مخاوف ألمانية من تداعيات أزمة تايوان

11 اغسطس 2022
مصنع سيارات فولكسفاغن في ألمانيا (Getty)
+ الخط -

تخشى الشركات الألمانية على أعمالها من تصعيد الصراع بين الصين وتايوان بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبيه. ولتايوان دور حاسم في سلاسل التوريد العالمية، كما أن الصين تعتبر أكبر الموردين للمواد الأولية للإنتاج.

وهذا الواقع أشار إليه رئيس الرابطة الفيدرالية لتجارة الجملة والخدمات الخارجية ديرك ياندورا، في حديث يوم الاثنين مع صحيفة هاندلسبلات، بقوله: "في عالمنا العالي التقنية، يتم تثبيت قطعة مصنعة في تايوان في كل منتج إلكتروني تقريباً، ولذلك فان تصعيد الصراع في تايوان ستكون له عواقب بعيدة المدى على الصناعة الألمانية".
وفي هذا الصدد، تشير تقارير ألمانية إلى أن صناعة أشباه المواصلات في تايوان مهمة بشكل خاص للشركات الألمانية. وتمثل شركة "تي أس أم سي" أكثر من نصف عائدات أكبر عشر شركات مصنعة للرقائق الإلكترونية في جميع أنحاء العالم. ووفقا للخبراء، فانه في الوقت الحالي لا يمكن استبدال صناعة الرقائق التايوانية للعملاء في ألمانيا، وأن 80% من أحدث الموصلات التي يبلغ حجم هيكلها 7 نانومتر وأقل تصل من تايوان.

وفي الإطار نفسه، بينت دراسة حديثة لمعهد إيفو الألماني للبحوث الاقتصادية في ميونخ، نشرت الإثنين، أن الحرب التجارية مع الصين ستكلف ألمانيا ما يقارب 6 أضعاف كلفة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأن الخاسرالأكبر سيكون قطاع صناعة السيارات وبحوالي 8.5 مليارات دولار، كما ستتأثر صناعات الهندسة الميكانيكية، حتى أن الشركات التي تصنع معدات النقل ستصاب بخسائر فادحة. ووفقا للمعهد المذكور، فإن الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات والحواجز التجارية الأخرى على كلا الجانبين ستؤدي إلى خفض الناتج المحلي الألماني بنسبة 0.81%.
من جانبها، نقلت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية عن الخبيرة الألمانية ليساندرا فلاتش التي شاركت في دراسة "أنفو"، أن التخلي عن العولمة يجعل ألمانيا أكثر فقراً، ولا يجب على الشركات الألمانية أن تستغني عن شركاء مهمين من دون داع. وفي السياق، أبرز تقرير أن الابتعاد عن العولمة لا يؤدي فقط إلى ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض النمو، بل سيعرض البلاد لمخاطر عدم الاستقرار السياسي. وأضافت الخبيرة فلاتش أنه إذا كانت ألمانيا كدولة مصدرة تريد إعادة تنظيم نموذج أعمالها، فإن تأميم سلاسل التوريد ليس حلاً من شأنه أن يساعد الاقتصاد. من جانبه، أشار فلوريان دورن، المشارك أيضاً في إعداد الدراسة، إلى أنه من المهم إبرام شراكات استراتيجية واتفاقيات تجارة حرة مع دول تحمل التفكير الألماني نفسه مثل الولايات المتحدة الأميركية.
من جهة ثانية، حذر كبير الاقتصاديين في مركز أبحاث مريكس في برلين ماكس تزينغيلين من أن خطر تصعيد الصراع في تايوان سيزداد بشكل كبير في السنوات المقبلة، ومشدداً في حديث مع هاندلسبلات على أنه من المهم أن يتكيف الاقتصاد الألماني مع هذا الأمر.

المساهمون