حذرت شركة الشحن العالمية "ميرسك" من انكماش طويل في التجارة العالمية، مشيرة إلى أن ضعف الطلب لا يزال يعيق النشاط الاقتصادي بعد سنوات من صدمات الإمدادات.
وتوقعت "ميرسك" انخفاض الطلب العالمي على الحاويات بنسبة 1% إلى 4% هذا العام، مقابل توقعات سابقة بنسب تتراوح بين 0.5% إلى 2.5%.
وتمتعت صناعة الشحن بالحاويات، وهي صناعة ترتبط ثرواتها بالعولمة، بازدهار تاريخي من عام 2020 إلى عام 2022، حيث كافحت شركات التجزئة والشركات الصناعية لإعادة التخزين والاستجابة للطلب المكبوت الذي جرى إطلاقه بعد رفع عمليات الإغلاق بسبب جائحة فيروس كورونا.
وقال فينسينت كليرك، الرئيس التنفيذي لـ"ميرسك"، في تصريحات لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية: "نحن في خضم أكبر تصحيح بعد طفرة كوفيد في 2021 و2022".
وفي الربع الثاني من العام الجاري، تراجعت إيرادات "ميرسك" بنسبة 40% على أساس سنوي إلى 13 مليار دولار، وذلك مقارنة بنحو 21.7 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي، في حين هوت أرباحها قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة 72% لتصل إلى 2.9 مليار دولار.
وأشارت الشركة، في تقرير لها أمس السبت، إلى أن هذه النتائج "تأتي مدفوعة بانخفاض أسعار وحجم الشحن، في ظل انخفاض الطلب على الشحن بسبب وجود مخزون كبير في أميركا الشمالية وأوروبا".
وفي ذروة الطفرة التجارية العالمية في عام 2022، حققت "ميرسك" إيرادات إجمالية بنحو 81.5 مليار دولار، وذلك مقارنة بـ48.2 مليار دولار في عام 2021. وفي غضون ذلك، استثمرت الشركة الكثير من أموالها في شراء سفن جديدة.
وكانت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا قد حذرت، في منتدى للمنظمة نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من أن العالم مقبل على "ركود" في وقت يواجه "أزمات متعددة"، منها انعدام الأمن والصدمات المناخية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهي برأيها "صدمات خارجية متزامنة" تضع العالم في موقع هشّ.
وأضافت أن الأمر الأكثر إلحاحاً على المدى القريب هو معرفة "كيفية ضمان الأمن الغذائي" في العالم، مبدية قلقها كذلك حيال مسائل الوصول إلى الطاقة.