يقترب صندوق النفط الأميركي "يو إس أو" من استعادة لقب أكبر صندوق نفط متداول بالبورصة في العالم، بعد أن جذب أكثر من 200 مليون دولار، وسط رهانات المتداولين على مواصلة عقود النفط المستقبلية الارتفاع الذي سجلته في الآونة الأخيرة، على خلفية تصاعد التوترات في الأسواق من تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واحتمالات اتساع نطاق الصراع في المنطقة.
وتعد هذه التدفقات النقدية، الأكبر بالنسبة منذ أغسطس/آب 2020 إلى "يو إس أو"، الذي يعد ثاني أكبر صندوق متداول في البورصة في سوق النفط، وتبلغ أصوله 1.7 مليار دولار، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية.
وكان الصندوق قد خسر في وقت سابق هذا العام لقب أكبر صندوق للنفط في العالم نتيجة لسلسلة من التدفقات الخارجة، وزيادة التدفقات الداخلة إلى صندوق "ويزدوم تري برنت كرود أويل" المتداول في البورصة خلال الفترة نفسها.
ومنذ ذلك الوقت، بدأ صندوق النفط الأميركي عملية استمرت لشهور لتجديد حيازاته من العقود المستقبلية، في خطوة يصفها الصندوق بأنها زادت جاذبيته للمستثمرين.
وتأثرت العقود المستقبلية للنفط الأميركية بالاشتباكات المستعرة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في ظل تفاقم خطر اتساع رقعة الحرب وتحولها إلى صراع إقليمي.
وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط الأميركي قرب 90 دولاراً للبرميل يوم الجمعة الماضي، بعد ارتفاعه بنحو 10% منذ بدء الحرب.
وقد يؤدي اتساع رقعة الحرب إلى مزيد من الضغوط على إمدادات النفط والغاز العالمية، التي تعطّلت بالأساس بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير/شباط من العام الماضي.
ويقول المحلل في بنك يونيكريديت إدواردو كامبانيلا، إن "إسرائيل ليست منتِجاً للنفط، ولا توجد بنية تحتية دولية كبرى للنفط بالقرب من قطاع غزة".
ومع ذلك، يبقى المستثمرون في حالة ترقّب، "لإدراكهم المخاطر الكامنة في الشرق الأوسط بالنسبة للإمدادات العالمية"، حسبما يؤكد ستيفن إينيس المحلّل في "اس بي آي اي ام" لوكالة فرانس برس. ويتمثّل أحد المخاطر الرئيسية بالنسبة لسوق الطاقة في التدخّل المباشر لإيران.