أمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعضاء في حكومته، اليوم الثلاثاء، بإيلاء أهمية لتدريب المزارعين "أنظمة الري الحديث"، و"تعزيز برامج التوعية الإعلامية الموجهة للفلاحين والأسر الريفية للتعريف بفوائد وعوائد نظم الري الحديث والذكي"، وذلك في إطار خطة وضعتها حكومته لتطوير منظومة إدارة مياه الري في الأراضي الزراعية بالاعتماد على الوسائل الحديثة والذكية.
وتأتي توجيهات السيسي بعد يوم واحد من تصريحاته خلال لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، التي أكد خلالها الرئيس المصري على استمرار مصر في إيلاء موضوع سد النهضة "أقصى درجات الاهتمام في إطار الحفاظ على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، وذلك باعتبارها مسألة أمن قومي بالنسبة لمصر، وذلك من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني شامل وملزم بين الدول الثلاث بشأن قواعد ملء وتشغيل السد"، مشددا على أن "عدم حل هذه القضية من شأنه أن يؤثر سلبا على أمن واستقرار المنطقة بالكامل".
واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وطارق عامر محافظ البنك المركزي، ومحمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومحمد أحمد مرسي وزير الدولة للإنتاج الحربي، وعبد المنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع تناول "متابعة تطوير منظومة إدارة مياه الري في الأراضي الزراعية بالاعتماد على الوسائل الحديثة والذكية".
واطلع الرئيس على جهود إنشاء منظومة الري الذكي التي تعد من أحدث تقنيات الري الزراعي في العالم، وذلك بإنتاج أجهزة مجسات متطورة لقياس مستوى الرطوبة في التربة بدقة عالية، مما يحقق فوائداً متعددةً أهمها زيادة الإنتاجية المحصولية للأراضي الزراعية، توفير كميات الأسمدة المستخدمة، وكذلك مياه الري، ومن ثم مضاعفة دخل الأسر الريفية.
وقد وجّه الرئيس بتوفير تلك الأجهزة بأسعار وكميات مناسبة لتكون في متناول الفلاحين، وذلك بالتنسيق بين الهيئة العربية للتصنيع، ووزارات الري والزراعة والإنتاج الحربي.
كما تم كذلك استعراض منظومة وسائل الري الحديث من مختلف جوانبها، والتي تهدف كذلك إلى رفع كفاءة استخدام المياه وتطوير نظم الري الحقلي وزيادة الإنتاجية الزراعية على مستوى الجمهورية، مع عرض بدائل التمويل المختلفة في هذا الصدد، بحسب ما جاء في بيان رئاسي.
ووجّه السيسي "بضمان كافة عوامل نجاح وجدارة آليات التنفيذ لتحديث وتطوير نظم الري على مستوى الجمهورية، وذلك بالتكامل مع مختلف جهود الدولة الهادفة لرفع كفاءة إدارة مياه الري وتخفيض فواقد نقلها، وعلى رأسها المشروع القومي لتبطين الترع ورفع كفاءة القنوات المائية الفرعية".
كما وجّه بإيلاء أهمية لتدريب المزارعين على أعمال التشغيل والصيانة لأنظمة الري الحديث، من خلال برامج الإرشاد المقدمة من قبل الجمعيات الزراعية، فضلاً عن تعزيز برامج التوعية الإعلامية الموجهة للفلاحين والأسر الريفية للتعريف بفوائد وعوائد نظم الري الحديث والذكي.
وكان السيسي قد وجّه رسالة من القاهرة، الأربعاء الماضي، لإثيوبيا، وقال: "نقول للأشقاء في إثيوبيا، أفضل ألا نصل إلى مرحلة المساس بنقطة مياه من مصر؛ لأن الخيارات كلها مفتوحة". وحذّر من عواقب مواجهات الدول، مؤكدا أن "التعاون والاتفاق أفضل كثيرا من أي شيء آخر".
وقال السيسي في تصريحات قبل ذلك إن أحدا لا يستطيع المساس بحق مصر في مياه النيل، محذرا من أن المساس بها "خط أحمر" وسيكون له تأثير على استقرار المنطقة بكاملها.
وأضاف في تصريحاته على هامش زيارته لقناة السويس الشهر الماضي: "لا أحد يستطيع أن يأخذ قطرة ماء من مياه مصر، ومن يريد أن يحاول فليحاول وستكون هناك حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بكاملها ولا أحد بعيد عن قوتنا".
وأشار السيسي إلى أنه لا يهدد أحدا بتصريحاته، مؤكدا أن "العمل العدائي أمر قبيح وله تأثيرات طويلة لا تنساها الشعوب". وقال إن التفاوض هو الخيار الذي بدأته مصر وإنها في مسألة التفاوض بخصوص أزمة سد النهضة وتأمل في التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يحقق الكسب للجميع.
لكن وزير الخارجية سامح شكري قال في تصريحات إعلامية لاحقة إن المقصود بالخط الأحمر هو "إحداث ضرر حقيقي بمصر أما إذا تم ملء السد بطريقة لا تضر بمصر فهو أمر محمود".