مساعدات طائرة وعائمة لغزة... هل يتراجع دور معبر رفح؟

12 مارس 2024
مساعدات قليلة يحصل عليها سكان القطاع المحاصرون (الأناضول)
+ الخط -

تدخل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بـ"القطارة"، فلا تسد عطشاً ولا تنقذ حياة الصائمين من الموت جوعاً في شهر رمضان.

وفي ظاهرة تكررت خلال الفترة الأخيرة، تتعطل العديد من قوافل المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية أمام المعابر البرية بين قطاع غزة والحدود المصرية، مع استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار على مناطق قريبة من المعابر.

تنكر قوات الاحتلال مسؤوليتها عن دخول مساعدات قليلة إلى القطاع عبر معبر رفح، ملقية بالمسؤولية على الجانب المصري، وترد السلطات المصرية بجاهزية القوافل لدخول معبر رفح، لتقديم الوجبات الساخنة للصائمين، والدفع بعشرات الأطنان من الأغذية والمواد الطبية والخيام لإنقاذ نحو مليوني شخص من الموت جوعاً، والعيش في العراء، في أجواء غير إنسانية.

يتبادل الطرفان الاتهامات، دون السماح بدخول المساعدات الكافية، بينما تجهز الولايات المتحدة، منفذاً بحرياً تزعم أنه يستهدف التغلب على عدم مشكلة توصل المساعدات الإنسانية عبر المنافذ البرية.

تؤكد مصادر فلسطينية لـ"العربي الجديد" أن المنفذ البحري مشروع إسرائيلي، يعمق عزل غزة لعزلها عن واقعها الجغرافي، لتظل حبيسة منفذ تديره الحكومة المتطرفة في إسرائيل تعمل على تهجير الفلسطينيين من أرضهم بالقوة.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

قالت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد" إن المنفذ البحري يستهدف إضعاف الدور المصري في الفترة المقبلة، في إدارة الأزمة، حيث ترغب إسرائيل في البقاء في غزة، على خلفية الدعم السياسي والعسكري غير المحدود الذي قدمته الولايات المتحدة وحلفائها لمواصلة حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل تجاه شعب أعزل.

أكدت المصادر أن المنفذ البحري، لن يمكن المحاصرين بغزة من الحصول على مساعدات، تنهي سياسة الجوع خلال شهر رمضان، لحاجته تنفيذه إلى نحو 6 أشهر لإقامة الجسر البري الرابط بين المنفذ العائم وساحل قطاع غزة.

كما قالت مصادر مصرية إن الاحتلال يصعد عدوانه لعرقلة الجهود المصرية والقطرية التي تبذل حاليا لإقرار هدنة مؤقتة، تعمل على وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع مقابل الإفراج عن أسرى محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية بغزة.

تدفع الخلافات إلى تجديد مصر اتفاقا مع عدة دول، يقضي بتوجيه المساعدات الغذائية العاجلة إلى قطاع غزة عبر الإسقاط المظلي من طائرات شحن عسكرية، على تجمعات السكان بالمناطق المنكوبة، برفح ووسط غزة، بينما يبقى شمال القطاع معزولا تحت القصف المستمر لجيش الاحتلال.

يحول الإسقاط المظلي، دون إدخال الوقود والغاز اللازم للطهي وتشغيل المرافق الحيوية، ويمنع دور المنظمات الدولية في حماية ووصول المساعدات إلى المحتاجين، ويمنح الفرصة لممارسة أعمال السلب والبلطجة، أثناء الإسقاط العشوائي للمساعدات، مع تحكم الجانب الإسرائيلي في تحديد النقاط التي تمر بها الطائرات لإلقاء حمولتها.

أكدت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد" أن قوافل إسقاط المساعدات بالمظلات، ستجري خلال الساعات المقبلة، بدعم من دولة الإمارات وتشمل بقية المساعدات المخزنة الدولية بميناء ومطار العريش، التي لم تتمكن مصر من إدخالها للقطاع خلال الفترة الماضية، بينما صدرت أوامر سيادية بأن توجه مساعدات المنظمات الأهلية والمجتمع المدني المصرية إلى فقراء المصريين، خلال شهر رمضان بدلا من غزة.

تستهدف الحكومة تجميع مليون "كرتونة رمضان" لتقديم 5 ملايين وجبة إفطار للمواطنين الأشد فقرا لمساعدتهم في مواجهة الغلاء الفاحش بأسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية.

أرجعت مصادر بلجنة التحالف الشعبي مع الشعب الفلسطيني، عدم قدرة مصر على إدخال المساعدات إلى الجائعين في غزة، إلى أن إسرائيل لا تشعر بأي ضغط عربي أو دولي، يجبرها على التوقف عن قتل الفلسطينيين جوعا وعطشا.

وبينت المصادر أن الإنزال الجوي تدعمه الولايات المتحدة، وتوافق عليه إسرائيل، لأنه يسبب فتنة بين الجائعين الذين يتقاتلون من أجل الفوز به خشية الموت، ويحقق للإسرائيليين السيطرة على الأجواء والحدود، بما يمكنهم من تشديد الحصار على غزة، إلى ما لا نهاية.

أنهت سلطات ميناء العريش أمس إجراءات استلام 2737 طنا من المساعدات الغذائية والملابس والخيام والمعدات الطبية والتنظيف، أرسلتها جمعيات خيرية تركية إلى المنكوبين في غزة عبر فرق الهلال الأحمر التركي والمصري والفلسطيني.

كذلك اتفقت الفرق الثلاث على شحن المساعدات عبر طريق البر، لتجهيز 5 آلاف وجبة ساخنة، للإفطار والسحور، على اللاجئين في رفح داخل قطاع غزة.

ومنعت السلطات المسؤولين في جمعية الهلال الأحمر المصري المسؤولة عن نقل المساعدات إلى غزة، من الحديث مع أجهزة الإعلام حول مسار المساعدات المتجهة من مصر إلى غزة، مع قصر خروج المعلومات على المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.

وفي السياق، حذرت الأمم المتحدة من مواجهة قطاع غزة خطر مجاعة جراء وجود عقبات هائلة تحول دون إيصال إمدادات الإغاثة، داعية المجتمع الدولي على لسان المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية، ينس لاركيه، إلى إعلان حالة الطوارئ وإغراق غزة بالمساعدات التي تحتاجها لإنقاذ أطفال غزة من الموت جوعا.

على صعيد متصل، أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في تصريحات صحافية، أن الإنزال الجوي لا يغني عن المساعدات عبر معابر قطاع غزة، محذرا من أن "قطاع غزة بات على وشك الدخول في مجاعة والأطفال هناك يموتون بسبب الجوع والعطش".

كما طالب مفوض "أونروا" بفتح المعابر البرية لإيصال المساعدة الإنسانية للقطاع، الذي يواجه مأساة لا تتعلق فقط بالغذاء، فالوضع يتجاوز كل الأوصاف التي لم نرها في أي أزمة سابقة.

وقد أدى قطع دخول المساعدات بصفة مستمرة دون المعدلات التي طلبتها منظمات بالأمم المتحدة، بحد أدنى 200 شاحنة يوميا، إلى انتشار المجاعة بين 1.9 مليون إنسان، وشح في الوقود والمستلزمات الطبية اللازمة لتشغيل المستشفيات والمرافق المدنية، بما يشمل التابعة لوكالة غوث اللاجئين.

المساهمون