لم تكن أسواق الأسماك والدواجن في جميع أنحاء مدينة البصرة العراقية مزدحمة في أي وقت مضى مثلما هي الآن، مع لجوء المواطنين لبدائل عن اللحوم بسبب مخاوف من انتشار حمى القرم-الكونغو النزفية بين الماشية.
وقال أحد المواطنين واسمه عادل سامي "بالآونة الأخيرة ظهرت الحمى النزفية بالأبقار واللحوم وصار إقبال شديد على الأسماك والدجاج بصوره عامة لأنه بالوقت الحاضر توقفت عملية شراء اللحم بسبب هذا الوباء".
وأشار حمزه ستار وهو بائع سمك إلى تزايد الإقبال على الأسماك: "يوجد إقبال على سوق السمك من بعد هذا المرض ما يعني أن الكميات المباعة صارت أكبر رغم أنه يوجد ارتفاع بالأسعار لكن ذلك لم يخفض استهلاك السمك والدجاج".
تقول السلطات العراقية إنها اتخذت إجراءات للحد من انتشار المرض الذي تسبب في 120 حالة إصابة و20 وفاة منذ مارس/ آذار، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة.
وعلى الرغم من هذه الجهود المبذولة، التي تشمل حملات تطهير وندوات تثقيفية للمزارعين، يقول الناس إنهم ما زالوا يخشون شراء اللحوم مثل عقيل باهيج الذي قال "خفضنا استهلاك اللحم 90% وتوجهنا إلى السمك رغم الغلاء".
تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في العراق عام 1979، وينتقل عن طريق القراد الذي يلدغ الحيوانات والتي قد تنقل المرض بعد ذلك إلى البشر عن طريق التعامل المباشر معها أو تناول لحومها.
وقال باسم أبو علي صاحب محل جزارة: "شددنا الإجراءات، حتى على سلامة العاملين الكفوف صارت واجبة كذا الكمامات، هذا المرض أول ما يصيب القصاب لأنه بتلامس تام مع الدم والجروح".
يتسبب المرض في حدوث نزيف من عدة أماكن بالجسم ويمكن أن تكون معدلات الوفاة مرتفعة جدا. لكن السلطات تحاول طمأنة المواطنين، مع تشجيع أولئك المعرضين لخطر الإصابة به على اتخاذ الإجراءات المناسبة.
وقالت المهندسة الزراعية سماح عبد العالي من مديرية زراعة البصرة: "هناك عزوف من المواطنين عن شراء اللحوم نتيجة ظهور مرض الحمى النزفية وكانت البدائل هي اتجاه المواطن نحو شراء الأسماك وكذلك الدجاج".
وأضافت: "إن لمديرية زراعة البصره دورا مهما وبارزا في الحملات التطهيرية عبر رش وتغطيس الحيوانات، لأصحاب الحيوانات طبعا كان هناك دورات وندوات توعوية وثقافية، تم من خلالها التأكيد على المربين لتنظيف حظائرهم بشكل مستمر وكذلك التأكيد عليهم عدم جزر الحيوانات بصورة عشوائية".
(رويترز)