أعرب رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، عن رغبة بلاده في العمل مع الشركات التركية في المشاريع المهمة في بلاده، مرجحا توقيع اتفاقات جديدة في مجالي الطاقة والصحة، حسبما قال لوكالة الأناضول رئيس "مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية" التركي نائل أولباك.
وتحدث أولباك عن زيارة الدبيبة الأخيرة إلى تركيا وعن أبرز الموضوعات التي تم تناولها خلال اللقاءات مع الوفد الليبي. وقال إن قدوم الدبيبة إلى تركيا مع وفد ضم عدداً كبيراً من الوزراء والمسؤولين يُظهر مدى الأهمية التي يوليها رئيس الحكومة الليبية للعلاقات مع أنقرة.
وأضاف أولباك أن الدعم الكبير الذي قدمته تركيا لليبيا والتقارب بين البلدين بدأ ينعكس أيضاً على العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة.
يُشار إلى أن الدبيبة زار أنقرة، الإثنين الماضي، على رأس وفد حكومي رفيع المستوى ضم 14 وزيراً، في أول زيارة رسمية، منذ تولي الأخير رئاسة حكومة الوحدة الوطنية في مطلع فبراير/ شباط الماضي.
وأشار أولباك إلى أن تصريحات الدبيبة عقب لقائه الرئيس رجب طيب أردوغان كانت مُبشّرة بالنسبة إلى عالم الأعمال التركي، وأن لقاء الطاولة المستديرة الذي أجراه الدبيبة مع رجال الأعمال الأتراك كان مثمراً للغاية.
ولفت إلى أن الدبيبة يتعامل مع الأحداث ببراغماتية أكثر، نظراً إلى كونه قادماً من عالم الأعمال. وتابع: "لدينا مشاريع لم تتم بقطاع المقاولات في ليبيا، وهناك بعض المشكلات المتعلقة بخطابات الضمان بخصوص تلك المشاريع. وقامت الشركات التركية خلال الاجتماع بعرض مشكلاتها ومقترحاتها ومطالبها على الدبيبة الذي أجاب عن كل الأسئلة والمقترحات، كما أعطى الكلمة للوزراء المرافقين له. وكان ذلك مهماً جداً بالنسبة إلى شركاتنا".
وحول مطالب عالم الأعمال برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لليبيا في أنقرة من قائم بالأعمال إلى سفير، قال أولباك إن الدبيبة أكد أنهم سيتحركون بسرعة في ذلك الموضوع.
ولفت أولباك إلى أن الدبيبة وعد بالتحرك بسرعة بخصوص رفع تأشيرة الدخول وتوقيع اتفاقية تجارة حرة بين تركيا وليبيا، علما أن الدبيبة كان قد أعرب عن رغبة بلاده في التعاون مع الشركات التركية في مشاريع كبرى ومهمة سيجرى تنفيذها في ليبيا، بالإضافة إلى إتمام المشاريع التي لم تنته بعد.
وأضاف أولباك أن البلدين يرغبان في عقد اجتماع طاولة مستديرة على مستوى القطاعات شبيه بالاجتماع الأخير، على أن يُعقد في ليبيا بعد عيد الفطر، منتصف مايو/ أيار المقبل، وأن مسؤولي البلدين بدأوا مناقشة الموضوع.
ثروات غير البترول
وأوضح أولباك أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وليبيا، العام الماضي، تجاوز 3 مليارات دولار، وأنه من الخطأ اختزال العلاقات التجارية مع ليبيا في قطاع المقاولات والإنشاءات فقط.
وأشار إلى وجود فرص كبيرة للشركات التركية في قطاع الطاقة في ليبيا، نظراً إلى الحاجة الليبية الكبيرة في هذا القطاع، فضلا عن حاجتها إلى معامل لتكرير البترول. ولفت إلى احتمال وجود ثروات باطنية أخرى في ليبيا، غير البترول.
كذلك أوضح أولباك أن هناك اتفاقات جديدة وصلت إلى مرحلة التوقيع، إضافة إلى الاتفاقيات التي تم توقيعها بالفعل. وأضاف أنه سيتم توقيع بروتوكولات أخرى بخصوص تأسيس محطة لتوليد الكهرباء في ليبيا، وتوزيع الكهرباء.
وأشار إلى أن ليبيا في حاجة إلى استثمارات في قطاع الصحة. واستطرد قائلاً إن "وزير الصحة الليبي أيضاً كان حاضراً في اجتماع الطاولة المستديرة. وسيواصل لقاءاته مباشرة مع عدة شركات تركية. وهناك مباحثات أيضاً بخصوص قيام شركات تركية بإنشاء وتشغيل مستشفى في ليبيا".
وكانت تركيا وليبيا قد وقعتا يوم الإثنين 5 اتفاقيات في مجالات مختلفة عقب لقاء جمع بين الرئيس أردوغان والدبيبة. وشملت الاتفاقيات: بروتوكول حول إنشاء محطة كهربائية في ليبيا، ومذكرة تفاهم لتأسيس 3 محطات كهرباء أخرى، ومذكرتي تفاهم لبناء صالة ركاب بمطار طرابلس، ومركز تسوق بالعاصمة، ومذكرة تفاهم حول التعاون الاستراتيجي في مجال الإعلام.
(الأناضول)