موسم وفير لزيتون غزة... فرص للتشغيل

12 أكتوبر 2022
وزارة الزراعة تتوقع إنتاجاً يفوق 35 ألف طن (الأناضول)
+ الخط -

يسجل قطاع غزة هذا العام ارتفاعاً ملحوظاً في الكميات المنتجة من الزيتون بمختلف أنواعه، خلافاً للمواسم السابقة التي شهدت انخفاضاً أثر على المزارعين مالياً وكبد بعضهم خسائر كبيرة نتيجة ضعف الإنتاج وارتفاع التكاليف.

وبدأ المزارعون هذا العام إجراءات الحصاد مبكراً نظراً للكميات الكبيرة المتوقع تحصيلها في ختام الموسم، سواء عبر الزيتون الذي يجري تحويله إلى المعاصر أو الأنواع التي يجري تخليلها للاستخدام المنزلي.

ويسهم موسم حصاد الزيتون في تشغيل آلاف الأيدي العاملة على صعيد القطف أو داخل المعاصر المنتشرة في القطاع أو حتى معامل التخليل، فضلاً عن العوائد المادية المجدية لأصحاب الأراضي في بعض الأصناف الخاصة بالزيتون.

ومع تطور الواقع الزراعي في السنوات الأخيرة في غزة أصبح أصحاب الأراضي يتجهون نحو زراعة أصناف بعينها من ثمرة الزيتون ويبتعدون عن أصناف أخرى، لعوامل مرتبطة بدورة رأس المال والتكلفة الإجمالية والأمراض الزراعية.

ويلعب الواقع المناخي أيضاً دوراً رئيسياً في طبيعة الإنتاج والكميات المنتجة إذ أسهم تساقط الأمطار خلال فترة زراعة الزيتون لهذا العام بكميات أكبر مما كان عليه الواقع العام الماضي، في زيادة إنتاج الأشجار وتقليص حجم الفاقد منها.

ويعتبر العرض والطلب هو المحدد الرئيسي لطبيعة الأسعار في الأسواق، ففي الأعوام والمواسم التي ترتفع فيها الكميات المعروضة تنخفض فيها الأسعار، بخلاف الأعوام التي يكون فيها الإنتاج المحلي منخفضاً فترتفع حينها الأسعار.

يقول المزارع صالح عبد العال، إن الإنتاج المتوقع لأشجار الزيتون لديه هذا العام يفوق 90% من المواسم السابقة نظراً للظروف المناخية التي كانت موائمة في الموسم الحالي.

ويوضح عبد العال لـ"العربي الجديد" أنه اتجه لزراعة أصناف محددة في أرضه التي يبلغ إجمالي مساحاتها 10 دونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع)، وابتعد عن أصناف أخرى خشية الخسائر المالية والأمراض التي تصاب بها بعض الأشجار بشكل أكبر من باقي الأصناف.

وبحسب المزارع الفلسطيني فإن الأصناف التي يميل إليها تتمثل في "الشملالي" و "K 18" لعوامل أبرزها الكميات الجيدة على صعيد الحبوب فضلاً عن إنتاج الزيت الوفير، إلى جانب مقاومته المرتفعة للأمراض مقارنة بما يعرف بالزيتون "السُري".

ويرجح عبد العال أن يكون إجمالي إنتاج أرضه من الزيتون لهذا العام يتراوح ما بين 10 إلى 15 طناً وهو ما من شأنه أن يزيد من الأيدي العاملة خلال الفترة المقبلة داخل الأراضي التي يمتلكها هو وعائلته نظراً للحاجة لطرح الأصناف في الأسواق.

أما عن الأسعار المتوقعة لزيت الزيتون، فيلفت المزارع إلى أن الغالون الواحد من صنف "K 18" سيكون 300 شيكل إسرائيلي، أما صنف زيت الزيتون "الشملالي" فسيكون 350 شيكلاً، أما المختلط فسيكون 400 شيكل، فيما سترتفع تكلفة غالون زيت الزيتون السري لتصل إلى ما بين 400 و450 شيكلاً. (الدولار = 3.54 شواكل إسرائيلية)

ويتوقع كذلك أن يكون الزيتون السُري هو الأعلى بواقع 5 شواكل للكيلو غرام الواحد، فيما ستقل بقية الأصناف الأخرى على اعتبار أنه من الصعب تخزينها واستخدامها للتخليل.

وفي الفترة ما بين أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني تنشط الحركة التجارية الخاصة ببيع الزيتون في الأسواق الشعبية والعامة في القطاع، فيما يقبل السكان على الشراء وفقًا لاحتياجاتهم وبما يتناسب والأسعار التي تتفاوت ما بين عام وآخر.

في السياق، يقول المزارع وعضو مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني محمد الكفارنة، إن الموسم الحالي سيكون الأفضل وسيسجل أرقاماً قد تتجاوز المعدلات الوفيرة التي جرى إنتاجها في 2017.

ويضيف الكفارنة لـ"العربي الجديد" أن عوامل المٌناخ والإجراءات الصحية المبكرة التي اتخذها المزارعون أسهمت في رفع حجم الإنتاج بما يسهم في تغطية السوق المحلي ويؤدي إلى زيادة الأرباح المالية، لا سيما بعد الخسائر التي تكبدوها الموسم الماضي.

ويشير إلى أن المزارعين أصبحوا يميلون للأصناف التي تقلل من الخسائر المالية وتكون دورة رأس المال فيها أسرع، نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السكان في القطاع.

من جانبه، يؤكد الناطق باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني لـ"العربي الجديد" أهمية موسم الزيتون في حياة المزارع الفلسطيني نظراً للقيمة الاقتصادية والتراثية لهذا الموسم على مدار عقود ومساحة الأراضي الكبيرة المزروعة.

ويلفت البسيوني إلى أن إجمالي المساحات المزروعة لهذا العام بلغت 43 ألف دونم، منها 34 ألف دونم منتجة من هذه المساحة الإجمالية، في الوقت الذي تبلغ فيه إنتاجية الدونم الواحد طنا تقريباً، وهو ما سيجعل الإنتاج المتوقع هذا العام يفوق 35 ألف طن.

ووفقاً للناطق باسم وزارة الزراعة فإن المعاصر استعدت مبكراً لاستقبال الزيتون وبدء عملية العصر من أجل طرحه في الأسواق أمام المواطنين عبر سلسلة من الإجراءات، التي تضمن أفضل جودة ممكنة وبما يغطي حاجة السوق المحلي.

ويشير إلى أن الموسم الحالي للزيتون هو من أفضل المواسم على صعيد هذه الثمرة من ناحية الإنتاج الوفير وهو ما من شأنه أن ينعكس بالإيجاب على المزارعين والتجار العاملين في هذا المجال خلال الفترة الحالية. والعام الماضي شهد انتكاسة كبيرة في موسم الزيتون وصلت إلى أكثر من 35% على صعيد الإنتاج، وهو ما يجعل العام الحالي لا يقارن بالانتكاسة التي حدثت جراء الظروف المناخية، وفق البسيوني.

 

المساهمون