مصر تدعو مستثمرين سعوديين لبناء "منتجعات" على أنقاض المصانع المغلقة

27 يونيو 2022
وقّع البلدان أخيراً اتفاقيات استثمارية بقيمة 7.7 مليارات دولار (Getty)
+ الخط -

دعت الحكومة المصرية مجموعة من المستثمرين السعوديين إلى بناء "منتجعات سكنية" محاطة بالأسوار والحراسة، ومولات تجارية، على أنقاض المصانع المغلقة في العاصمة القاهرة، على ضوء توقيع البلدين اتفاقيات استثمارية مؤخراً بقيمة تجاوزت 7 مليارات دولار، ضمن مخطط الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التوسع في بيع أصول الدولة لمستثمري الخليج، من أجل توفير ما مجموعه 40 مليار دولار على مدى 4 سنوات.

وعرض وزير قطاع الأعمال العام المصري، هشام توفيق، الاثنين، عدداً من "الفرص الاستثمارية" في مجال التطوير العقاري على وفد من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين، على هامش الملتقى العقاري الثاني المصري السعودي، مؤكداً "عمق وقوة العلاقات بين القاهرة والرياض، وحرص مصر على تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات".

وتضمنت الفرص المطروحة: مدينة "نيو هليوبوليس" في شرق القاهرة، وأرض "هليوبارك" الواقعة على طريق (القاهرة - السويس) بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة، ومتنزه حديقة الميريلاند وقصر غرناطة في حي مصر الجديدة، بالإضافة إلى قطعة أرض بمساحة 32 فداناً تابعة لشركة الدلتا للصلب بمنطقة مسطرد، وأرض شركة الحديد والصلب في حلوان بمساحة 6 ملايين متر، وهي أعرق قلعة صناعية في المنطقة العربية، وأغلقها السيسي بعد 67 عاماً من إنشائها.

كما طرح توفيق أرض فندق "سافوي" التاريخي في مدينة الأقصر (جنوب)، ومساحات "غير مستغلة" للكثير من محالج القطن تصلح كمراكز لوجستية في المحافظات، فضلاً عن فرص للاستثمار في قطاع الفنادق، ومنها إعادة إحياء فندق "غراند كونتيننتال" التاريخي في القاهرة الخديوية، وطرح حصة تراوح ما بين 20% و30% من الفنادق المتميزة في مدن القاهرة والإسكندرية وأسوان والأقصر.

وأضاف توفيق، في كلمة له، أن هناك فرصاً متميزة أيضاً للمستثمرين السعوديين في مجال الزراعة والإنتاج الحيواني بمزرعة شركة جنوب الوادي في منطقة توشكى، والتي تضم محجراً بيطرياً، وواحداً من أكبر المجازر الآلية في مصر.

وتطرق كذلك إلى مشروعات صناعة المركبات الكهربائية، مثل السيارات الخاصة والأجرة (الميكروباص والتوكتوك)، ومشروع تطوير البطارية ونظم التحكم، مشيراً إلى وجود فرص للتعاون في صناعة مكونات المركبات الكهربائية، إلى جانب إتاحة خدمات شركة جسور (النصر للتصدير والاستيراد) من خلال نموذج عمل جديد، يستند إلى تقديم خدمات الوساطة والتسويق للمصدرين، وصغار المنتجين، عن طريق "كتالوغ إلكتروني" للترويج للمنتجات المصرية عبر 16 فرعاً خارجياً، تغطي نحو 40 دولة حول العالم، والمقرر إطلاقه في الأسبوع الأول من يوليو/ تموز المقبل.

بدوره، قال رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، علي عيسى، إن التعاون مع السعودية سيشمل كل الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، نظراً لـ"عمق العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية والتاريخية بين الدولتين، وفي مقدمتها قطاع التشييد والتطوير العقاري، بوصفه أحد أهم ركائز العلاقات الاستثمارية، لا سيما مع ما تشهده القاهرة من تطوير للبنية التحتية، وتنمية عمرانية"، على حد قوله.

وأوقفت الحكومة في مصر العمل في شركة الدلتا للصلب، التي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1946، بعد أقل من 6 أشهر من تصفية شركة الحديد والصلب العريقة، في مايو/أيار من العام الماضي، تحت مزاعم عدم قدرة الشركتين المملوكتين للدولة على منافسة شركات القطاع الخاص، واستغلال الأراضي الواسعة لهما في إقامة مشروعات عقارية واستثمارية مميزة.

وتمتلك شركة الحديد والصلب أراضي ضخمة ومساحات شاسعة بمنطقة التبين بحلوان، جنوب القاهرة، بالإضافة إلى 654 فداناً بالواحات البحرية، و54 فداناً مشتراة من "الشركة القومية للإسمنت" منذ عام 1979، وقطعة أرض بمساحة 45 ألف متر مربع بمحافظة أسوان. أما شركة الدلتا للصلب فتقع على مساحة تزيد على 80 فداناً في محافظة القليوبية، وتضم 4 مصانع وورش تصنيع وساحات تخزين للخردة.

وحديقة الميريلاند، التي أعلن الوزير عن طرحها للمستثمرين السعوديين، تقع على مساحة 50 فداناً، وهي المتنفس الأخضر الوحيد حالياً لأهالي مصر الجديدة، إثر القضاء على جميع المساحات الخضراء في الحي لإنشاء العديد من الطرق والجسور الجديدة، ويعود تاريخ إنشاء الحديقة إلى عام 1949 في عهد الملك فاروق تحت اسم نادي سباق الخيل، وتضم الكثير من الأشجار المعمرة، فضلاً عن بحيرة مخصصة للمراكب الصغيرة، ومشتل لتشجير الحديقة، وبيع النباتات للجمهور، إلى جانب برجولات، ومشايات، وشلالات.

وكان أهالي حي مصر الجديدة قد دشنوا العديد من الوسوم الإلكترونية، للاستغاثة من مخطط الاستيلاء على حديقة الميريلاند التاريخية بعد تطويرها بتكلفة تزيد على 48 مليون جنيه، وتجريف المساحات الخضراء في الحديقة لاستغلال مساحتها في إقامة عمارات سكنية ومطاعم وأنشطة تجارية، على غرار ما حدث مع حديقة الطفل في حي مدينة نصر، وحديقة قصر عابدين بوسط القاهرة.

المساهمون