كشفت صحيفة إسرائيلية عن خطط لحكومة الاحتلال الإسرائيلي لاستغلال الفرص الاقتصادية والاستراتيجية، التي تتمخض عن اتفاقيتي التطبيع مع الإمارات والبحرين، من بينها تحول الاحتلال إلى مركز رئيسي لنقل النفط الخليجي إلى أوروبا وأميركا الشمالية، وكذلك نقل نفط أذربيجان وكازخستان إلى أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وذكرت صحيفة "ميكور ريشون" أن كلا من وزارتي الخارجية والدفاع في تل أبيب عقدتا مؤخراً عدة اجتماعات لبحث فرص نقل النفط الخليجي، شارك فيها مسؤولون كبار من شركة النفط الحكومية "كاتشا".
ووفق التقرير، فإن المخطط الإسرائيلي طموح للغاية ويتضمن تفعيل خط "إيلات عسقلان" في الاتجاهين، بحيث يتم عبره نقل النفط الخليجي إلى أوروبا، ونقل نفط أذربيجان وكازاخستان، اللتين تربطهما علاقات قوية مع تل أبيب، إلى أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وتوقعت الصحيفة الإسرائيلية أن يفضي تصدير النفط الخليجي إلى أوروبا إلى "تغيير قواعد اللعبة" في الشرق الأوسط بشكل مطلق. ويتضح من التقرير أن المشروع سيؤثر بشكل سلبي على عوائد قناة السويس ومكانة مصر الجيواستراتيجية، علاوة على دوره في تقليص هامش المناورة أمام إيران ويحد من قدرتها على استهداف إمدادات النفط الخليجية.
وأشار التقرير إلى أن اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل تضمن تلميحات كثيرة حول مخطط ربط منظومات تصدير النفط الخليجي إلى أوروبا عبر إسرائيل، لافتا إلى أنه تضمن النص التالي: "يلتزم الطرفان بتبني وتطوير تعاون في مشاريع تتعلق بالطاقة وضمنها بناء منظومات نقل إقليمية لتعزيز أمن الطاقة".
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن التحدي الأهم لبدء المشروع، هو تمكن إسرائيل من إقناع قادة الإمارات بالضغط على القيادة السعودية للتعاون من أجل تدشين المشروع وإنجاحه.
وفي حال تأمين موافقة الرياض، فإنه سيكون بالإمكان نقل النفط السعودي من منطقة "بقيق"، في أقصى الشرق السعودي، التي تعرضت للهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة في 14 سبتمبر/أيلول 2019، إلى ميناء إيلات عبر خط بري طوله 700 كيلومتر، وربطه بخط "إيلات عسقلان". ليتم تصديره إلى أوروبا وأميركا الشمالية، وفق الصحيفة.
وذكرت أن "المزايا الاقتصادية والاستراتيجية للمشروع الجديد، تتمثل في إسهامه في تقصير المدة الزمنية التي يستغرقها نقل النفط السعودي والخليجي إلى أوروبا وأميركا الشمالية، علاوة على دوره في الحيلولة دون تمكين إيران من استهداف إمدادات النفط الخليجية، وتحديدا السعودية".
وأشارت إلى أن ما يثير حفيظة طهران ويزيد من دافعيتها للعمل ضد اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والدول الخليجية، هو تصدير النفط الخليجي عبر أنبوب "إيلات عسقلان"، بينما أدت العقوبات الأميركية إلى خنق الاقتصاد الإيراني، بعد أن تم منع طهران من تصدير نفطها للخارج.
ولفتت إلى "التفجيرات الغامضة التي استهدفت بعض ناقلات النفط قرب موانئ الإمارات قبل نحو عام، وما أعقبها من هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة على المنشآت النفطية السعودية".