مع تصاعد مؤشرات تحسن العلاقات الإيرانية الخليجية، خطت طهران في اتجاه تكامل أسواق الغاز بالمنطقة، عبر الإعلان عن تعاون مع قطر لإنشاء "مركز إقليمي" لتبادل الغاز في عسلوية، غير أن عدم حسم مصير الحقول المشتركة بين الطرفين لايزال التحدي الأبرز أمام تنفيذ المشروع.
ويعزز اكتشاف إيران لحقل بلال المشترك مع قطر، في يناير/كانون الثاني الماضي، الأمل في تعزيز إنتاج الغاز الإقليمي المشترك، في ظل أزمة الطاقة التي تشهدها إيران مع زيادة الطلب على وقود التدفئة، وفق ما أوردته منصة "برس تي في".
ويشير الخبير الاقتصادي، نهاد إسماعيل، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إلى أن حصة أكبر احتياطي للغاز في العالم تملكها إيران وقطر في حقل الشمال/بارس المشترك، ولذا فإن تعاونهما بالتصدير منطقي في ضوء ارتفاع الإنتاج وتصدير الفائض، مشيرا إلى أن إيران تتحدث عن اتساع المشروع ليضم تركمانستان وروسيا، وتتفاوض مع شركة "غازبروم" الروسية لتطوير مشروعات بقيمة 40 مليار دولار.
ويرى الخبير الاقتصادي أن حاجة إيران لإنشاء مركز اقليمي تبدو أمرا إيجابيا من الناحية النظرية، لكن حاجة إيران عمليا لمشروعات إقليمية مشتركة أشد من حاجة قطر، مشيرا إلى أن وزير الطاقة الإيراني، علي أكبر محرابيان، اعترف في أكثر من مناسبة، خلال الشهرين الماضيين، بأن هذه المشروعات لا تخضع للعقوبات.
وحول آفاق المشروع المشترك مع قطر في ضوء المنافسة التركية، يقر إسماعيل بأن تركيا باتت لاعبا مهما في مجال الغاز الطبيعي بعد الاكتشافات الأخيرة في البحر الأسود وكذلك الاستيراد من إيران وأذربيجان وروسيا عبر خطوط أنابيب، مشيرا إلى أن أنقرة تطمح لأن تكون مركزا إقليميا لتوزيع الغاز، وتسعى لتطوير قدراتها في هذا الاتجاه.
أما الخبير الاقتصادي، عامر الشوبكي، فيقول لـ "العربي الجديد" إن إيران، تعاني في فصل الشتاء، من نقص في الغاز، ولذا تتكرر الانقطاعات في تصدير الغاز إلى العراق وتركيا كي تلبي إيران حاجتها المحلية، مع وجود عجز يبلغ قرابة 20 مليون متر مكعب يوميا، وهي كمية تحاول إيران استيرادها من تركمانستان في الشتاء.
ويرى الشوبكي أن علاقات قطر بالشركات الغربية وخبراتها في إنتاج وتوزيع وتسويق الغاز المسال ربما يكون لها دور إيجابي في تذليل بعض العقبات التي تواجه إيران في تأسيس مركز إقليمي للغاز، ولذا فهي العنصر الإيجابي والواقعي الوحيد تقريبا في هذا المشروع.