لم يسلم مكتنزو الذهب من سطوة الدولار، إذ تسبب الصعود القوي للعملة الخضراء في الفترة الأخيرة في تراجع الإقبال على شراء المعدن النفيس، لا سيما في الهند ثاني أكبر مكتنز للذهب في العالم بعد الصين، بما يصل إلى حوالي 800 و900 طن سنوياً، بحسب بيانات مجلس الذهب العالمي.
ويقترب موسم الأعياد السنوي في الهند من المنتصف المعروف بمهرجان ديوالي، والذي يمتد في الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول إلى ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، ويشهد ذروة الطلب على المعدن الأصفر والفضة أيضاً. لكن ارتفاع معدلات التضخم بفعل موجة الغلاء العالمية الناجمة عن قوة العملة الأميركية أثر على مشتريات الهنود للذهب.
يقول تجار إن انخفاض سعر التجزئة للذهب محلياً كان خبراً رائعاً للمستهلكين، لكن مع معدلات التضخم المرتفعة فإن الأمر أصبح مختلفاً لموسم الأعياد هذا العام، مشيرين إلى قلة المشترين كان أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض سعر التجزئة في المقام الأول.
وقبل بداية موسم الأعياد بالنسبة للهندوس والسيخ خفضت الحكومة الهندية سعر الاستيراد الأساسي للذهب في وقت سابق من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري تحسباً لارتفاع الطلب. إذ خفضت مبلغ الضريبة التي يتعين على المستورد دفعها.
لكن لسوء الحظ، لا يزال التضخم مرتفعاً في كل مكان تقريباً في العالم، ما يؤثر على مشتريات الهنود من المشغولات الذهبية، وحتى أولئك الذين يبحثون عن ملاذات آمنة لأموالهم بعيداً عن التآكل بفعل الدولار يعانون أيضاً من قوة الدولار، إذ ترتفع الأسعار الدولية للسبائك المقومة بالدولار، وفق تقرير لموقع "أويل برايس". على سبيل المثال، تدور أسعار السبائك العالمية حالياً حول 1700 دولار للأونصة (الأوقية).
على الرغم من أن الذهب غالباً ما يُنظر إليه على أنه تحوط ضد التضخم، فإن ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية يدعم الدولار ويزيد من تكلفة الفرص البديلة للاحتفاظ بالأصول.
وفي ظل تراجع الإقبال على الذهب في الهند، خفض الموردون شحنات المعدن النفيس لصالح الصين وتركيا وأسواق أخرى، وفق وكالة رويترز أخيراً. ويفضل الهنود تقليدياً الذهب كمخزن للقيمة، وينظر إلى شراء المجوهرات وإهدائها على أنه أمر مقدر في البلاد، خاصة خلال المهرجانات وحفلات الزفاف.