مصر تمنح شركة إماراتية حق إدارة وتشغيل محطة الصب الجاف في مرسى مطروح

27 ابريل 2023
الاتفاق وقعته عن الجانب المصري الهيئة العامة لميناء الإسكندرية (Getty)
+ الخط -

شهد وزير النقل المصري، كامل الوزير، اليوم الخميس، مراسم توقيع اتفاقية الشروط والأحكام بشأن بناء وتطوير البنية الفوقية واستخدام وإدارة وتشغيل وصيانة وإعادة تسليم محطة الصب الجاف، والمنطقة اللوجستية والصناعية الخاصة بميناء جرجوب في محافظة مرسى مطروح، غربي مصر.

ووقعت الاتفاقية بين الهيئة العامة لميناء الإسكندرية، وشركة "غولدن وينغز" الإماراتية المتخصصة في مجال الاستثمار في الخدمات والأنشطة اللوجستية، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي حيال تطوير جميع الموانئ المصرية، وتعظيم الاستفادة من قطاع النقل البحري.

وقال الوزير إن "التوقيع يدخل ضمن عقد التزام بناء وتطوير البنية الفوقية وصيانة وتشغيل وإعادة تسليم محطة غلال، ومنطقة لوجستية وصناعية متكاملة بميناء جرجوب المطل على البحر المتوسط"، مضيفاً أن "الشركة الإماراتية ستتولى حق إدارة وتشغيل المشروع على مساحة إجمالية تبلغ 500 ألف متر مربع، ورصيف بعمق 17 متراً، وطول 500 متر من إجمالي 7000 متر أرصفة تجارية بالميناء، لاستقبال سفن الصب الجاف والغلال تحديداً".

وبحسب بيان رسمي، فقد اعتبر الوزير أن "مشروعات هذه المنطقة من المشروعات الفريدة على مستوى الجمهورية، لأنها متخصصة في تداول الغلال، بالإضافة إلى وجود منطقة صناعية متخصصة في الصناعات المرتبطة بالغلال، مثل الأعلاف والزيوت والصناعات الغذائية".

واستطرد أن "المشروع يهدف إلى خلق تنمية متكاملة في محافظة مطروح وإقليم الساحل الشمالي الغربي، ويأتي ضمن خطة الوزارة كمحطة لوجستية تخدمها شبكة القطار الكهربائي السريع الجاري إنشاؤها، تمهيداً لربطها حتى مدينة السلوم. كما يخدمها الطريق الدولي الساحلي الجاري تطويره من بورسعيد حتى السلوم بطول 800 كيلومتر، والهادف إلى الربط بين الموانئ البحرية المصرية على البحر المتوسط"، على حد قوله.

وأكمل الوزير أن رئيس الجمهورية وجه بـ"تكثيف الجهود لتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافي لمصر، والمزايا التفضيلية التي تتمتع بها كنقطة التقاء ومرور على خطوط الملاحة البحرية العالمية".

وأضاف أن "الحكومة تعكف على تحويل الموانئ المصرية إلى موانئ محورية، وزيادة حصتها من السوق العالمية لتجارة الترانزيت، والمساعدة في فتح أسواق جديدة للصادرات المصرية".

وختم قائلاً: "يوجد اهتمام كبير بالتعاون مع القطاع الخاص الدولي والمصري في المشروعات الوطنية الكبرى، وجذب الخطوط الملاحية العالمية للموانئ، خاصة أن هناك أربعة موانئ من أكبر خمسة خطوط ملاحة عالمية تعمل في الموانئ المصرية، وهي ميرسك وهاتشيسون وCMA وهاباج لويد".

ووفق معلومات حصل عليها "العربي الجديد" في وقت سابق، فإن الحكومة المصرية قررت تطبيق برنامج الخصخصة لإدارة الموانئ البحرية، والبدء بميناء الإسكندرية كمرحلة أولى من خلال ربطه بميناء 6 أكتوبر الجاف، مع مد خط سكك حديدية يربط بين محطة بشتيل شمالي الجيزة، والميناء الجاف الذي سيصبح جزءاً من المنطقة الجمركية لميناء الإسكندرية، بما يسمح بالتداول الفوري للحاويات من السفن إلى موقع ميناء 6 أكتوبر.

وفي محاولة لامتصاص المخاوف من طرح الموانئ للخصخصة، أكدت الحكومة أن خصخصة الموانئ تتعلق بالإدارة والتشغيل، من دون البيع نهائياً لأسباب أمنية، لا سيما ميناء الإسكندرية الواقع على مساحة 10.5 كيلومترات في قلب المدينة التاريخية، ويضم قاعدة بحرية عسكرية.

في المقابل، يؤكد مراقبون أن طرح هذا الكم الكبير من الموانئ المصرية دفعة واحدة للخصخصة، أمام الشركات الإماراتية على وجه التحديد، يمثل مخاطر كبيرة، خصوصاً مع اتجاه الحكومة للاقتراض الخارجي بشراهة للحد من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والعجز في موازنتها العامة، فضلاً عن التراجع الحاد لعملتها المحلية أمام الدولار.

المساهمون