مساعدات شحيحة لغزة: 74 شاحنة فقط من 10 آلاف يحتاجها القطاع

28 أكتوبر 2023
دخول مساعدات من معبر رفح السبت الماضي (لؤي أيوب/ Getty)
+ الخط -

يتواصل تفاقم الأزمة الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة، مع دخول العدوان الإسرائيلي أسبوعه الرابع، في ظل إغلاق المعابر، ومنع دخول المُستلزمات الأساسية بشكل شبه تام، ما تسبب بمأساة قاسية في كل نواحي الحياة اليومية. وظهرت فصول المأساة واضحة في شوارع مُحافظات قطاع غزة كافة، خاصة بعد أن مَسّت اللوازم الأساسية، والمُتعلقة بالماء، والغذاء، والمُساعدات الإنسانية، ومُشتقات البترول، وشبكات الكهرباء، والإنترنت، والاتصالات، وباقي المُتطلبات الحياتية اليومية، إذ ظهر النقص في المحال التجارية، والمخابز، والمُستشفيات، والمرافق التجارية، والأسواق.

ولم تؤثر "نُقطة" الشاحنات التي دخلت إلى القطاع في "بحر" احتياجات أهالي قطاع غزة، والذي يُعاني أساسا من تبعات الحصار الإسرائيلي المُشدد، وعلى مدار خمسة أيام دخل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، 74 شاحنة، تحمل مياها، وأدوية، ومواد غذائية، حيث دخل يوم السبت الماضي وهو اليوم الخامس عشر للعدوان الإسرائيلي 20 شاحنة، فيما دخل يوم الأحد 14 شاحنة، ويوم الاثنين 20 شاحنة، ويوم الثلاثاء 8 شاحنات، أما يوم الخميس فقد دخلت 12 شاحنة.

ولا تكفي الشاحنات القليلة لسد عجز أي من المواد الأساسية، والتي نفدت من القطاع، بفعل الإغلاق الكُلي للمعابر مُنذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، حيث كان من المفترض دخول 2500 شاحنة، في الأيام الخمسة التي فُتح فيها المعبر جزئيا، و10 آلاف شاحنة كان يفترض أن تدخل مُنذ بداية العدوان.

وكانت المعابر قبل بدء العدوان الإسرائيلي تستقبل نحو 500 شاحنة يوميا، وكانت لا تفي بسد كافة احتياجات أهالي قطاع غزة المُحاصر منذ سبعة عشر عاما، سواء على صعيد الاحتياجات الطبية، أو العلاجية، أو الغذائية، أو الإنسانية، أو مُشتقات البترول.

وبدت المحال التجارية، والبقالات، والمولات التي تمكنت من افتتاح أبوابها لساعات مُحددة في اليوم، خالية من الأدوات واللوازم الأساسية، فيما أغلقت باقي المحال أبوابها بسبب نفاد الكميات المطلوبة، في الوقت الذي تم فيه تدمير باقي المحال الواقعة داخل وأسفل البنايات، والأبراج، والبنايات السكنية من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية على مدار أيام العدوان.

ويوضح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، لـ "العربي الجديد" أن الآلية الحالية لإدخال المُساعدات هزيلة كمًا وكيفًا، فعلى مدار خمسة أيام لم يدخل سوى 74 شاحنة، وهذا العدد يُعتبر "لا شيء في ظل احتياج قطاع غزة لأكثر من 500 شاحنة يوميا، والتي كانت تدخل إلى القطاع قبل بدء العدوان ولم تكن تُلبي كل الاحتياجات".

ويضيف: "اليوم وبعد 20 يوماً من العدوان الإسرائيلي المتواصل، والمحرقة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، فإن ما يصل من مساعدات إلى القطاع كمية لا تكفي لاحتياج مركز ايواء واحد ليوم واحد، من أصل أكثر من 200 مركز إيواء، تضم مئات آلاف النازحين".

ويُشدد معروف على أن هذه الآلية في دخول الشاحنات والمُساعدات لا تُغير في الوضع الإنساني شيئاً، ولا تضع حدا للوضع الكارثي، لافتًا إلى ضرورة فتح معبر رفح بشكل كامل لدخول كافة الاحتياجات، وفق الأولويات التي تُحددها القطاعات الخدماتية المُختلفة، وفي مُقدمتها الاحتياجات الإنسانية، واحتياجات المنظومة الصحية، والوقود الذي يُعتبر عصب عمل القطاعات كافة، وبدونه سيتوقف عمل الخدمات الصحية، والإسعافات، وطواقم الدفاع المدني، وتُصاب الحياة بالشلل الكامل.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

في الإطار يُبين الناطق باسم المعابر في قطاع غزة هشام عدوان أن الشاحنات التي دخلت إلى غزة خلال الأيام التي فُتح فيها المعبر لا تكفي لسداد أي عجز بالمُطلق في ظل الكارثة التي يعيشها أهالي لقطاع غزة على كافة المُستويات، والقصف المتواصل لآلاف المنازل، والمدارس، والمستشفيات التي شارفت على الخروج من الخدمة بفعل نفاد الوقود، والأدوات الطبية، وآلاف المرضى الذين هم بحاجة للعلاج.

ويلفت عدوان لـ "العربي الجديد" إلى أن "الشاحنات التي دخلت ليست سوى ذر للرماد في العيون أمام المجتمع الدولي، وإيهام العالم بوجود ممر آمن لدخول المُساعدات إلى غزة".

ويُشدد عدوان على أن المعبر جاهز بكافة مرافقه، وموظفيه، لاستقبال الكميات الطبيعية وبمئات الشاحنات من المُساعدات والبضائع، وأنه من الضروري وجود إرادة دولية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح معبر رفح بشكل طبيعي وإنساني لدخول المتطلبات الأساسية، وفي مقدمتها الوقود، ومعدات الدفاع المدني، والمستلزمات الطبية، واحتياجات المُستشفيات، إلى جانب خروج الجرحى، والإصابات البالِغة لتلقي العلاج. وينعكس النقص الفعلي على كافة مناطق قطاع غزة، سواء في المحافظات الشمالية، وفي مدينة غزة، أو حتى في المناطق الوسطى والجنوبية، والتي طلبت قوات الاحتلال من الفلسطينيين اللجوء إليها على اعتبار أنها "مناطق آمنة" حيث تضج بالطوابير الطويلة للحصول على الماء، والطعام الذي يمنع الاحتلال الإسرائيلي دخوله إلى القطاع مُنذ بداية عدوانه.

المساهمون