استمع إلى الملخص
- يؤثر ارتفاع أسعار المازوت بشكل مباشر على تكاليف المعيشة، حيث ينعكس على أسعار المواد الغذائية والملابس والأدوية، مما يزيد من الأعباء المالية على السكان ذوي الدخل المحدود.
- تتفاقم الأزمة بسبب القصف التركي الذي استهدف مصافي النفط ومحطات الكهرباء، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة وزيادة في صعوبة الحصول على المحروقات.
يعاني سكان شمال شرق سورية في الأيام الأخيرة من انقطاع المحروقات المتكرر وارتفاع أسعارها، سواء بشكل رسمي أو في السوق السوداء، وذلك مع زيادة الحاجة إليها في فصل الشتاء.
وبحسب تعميم أصدرته إدارة المحروقات في الرقة التابعة للإدارة الذاتية في شمال وشمال شرق سورية، ارتفع سعر لتر المازوت (المدعوم) عبر البطاقات الليزرية من 2800 إلى 4700 ليرة سورية، كما ارتفع سعر المازوت الحر، دون إصدار قرار رسمي، من 4800 إلى 6200 ليرة سورية، مما أثار موجة استياء وغضب لدى الأهالي، خاصة في ظل انقطاع المازوت بشكل شبه كلي عن محطات الوقود.
وقال سليمان العلي، وهو سائق، إن الوضع الاقتصادي أصبح سيئًا جدًا، وإن ارتفاع أسعار المحروقات انعكس على أسعار كل المواد. مضيفًا أن العامل يخرج من الصباح وحتى المساء ليؤمّن لقمة الخبز، وفي النهاية يصبح مديونًا.
وأضاف: "نقف على الكازيات من الصباح للمساء في دور المازوت، وأحيانًا لا نحصل عليه، والعمل قليل؛ هذه معاناة كبيرة".
من جانبه، قال أحمد، وهو سائق: "بالنسبة لأسعار المازوت، بين ليلة وضحاها ارتفع السعر من 4700 إلى 6250 ليرة. ومن المعروف سابقًا أن ارتفاع سعر المازوت ينعكس بزيادة على كل المواد في السوق، من أكل وثياب وأدوية وخضروات، لأن جميع الأسعار مرتبطة بسعر المازوت، وأكثر من 90% من الناس هنا فقراء وقدراتهم محدودة".
تأثيرات ارتفاع أسعار المحروقات
وأضاف: "حتى إذا رفعوا الرواتب، فلن تتناسب مع الارتفاع الذي طرأ على سعر المازوت؛ فأنا صاحب سيارة أجرة، وقبل الزيادة كنا نتقاضى 100 ألف، أما الآن فلن تقل عن 200 ألف، والشعب عاجز عن دفع مثل هذه المبالغ". كما أكد أن أجور النقل بين المدن سوف ترتفع، وهناك عوائل لديها أبناء في الجامعات يتنقلون بين المدن، وسوف تترتب عليهم أجور إضافية وغلاء في كل شيء، لأن المازوت هو عصب الحياة في مناطقنا.
من جانبه، قال أحمد، وهو مزارع من ريف عامودا، إنه يمتلك ما يقارب 300 دونم من الأراضي الزراعية، ولن يتمكن هذا العام من زراعتها بسبب ارتفاع أسعار حراثة الأراضي.
وأوضح: "قبل ارتفاع سعر المازوت، كان ثمن حراثة دونم واحد من الأرض يكلف ما يقارب 5 دولارات، بين حراثة وزراعة المحصول، فكيف الآن بعد هذا الارتفاع الكبير في سعر المازوت؟ كما أن أصحاب أغلب المشاريع الزراعية المروية سيغلقون الآبار ويكتفون بزراعتها بعلاً، والبعض الآخر لن يزرع أبدًا لأنه لا يستطيع دفع هذه التكاليف من حراثة وزراعة وثمن البذار والأسمدة. كل شيء يتعلق بسعر المازوت من أصغر مشروع لأكبره".
وتعاني مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية من تبعات القصف التركي الذي استهدف مؤخرًا مصافي تكرير نفطية ومحطات كهرباء، ما أدى لخسائر مالية كبيرة.