أعلن مجلس الوزراء المصري، اليوم الأحد، عن خطة تخفيف أحمال الكهرباء، إثر التنسيق بين وزارتي الكهرباء والبترول، والمقرر تنفيذها بداية من الساعة الثانية عشرة من ظهر غد الثلاثاء في جميع المحافظات، وفقاً لجداول تتضمن المدن والأحياء المختلفة، والتوقيتات الزمنية لانقطاع التيار.
وقال المجلس، في بيان، إن لجنة إدارة الأزمات عقدت اجتماعاً بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة خطة تخفيف الأحمال الكهربائية على مستوى الجمهورية، وتنفيذ الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي، بهدف ترشيد استهلاك الكهرباء في فصل الصيف نتيجة نقص الوقود، والارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
وضمت اللجنة في عضويتها ممثلين لعدد من الوزارات والجهات الحكومية المعنية، لاستعراض خطة تخفيف الأحمال الكهربائية التي تشمل 24 محافظة مصرية من أصل 27، بعد استثناء اللجنة ثلاث محافظات من قرار قطع الكهرباء، هي البحر الأحمر وجنوب سيناء ومطروح، بدعوى قلة معدلات الاستهلاك في هذه المحافظات للطاقة الكهربائية.
المحافظات الثلاث المستثناة تضم مجموعة كبيرة من المدن والقرى السياحية المطلة على البحرين الأحمر والمتوسط
والمحافظات الثلاث المستثناة تضم مجموعة كبيرة من المدن والقرى السياحية المطلة على البحرين الأحمر والمتوسط، مثل مرسى علم والغردقة وشرم الشيخ ودهب وطابا ومارينا والعلمين الجديدة وهاسيندا باي وتلال ومراسي وأمواج. وهي تمثل ملاذاً لطبقة الأثرياء والميسورين والمسؤولين الحكوميين في مصر، للهرب من الموجة الحارة التي تشهدها العاصمة القاهرة حالياً.
وبينما يعاني ملايين المصريين من انقطاع الكهرباء المتكرر منذ نحو أسبوعين، وعدم قدرتهم على الذهاب إلى المصايف بسبب غلائها، وفرت الحكومة مجموعة كبيرة من الفيلات والشاليهات والوحدات الفندقية في مدينة العلمين الجديدة، المطلة مباشرة على شاطئ البحر المتوسط في أكثر المناطق تميزاً على طريق الساحل الشمالي، لصالح رئيس الحكومة وجميع الوزراء ونوابهم، وأسرهم، مع تحمل خزانة الدولة تكاليف إقامتهم بالكامل، بحجة عقد اجتماعات الحكومة في مقرها بالعلمين طوال فترة الصيف.
وأفاد بيان مجلس الوزراء بأن خطة وزارة الكهرباء تقضي، في حالة حدوث أعطال طارئة أثناء أو خلال اليوم بأي منطقة خارج خطة تخفيف الأحمال، بإبلاغ شركات توزيع الكهرباء عبر الأرقام الخاصة بها، مع استمرار وزارة البترول في توفير المستلزمات البترولية المتعلقة بتشغيل محطات التوليد الكهربائية.
يعاني ملايين المصريين من انقطاع الكهرباء المتكرر منذ نحو أسبوعين، وعدم قدرتهم على الذهاب إلى المصايف بسبب غلائها
وأضاف البيان أن لجنة الأزمات صدرت عنها مجموعة من القرارات والتكليفات، منها التأكيد على أهمية استمرار موافاة وزارة الكهرباء للجنة الأزمات بأي تعديل طارئ على خطة تخفيف الأحمال الكهربائية، طبقاً لمستحدثات وظروف التشغيل اليومية، وذلك لنشرها على مواقع التواصل ووسائل الإعلام، وإتاحتها للمواطنين على مستوى الجمهورية.
وكلفت لجنة الأزمات بمتابعة معدلات الاستهلاك، والقدرة المتاحة للشبكة الكهربائية، وأبرز معوقات تنفيذ خطة تخفيف الأحمال، إلى جانب تلقي وزارة الكهرباء بلاغات المواطنين الخاصة بالأزمة الحالية، والعمل على سرعة حل الشكاوى والبلاغات الواردة إليها.
وقررت اللجنة، في اجتماعها، استمرار التنسيق بين وزارتي النقل والتنمية المحلية، والشركة الوطنية للطرق (تابعة للجيش)، بشأن تنفيذ خطة تخفيف الإنارة على الطرق الرئيسية، وتخفيف الأحمال الكهربائية على بوابات تحصيل الرسوم على الطرق الرئيسية، وتشكيل لجان للتأكد من متابعة وتنفيذ تلك التعليمات.
وشددت اللجنة على ضرورة استمرار التنسيق بين وزارتي التنمية المحلية والداخلية لتخفيض نسبة إنارة الطرق بمختلف المحافظات، وتخفيف الإنارة الخارجية للمباني الحكومية، وتشكيل لجان للتأكد من إغلاق المحال في المواعيد المقررة لها، مع التوجيه بخفض الإنارة في شوارع المدن والقرى بجميع المحافظات، وموافاة اللجنة يومياً بمعدلات استهلاك كل محافظة.
كما تضمنت التكليفات متابعة وزارة الشباب والرياضة في ما يخص إقامة جميع المباريات الرياضية في الساعة السادسة مساءً خلال شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول المقبلين، وعدم إقامة المباريات خلال الفترة المسائية على الإطلاق، مع التأكيد على إغلاق مختلف الكشافات الخاصة بالملاعب والاستادات ومراكز الشباب.
وأشارت اللجنة إلى استمرار تكثيف الوجود الأمني في المناطق التي ستُفصل الكهرباء عنها طبقاً لخطة وزارة الكهرباء، واستمرار التنسيق بين رئيس الشركة القابضة للغازات ورئيس الشركة القابضة للكهرباء لتذليل أي صعاب في حينه، والعرض على اللجنة حين يتطلب الأمر ذلك.
تضمنت التكليفات إلزام وزارة التموين المخابز بالعمل خلال فترات انتظام الكهرباء، للحفاظ على استمرار توافر رغيف الخبز
كما تضمنت التكليفات إلزام وزارة التموين كافة المخابز بالعمل خلال فترات انتظام الكهرباء، للحفاظ على استمرار توافر رغيف الخبز، في ضوء القواعد المعمول بها بالوزارة، ومخاطبة جميع المطاحن بخطة انقطاع الكهرباء لتوفيق أوضاعها، وتوفير الدقيق بصفة مستمرة، أو العمل خلال فترات الليل وفق رؤية الوزارة في هذا الشأن.
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء المصري إن المناطق السياحية والساحلية لن تشهد انقطاعاً في التيار الكهربائي طوال فترة الصيف، لأنها تمثل مصدراً رئيسياً للدخل القومي، ولا يمكن بأي حال قطع أو تخفيف الكهرباء عنها، مضيفاً أن "السائح لن يأتي إلى مصر في الصيف، إذا ما انقطع التيار عن هذه المناطق السياحية"، على حد تعبيره.
وأوضح أن مصر تحتاج يومياً إلى 129 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي والمازوت لتوفير الكهرباء في وقت الذروة، مستطرداً بالقول إن متوسط الاستهلاك كان يبلغ 33 ألف ميغاوات، ثم ارتفع إلى 36 ألفاً بسبب الموجة الحارة، ما استلزم تخفيف الأحمال بقطع الكهرباء بالتناوب بين المناطق لتوفير نحو 3 آلاف ميغاوات يومياً.
وتحولت قضية انقطاع الكهرباء إلى كابوس يهدد حياة المصريين داخل منازلهم، حيث تشتعل الحرائق في الأجهزة الكهربائية، في أثناء عودة التيار متذبذباً وعالياً، ويصعب عليهم الحصول على الماء من دون ماكينات الرفع. وتتعطل كذلك الاتصالات وشبكة الإنترنت، فتفرض عليهم العزلة عن اتصالاتهم وأعمالهم.
يذكر أن الإدارات المحلية بالمحافظات فرضت على المحال التجارية تخفيضاً للإضاءة على واجهتها، وتعطيل أجهزة التكييف بالمساجد والكنائس خارج أوقات الصلاة، وإغلاق المنشآت الرياضية بعد الانتهاء من المباريات والتدريبات، وتبديل لمبات الصوديوم كثيفة استهلاك الكهرباء بأخرى موفرة للطاقة، وهو ما أثار حالة من السخط العام، خصوصاً بين أصحاب الأنشطة التجارية الصغيرة.