مجلس المحافظين. 

المساهمون