مديرة صندوق النقد وS&P يستبعدان تخلّف أميركا عن سداد الديون

24 مايو 2023
محطة وقود في جنوب فلوريدا (Getty)
+ الخط -

حذّرت "إس آند بي كوميدتي إنسايتس" S&P الأميركية، اليوم الأربعاء، من تداعيات تخلّف الحكومة الأميركية عن سداد الديون على أسعار النفط، وقالت إن من شأن التعثر هز سوق الطاقة العالمية، ورغم ذلك شددت وكالة التصنيف العالمية في نشرة حديثة على أن فرص التخلف تبدو ضئيلة.

وحتى الآن، انتهت المحادثات الأخيرة بين الرئيس جو بايدن ورئيس مجلس النواب كيفين مكارثي من دون اتفاق على رفع حد سقف الدين، وهو ما أثار مخاوف الأسواق العالمية مجددا.

لكن مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا قالت، اليوم الأربعاء، إنها واثقة من أن الولايات المتحدة ستتجنب التخلف عن سداد الديون.

وقالت جورجيفا، خلال منتدى قطر الاقتصادي الذي نظمته وكالة بلومبيرغ في العاصمة الدوحة: "يخبرنا التاريخ بأن الولايات المتحدة ستصارع فكرة التخلف عن السداد.. ولكنها تتوصل إلى الحل في اللحظة الأخيرة، ولدي ثقة في أننا سنرى ذلك مجددا". وأضافت أنها تأمل في أن تغلّب الحكمة.

مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا واثقة في أن الولايات المتحدة ستتجنب التخلف عن سداد الديون

ويُطلق إنذار التخلف عن السداد في كل مرة يناقش فيها الكونغرس سقف الديون، وحتى الآن كان المشرعون دائماً قادرين على تجنب التخلف عن السداد.

لكن في حال حدوث هذا التخلف، فإن ذلك سيؤدي إلى ركود حاد وسيؤثر بدوره على الطلب على الطاقة، وفقًا لرئيس نشرة "إس آند بي كوميدتي إنسايتس"، سوغوتا ساها.

وقال ساها: "من المرجح أن يؤدي التخلف إلى ركود اقتصادي حاد، وسيكون له تأثير مرة أخرى على استهلاك الطاقة والطلب عليها".

ووفقًا لمسؤولين ماليين، بمن فيهم وزيرة الخزانة جانيت يلين، فإن أموال الحكومة الفيدرالية الأميركية ستنفد بحلول بداية شهر يونيو/حزيران المقبل، مما يعني أن الوقت المتاح للموافقة على صفقة زيادة سقف الدين الأميركي ينفد.

ويصر الديمقراطيون على أن يقر الكونغرس سقفاً أعلى للديون من دون أي تغييرات في الإنفاق، بينما يصر الجمهوريون على خفض الإنفاق بدعوى أن المستويات الحالية غير مستدامة.

ويؤثر الجدل بالفعل على أسعار النفط مع تزايد المخاوف من التخلف عن السداد. ومع ذلك، إذا تم التوصل إلى صفقة في اللحظة الأخيرة أو وجد الكونغرس طريقة أخرى لرفع السقف، فمن المرجح أن ترتفع أسعار النفط.

إلى ذلك، تراجعت مشتريات الهند الفورية من النفط الخام من الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، حيث تتدفق البراميل الفورية الروسية الأرخص إلى ثالث أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وفقًا لرئيس أكبر شركة تكرير هندية.

يؤثر الجدل بالفعل على أسعار النفط مع تزايد المخاوف من تخلف الولايات المتحدة عن السداد

وقال رئيس مؤسسة النفط الهندية، شريكانت مادهاف فيديا، في مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز في دبي يوم الإثنين: "انخفضت المشتريات الفورية لأنه يجب أن يكون هناك تراجع في مكان ما لتعويض جميع المشتريات الروسية".

وقال إن شركة إنديان أويل، أكبر شركة تكرير في البلاد من حيث الطاقة الإنتاجية، ملتزمة بصفقاتها الآجلة مع منتجي الشرق الأوسط، لكن المشتريات الفورية من الشرق الأوسط تراجعت وسط المنافسة الروسية، حسب ما نقلت "رويترز".

وأضاف فيديا أن ارتفاع استهلاك النفط الهندي فتح مجالًا أكبر لواردات النفط الخام، في حين أن النفط الروسي يناسب مواصفات مصفاة النفط الهندية.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، تحولت الهند من مشتر هامشي للخام الروسي إلى رئيسي إلى جانب الصين. وقامت مصافي التكرير الهندية، التي لا تلتزم بالسقف السعري الذي أقرته مجموعة السبع وتبحث عن مشتريات رخيصة عبر اقتناص العديد من شحنات الأورال الروسية التي كانت تذهب إلى شمال غرب أوروبا قبل حظر الاتحاد الأوروبي.

وقوضت الواردات القياسية من الخام الروسي الرخيص إلى الهند حصة أوبك من الإمدادات لثالث أكبر مستورد للخام في العالم، لدرجة أن حصة أوبك من جميع واردات النفط الهندية وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 22 عاماً على الأقل.

ومع ارتفاع واردات الهند من الخام الروسي في العام الماضي، تراجعت حصة" أوبك" من إمدادات النفط الهندي إلى 59% في السنة المالية الهندية المنتهية في مارس/آذار 2023، مقارنة بما يصل إلى 72% في العام المالي السابق 2021/2022.

المساهمون