مصرف لبنان يؤجل إطلاق منصة جديدة للعملات الأجنبية بسبب التوترات في الجنوب

10 يناير 2024
مصرف لبنان - بيروت (فرانس برس)
+ الخط -

قال مصدر كبير في مصرف لبنان المركزي لرويترز اليوم الأربعاء إن القصف المستمر منذ أشهر عبر الحدود الجنوبية للبنان بين جماعة حزب الله المسلحة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، أدى إلى تأخير إطلاق منصة جديدة للعملات الأجنبية.

وقال مصرف لبنان المركزي في سبتمبر/أيلول إنه يسعى لتدشين منصة للعملات الأجنبية تديرها بلومبيرغ بعد الإلغاء التدريجي لمنصته "صيرفة" التي تعرّضت لانتقادات بسبب الافتقار إلى الشفافية والحوكمة.

وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه: "ما أخرنا هو المشاكل في الجنوب وعدم قدرة الأجانب المشاركين في عملية إطلاق المنصة على القدوم إلى لبنان".

وتتبادل جماعة حزب الله إطلاق النار مع جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر الحدود منذ أكثر من ثلاثة أشهر، دعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة، في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع المحاصر.

ونزح عشرات الآلاف من السكان في كل من إسرائيل ولبنان منذئذ، وقُتل نحو 24 مدنياً لبنانياً وأكثر من 130 من مقاتلي حزب الله في لبنان، بينما قُتل ما لا يقل عن تسعة جنود إسرائيليين في شمال إسرائيل.

ويئنّ لبنان تحت وطأة أزمة اقتصادية منذ 2019، حيث خسرت الليرة اللبنانية المحلية أكثر من 90% من قيمتها، ومنعت البنوك بعض المودعين من سحب مدخراتهم.

ويعيش اللبنانيون منذ أسابيع أزمة كهرباء حادّة، في ظلّ تأخر وصول شحنة الفيول العراقي إلى لبنان وسط وعودٍ من جانب المسؤولين بتأمين المواد قبل نهاية العام الجاري.

مصرف لبنان ومحاولات لإنقاذ الليرة

وقال البنك المركزي اللبناني أمس الثلاثاء إن البنوك التجارية يمكنها الدخول لتثبيت نظام بلومبيرغ الآلي لتداول العملات الأجنبية بين البنوك، حتى تتمكن من التداول على منصة العملات بمجرد إطلاقها.

ولم يذكر البنك متى ستُطلَق المنصة، لكنه قال إنه لن يسمح بالتداول عليها إلا للبنوك المعتمدة.

وقبل نهاية العام الماضي، عدّل مصرف لبنان المركزي، أمس الثلاثاء، رسمياً سعر الدولار المتداول لمنصّة صيرفة من 85500 ليرة إلى 89500 ليرة ليقترب بذلك من سعر الصرف المعتمد من قبل السوق السوداء والمستقرّ منذ أشهرٍ على حافتي الـ89000 و90000 ليرة، الأمر الذي طرح تساؤلات عمّا إذا كانت هذه الخطوة تمهيداً لإطلاق العمل بمنصّة "بلومبيرغ" وتوحيد أسعار الدولار.

ووافق مجلس الوزراء اللبناني في جلسة عقدها في سبتمبر/ أيلول الماضي على اعتماد منصّة "بلومبيرغ" بدلاً من "صيرفة" لتبديل العملات، وذلك بعد حوالى عامين على إطلاقها من قبل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، في إطار الإجراءات الاستثنائية التي فرضها حول العمليات على العملات الأجنبية وحول السحوبات النقدية، والتي مثلت بحسب البنك الدولي أداة نقدية غير مواتية أدت إلى ارتفاعات قصيرة الأجل في سعر صرف الليرة على حساب الاحتياطي والوضع المالي لمصرف لبنان، ولا سيما في غياب سعر صرف وإطار نقدي جديدين.

(رويترز، العربي الجديد)

 

المساهمون