في الوقت الذي تستمر فيه الإضرابات بشأن نظام التقاعد في فرنسا، يرسو قبالة السواحل الفرنسية أسطول من ناقلات النفط المحملة بملايين البراميل.
وتشير بيانات تتبع الناقلات إلى وجود نحو 14 مليون برميل من النفط الخام محملة على الناقلات الراسية قرب شواطئ البلد، حيث تعرقل الإضرابات عمليات تشغيل الموانئ وتعطّل الإمدادات، وهو ما اضطر بعض السفن المحملة بالوقود إلى الإبحار باتجاه دول أخرى.
وتعتمد فرنسا بشكل كبير على واردات النفط الخام، إلا أن الكميات الواردة إليها انخفضت إلى أكثر من النصف حتى الآن خلال مارس/آذار الجاري، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبيرغ، مساء الثلاثاء، من شركة "كبلر" لتحليل البيانات، في وقت يتعطل فيه إنتاج البلاد من الوقود المحلي أيضاً بسبب الإضرابات.
وقال مسؤولون نقابيون يمثلون العمال في شركتي "توتال إنرجيز" و"إكسون موبيل"، اللتين تديران معظم منشآت إنتاج الوقود في فرنسا، إنه لا يبدو أن هناك موعداً حالياً لانتهاء الإضرابات المستمرة منذ أسابيع.
وتتضمن كميات الخام العائم حالياً، نحو 11 مليون برميل بالقرب من ميناء "فو" على الساحل الجنوبي لفرنسا، حيث من المستبعد أن تنفذ محطات النفط الرئيسية هناك، إلى جانب منطقة لافيرا، أي عمليات تفريغ للناقلات حتى نهاية الشهر الجاري على الأقل.
وتمتلك فرنسا كميات كبيرة من مخزونات الوقود الاستراتيجية، وقد أطلقت جزءاً منها لتجنب النقص في المعروض، بينما تتجه الأسعار عالمياً نحو الصعود.
وارتفعت أسعار النفط لليوم الثالث في المعاملات الآسيوية المبكرة، أمس الأربعاء، حيث أثار وقف بعض الصادرات من إقليم كردستان العراق قلقاً من شح المعروض كما تحسنت معنويات السوق مع هدوء المخاوف من حدوث أزمة مصرفية عالمية.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.5% متجاوزة 79 دولارا للبرميل. كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.9%، ليلامس 74 دولاراً للبرميل.
ونقلت وكالة رويترز، أمس، عن ساتورو يوشيدا، المحلل المختص بالسلع الأولية في مؤسسة راكوتن سيكيوريتيز قوله "لا تزال شهية المستثمرين للمخاطرة مدعومة بمخاوف بشأن شح إمدادات منطقة كردستان العراق وارتياح في الأسواق المالية القلقة من اضطرابات القطاع المصرفي".
وارتفعت أسعار النفط بعدما اضطر العراق لوقف تصدير حوالي 450 ألف برميل يومياً من إقليم كردستان شمال البلاد عبر تركيا بعد حكم في قضية تحكيم أكد أن موافقة بغداد لازمة لشحن النفط.
كما أثار إعلان بنك فيرست سيتيزنز بانكشيرز، يوم الإثنين الماضي، أنه سيستحوذ على ودائع وقروض بنك سيليكون فالي المنهار مشاعر التفاؤل حيال وضع القطاع المصرفي.
وتلقت الأسعار دعما أيضا من سحب من مخزونات النفط الخام الأميركية الأسبوع الماضي، حيث أشارت مصادر في السوق إلى أن أرقاماً صادرة عن معهد البترول الأميركي، الثلاثاء الماضي، تظهر انخفاض مخزونات النفط الخام بنحو 6.1 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 24 مارس/آذار الجاري.