مسافة السكّة

02 سبتمبر 2014
السيسي يواجه تحديات اإقتصادية كبيرة ( العربي الجديد)
+ الخط -


تصور وهماً، أن القفز على السلطة سيضع اقتصاد البلاد بين يديه، يتصرف فيه كيفما ووقتما شاء، وأن إعادة الروح لاقتصاد البلاد المتهاوي منذ سنوات، هي مهمة أسهل كثيراً من الاعداد وتنفيذ جريمة الانقلاب على السلطة وسرقة الشرعية وايداع أول رئيس مدني منتخب بإرادة حرة غياهب السجون.

وتصور وهماً، أن الصناديق التي ملئوها بملايين الأصوات في اليوم الثالث للانتخابات وتحت جنح الظلام، كفيلة بجذب الاستثمارات الأجنبية أوإعادة مليارات الدولارات التي هربت من مصر عقب ثورة 25 يناير.

وتصور أيضا، أن إجراء الانتخابات الرئاسية، كفيل بفتح خزائن المؤسسات المالية الدولية ليغرف منها كيفما شاء، ونسي أن هذه المؤسسات لا تمنح أموالها لانقلابات عسكرية تقتل بها متظاهرين سلميين عزل يطالبون بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

تصوّر أن الدول الداعمة له ستواصل ضخ مليارات الدولارات، لتثبيت أقدامه في السلطة ضاربة عرض الحائط بتطلعات شعوبها التي تعاني مشاكل فقر وبطالة وعشوائيات وفساد، لا تقل نسبتها عن المعدلات الموجودة في مصر وربما تزيد.

قبيل تربعه على عرش البلاد وعقب انقلابه أبلغ المحيطين به أن ثقل دول خليجية داعمة له، في المحافل الدولية كفيل بالضغط على صندوق النقد الدولي لمنح مصر عشرة مليارات دولار وربما يزيد، وأن هذا الثقل سيمتد للإفراج عن المعونة الأميركية المعلقة منذ الأنقلاب العسكري.

وعقب إعلان فوزه في الانتخابات، توهّم أنه بمجرد إقامة حلف أمني لضرب الثورات العربية بأنها خطوة كفيلة بانسياب الغاز الجزائري والنفط العراقي إلى مصر لعلاج كارثة انقطاع الكهرباء.

وفي ظل هذه التصورات الواهمة، نسي أن عمليات القتل في شوارع مصر، كفيلة بإقناع الأجانب بأن هذه الدولة عالية المخاطر لا يمكن الاستثمار فيها، وأن المصريين الذين لا يزالون يخرجون في الشوارع مطالبين بالحرية تعني أن البلاد لم تشهد استقرارا سياسيا بعد حتي مع اجراء الأنتخابات الرئاسية الأخيرة، وأن ذلك الاستقرار بات حلما بعيد المنال.
المساهمون