قال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية إنّ من المقرر أن يعلن الرئيس جو بايدن، اليوم الخميس، خطة بعيدة المدى ومتعددة الجوانب لجعل السيارات والشاحنات الخفيفة الأميركية أكثر كفاءة في استهلاك الوقود والبدء بالتحول إلى السيارات الكهربائية خلال العقد المقبل.
وتمثل هذه الخطوة واحداً من أكثر مساعي الإدارة أهمية حتى الآن لمكافحة تغيّر المناخ ومعالجة أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد، وفق "واشنطن بوست".
وتهدف مجموعة الأهداف والتفويضات الجديدة، التي صيغَت بعد شهور من المحادثات مع مصنعي السيارات والمجموعات البيئية، إلى تحويل نوع المركبات التي يقودها الأميركيون وتقليل اعتماد البلاد على الوقود الأحفوري.
تأتي هذه الخطوة مع مخاطر سياسية لبايدن، الذي واجه ضغوطاً من النشطاء وممثلي الصناعة على حد سواء، لكنه يمثل جزءاً رئيسياً من وعده بمحاولة إبطاء ارتفاع درجات الحرارة العالمية ودفع البلاد نحو مستقبل تكون فيه المركبات على الطرق تعتمد على القليل من البنزين أو لا تعتمد عليه على الإطلاق.
ومن المقرر أن يوقع الرئيس على أمر تنفيذي يدعو إلى أن تكون نصف مبيعات السيارات الجديدة من السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات وخلايا الوقود أو السيارات الهجينة الكهربائية بحلول نهاية العقد، وفقاً لمسؤولين تحدثوا مع "واشنطن بوست". وقال هؤلاء إنّ من المتوقع أن ينضم قادة شركات السيارات والنقابات العمالية إلى بايدن في البيت الأبيض بعد ظهر الخميس.
يمثل وضع القواعد هذا أول جهد رئيسي لإدارة بايدن لاستخدام السلطة التنظيمية للحكومة الفيدرالية لخفض انبعاثات الكربون. تتوقع إدارة بايدن أن تحافظ على حوالى 200 مليار غالون من البنزين، وأن تمنع حوالى ملياري طن متري من التلوث الكربوني.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إدارة بايدن ستفعل ما يكفي لوضع البلاد على الطريق للوصول إلى هدفها بموجب اتفاقية باريس للمناخ، إلا أن بايدن يسعى إلى خفض انبعاثات الولايات المتحدة إلى النصف بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2005.
في ديترويت والمدن الصناعية الأخرى، تمثل السيارات الكهربائية تحدياً لعمال السيارات، حيث تتحول المصانع من صنع محركات الاحتراق الداخلي إلى المحركات التي تعمل بالبطاريات.
من دواعي القلق بين عمال المصانع، أن أصحاب العمل قد يكونون قادرين على التعامل مع عدد أقل من العمال على خط التجميع، لأن السيارات الكهربائية فيها أجزاء أقل.
وقال بريان روثنبرغ، المتحدث باسم اتحاد عمال السيارات، الذي أيد بايدن العام الماضي، إن تركيز النقابة "ليس على المواعيد النهائية أو النسب المئوية الصعبة، بل على الحفاظ على الأجور والمزايا التي كانت قلب الطبقة الوسطى الأميركية وروحها".
في غضون ذلك، احتشدت شركات صناعة السيارات الثلاث الكبرى في البلاد، فورد وجنرال موتورز وستيلانتس، حول "طموح مشترك" أقل من هدف بايدن. إذ تقترح أن تكون 40 إلى 50 في المائة من مبيعاتها السنوية في الولايات المتحدة عبارة عن بطاريات كهربائية وخلايا وقود وسيارات هجينة تعمل بالكهرباء بحلول عام 2030.
وفي بيان مشترك، قال صانعو السيارات إن هذا التحول "لا يمكن تحقيقه إلا من خلال نشر مجموعة كاملة من سياسات الكهرباء في الوقت المناسب" من الحكومة الفيدرالية، بما في ذلك الحوافز المالية الجديدة للسائقين لشراء مركبات خالية من الانبعاثات.