افتتح أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الثلاثاء، "منتدى قطر الاقتصادي 2023"، والذي تنعقد نسخته الثالثة في الدوحة تحت شعار "قصة جديدة للنمو العالمي".
وفي كلمة الافتتاح، أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن دعم الاقتصاد والاستثمار والابتكار مع تعزيز القيم الإنسانية المشتركة وحفظ السلام، هي السبيل لبناء القدرات اللازمة لتجاوز الأزمات والتغلب على التحديات التي تواجه العالم اليوم.
NOW: The #QatarEconomicForum begins in Doha. Tune into conversations with TikTok CEO @shouchew, Prime Minister of Hungary @PM_ViktorOrban, President of the Republic of Rwanda @PaulKagame, and more. #QatarEconomicForum #منتدى_قطر_الاقتصاديhttps://t.co/0GAd1z9G7V
— Bloomberg Live (@BloombergLive) May 23, 2023
وقال رئيس الوزراء القطري، إن المؤتمر يعد منصة هامة لمناقشة أهم القضايا والتحديات الاقتصادية التي تواجه العالم، وبحث سبل معالجتها بروح التعاون والابتكار، إذ يمنح فرصة للحوار والتشاور وخلق الشراكات التي تعزز فرص التحول والتقدم الاقتصادي.
وأوضح أن الاقتصاد القطري يتسم بالمرونة حيث حافظ على معدلات تنافسية عالية رغم الأزمات الدولية، مشيراً إلى الدور الهام الذي تلعبه بلاده في سوق الطاقة العالمي، إذ تسعى لتكون شريكا دوليا موثوقا ومصدرا للطاقة ووجهة للاستثمارات والسياحة وذلك تحقيقا لرؤية الدولة للعام 2030
ولفت رئيس مجلس الوزراء القطري إلى أن القطاع غير النفطي في قطر حقق نمواً بنسبة 9.9%، كما سجل القطاع النفطي ارتفاعاً بنسبة 4.8% في الربع الرابع من عام 2022، مشيراً إلى أن قطر افتتحت أول محطة للطاقة الشمسية لتنويع إمدادات الطاقة الخاصة بالدولة.
وزير الطاقة القطري: عقود غاز طويلة الأمد
وفي جلسة حول "نظرة وزراء الطاقة لمستقبل القطاع"، أعلن وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، سعد بن شريدة الكعبي، أن قطر تدرس التفاوض على عقود طويلة الأمد لكل الغاز الطبيعي المسال في حقل الشمال بحلول نهاية العام الجاري، لافتا إلى أن قطر تنتج كمية الغاز الطبيعي المسال الممكنة تقنيا وليس ما يطالب الآخرون بإنتاجه.
وتوقع الكعبي أن يكون هناك نقص كبير في الغاز في المستقبل بسبب التحول الحاد في الطاقة، قائلا: "قد ينفد كل الغاز من توسعنا في حقل الشمال بنهاية العام في ظل طلب كبير جدًا، ونحن مقبلون على إنتاج 106 ملايين طن بحلول 2026، وسعيد أن مجموعة دول السبع أعلنوا أنهم يحتاجون طاقة أكثر".
وزير النفط العراقي: ملتزمون بقرارات أوبك
أكد وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، في كلمة بالجلسة نفسها، التزام بلاده بقرارات منظمة "أوبك" الخاصة بخفض الإنتاج رغم الظروف الاقتصادية.
واعتبر أن التخفيض الطوعي أدى لاستقرار السوق، دون حدوث نقص في إمدادات الخام.
وأشار إلى أن الجولة السادسة من تراخيص الاستثمار في العراق ستكون جاهزة خلال شهرين، منبها إلى أن التراخيص تشمل حقولاً حدودية مع السعودية وسورية وتتضمن الحقول النفطية والرقع الاستكشافية في المنطقة الغربية نزولا إلى محافظتي الديوانية والمثنى.
ولفت عبد الغني، إلى إن بلاده أبلغت تركيا استعدادها لبدء تصدير النفط من ميناء جيهان، مؤكداً سعي العراق للحفاظ على الاستقرار والمساعدة في نمو الاقتصاد العالمي.
وزير الطاقة السعودي يحذر المضاربين
وقال وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، إن توقعات وكالة الطاقة الدولية تسببت بتقلبات الأسعار في سوق الطاقة خلال العام الماضي.
وأكد أنه سيبقي البائعين على المكشوف "متألمين" ودعاهم إلى "الحذر"، وذلك قبل أيام من اجتماع مقرر لتحالف أوبك+ لاتخاذ قرار بشأن سياسة النفط في المستقبل، مشددا على أن التحالف يلعب دور الموازن للسوق ولا يتلاعب بالأسعار.
وقال الوزير إن التحالف سيواصل العمل الاستباقي والوقائي والتحوط مما قد يأتي في المستقبل بغض النظر عن أي انتقادات.
وتابع: "يجب أن نتحلى بالشجاعة الكافية للاهتمام بالمستقبل دون مواصلة... تلك السياسات التي قد تسمح لنا بتدبير الوضع لهذا الشهر أو الشهر المقبل أو الشهر الذي يليه ولكن مع ذلك نغفل عن نوايانا وأهدافنا الأهم".
ويقدم المنتدى تشخيصا لواقع الاقتصاد العالمي ويسعى لاستشراف مستقبله، ويبرز التحديات العالمية التي تؤثر على المجتمعات والاقتصادات في العالم، وأكد الأمين العام لمجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، عمر علي الأنصاري، في حديث مع "العربي الجديد" أهمية المنتدى الذي وصل إلى نسخته الثالثة هذا العام وتزايد أعداد المشاركين في كل نسخة يؤكد ذلك.
ونبه إلى القضايا التي تناقش في الجلسات الحوارية خلال المؤتمر، بهدف الوصول إلى حلول للتحديات التي تؤثر على الاقتصاد العالمي ومنها التغير المناخي، إلى جانب الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وغيره.
وحسب رئيس اللجنة العليا الدائمة المنظمة للمنتدى والرئيس التنفيذي للمدينة الإعلامية، علي بن عبدالله آل ثاني، سيجري توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية، وفي اليوم الأول ستعلن عدة أطراف الدخول في شراكات ثنائية، وستصل إلى 7 اتفاقيات بين أطراف محلية وجهات دولية.
ويواصل المنتدى فعالياته على مدى ثلاثة أيام ويسلط الضوء على أحدث التوجهات في مجالات التمويل والطاقة والرعاية الصحية والتكنولوجيا ودورها في دفع عجلة النمو المستقبلي، وذلك عبر سلسلة من المقابلات والجلسات النقاشية والورش التفاعلية.