يطلق المغرب حملة "مرحبا" اعتباراً من الخميس المقبل وإلى غاية نصف سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث يجري تسخير وسائل النقل الجوية والبحرية وإعداد فضاءات، خاصة في المطارات والموانئ، بهدف تسهيل عبور المغتربين.
ومن المتوقع أن يستقبل المغرب 3 مليارات مغترب في الصيف، ما يساهم في دعم القطاع السياحي، والطلب على السلع والخدمات، وتعزيز رصيد المملكة من النقد الأجنبي.
ويصل عدد المغتربين المغاربة إلى 5.8 ملايين شخص، أي حوالي 16 في المائة من سكان المغرب، وفقاً للأرقام الرسمية، ويقيم 85 في المائة منهم في أوروبا، خصوصاً في فرنسا وهولندا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا.
ويترقب المغرب موسماً استثنائياً هذا العام، بعد استقبال المملكة أكثر من خمسة ملايين سائح في خمسة أشهر، بزيادة بنسبة 20 في المائة، مقارنة بالسنة التي سبقت انتشار الجائحة، حسب وزارة السياحة.
وجرت العادة على إدماج المغتربين المغاربة ضمن البيانات ذات الصلة بالسياح الأجانب، الذين يزورون المملكة، حيث إن حلولهم بالمملكة يعتبر حاسماً في تعظيم إيرادات السياحة، التي يرتقب أن تدعم موجودات المملكة من النقد الأجنبي.
ويراهن المغرب على تحويلات المغتربين التي واصلت ارتفاعها في العام الحالي، حيث بلغت في الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري 3.54 مليارات دولار، بزيادة بنسبة 12.8 في المائة، حسب مكتب الصرف.
وكانت تلك التحويلات قد قفزت في العام الماضي إلى حوالي 11 مليار دولار، مقابل 9.3 مليارات دولار في العام الذي قبله مسجلة مستوى قياسياً، بعدما كانت قبل الجائحة في حدود 6.5 مليارات دولار.
ويعتبر إنييغو موري، مؤسس منظمة "ريميساس" المتخصصة في تتبع تحويلات المغتربين عبر العالم، في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن ارتفاع تلك التحويلات مرده إلى تضامن راسخ للمغتربين مع أسرهم، لكنه يؤكد أن تلك التحويلات أضحت تحول أكثر عبر القنوات الرسمية، حيث تحصيها بيانات مكتب الصرف.
وشدد على أن تلك التحويلات تسعف أسر المغتربين في المغرب، وتساهم في دعم النمو عبر الاستهلاك، وتعزز رصيد المملكة من النقد الأجنبي، ما يبرر الدعوة إلى خفض تكلفتها، عبر إذكاء المنافسة بين شركات تحويل الأموال.
غير أنه لا يجب التركيز فقط على التحويلات، حيث نبه موري، إلى أن حلول المغتربين في الصيف بالمغرب يشكل فرصة لدعم النشاط الاقتصادي، إذ يعطون دفعة قوية للعديد من القطاعات مثل النقل والمطاعم والفنادق، كما يساهمون في دعم الطلب الداخلي على عدد من السلع.
وكان المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، قد أوصى بتوفير عرض سياحي ملائم للمغتربين المغاربة، عبر الأخذ بالاعتبار نمط عيشهم وطرف استهلاكهم لمنتجات الترفيه والرياضة.
ويتطلع المغرب إلى تشجيع الكفاءات من المغتربين على المساهمة في التنمية بالمملكة، غير أنه يعول أكثر على جذب استثماراتهم، خاصة أن 10 في المائة فقط من تحويلاتهم توجه لإنجاز مشاريع استثمارية.
وتوجه أغلب استثمارات المغتربين لقطاع العقارات، رغم تراجع الإقبال عليه، غير أنهم يساهمون في توفير سيولة تتيح للمصارف تلبية حاجيات الشركات، حيث إن ودائع المغتربين لديها تصل إلى أكثر من 18 مليار دولار.
ويرنو المغرب إلى إنجاز استثمارات بحوالي 55 مليار دولار في خمسة أعوام، بما يساعد على خلق نصف مليون فرصة عمل.