مخاطر تدفع البنك الدولي إلى خفض توقعات النمو العربية

12 يونيو 2024
منتدى البنك الدولي حول المياه في إندونيسيا، 23 مايو 2024 (يوهانس بي كريستو/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- البنك الدولي يخفض توقعات النمو الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023 بسبب تخفيضات إنتاج النفط والتأثيرات السلبية للعدوان الإسرائيلي على غزة، مع تأثيرات متوقعة تشمل تراجع حركة العبور بقناة السويس وضعف نشاط الدول المصدرة والمستوردة للنفط.
- التقرير يتوقع انتعاش النمو الاقتصادي في المنطقة بحلول عام 2024 و2025، مدفوعًا بزيادة إنتاج النفط وتحسن النشاط الاقتصادي، لكنه يعبر عن قلقه تجاه البلدان المستوردة للنفط التي تواجه ضعف القطاع الخاص وارتفاع التضخم.
- يشير البنك الدولي إلى التحديات الجيوسياسية والاقتصادية المستمرة في المنطقة، مثل التوترات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتأثيرها على البنية التحتية الاقتصادية والمعاناة الإنسانية، مع تأثيرات سلبية محتملة على دول مثل مصر، تونس، الأردن، جيبوتي، والمغرب.

خفّض البنك الدولي في يونيو/حزيران الجاري، توقعات النمو الاقتصادي التي كان راهن عليها في يناير/كانون الثاني الماضي، لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مستحضراً تخفيضات إنتاج النفط وتداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على أهالي قطاع غزة. ويسجل البنك في تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية، في الجزء المتعلق بآخر التطورات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تصاعد التوترات اﻟﺠﯿﻮﺳﯿﺎﺳﯿﺔ، وﻋﺪم اﻟﯿﻘﯿﻦ ﺑﺸﺄن اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، متحدثاً عن ﻣﻌﺎﻧﺎة إﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ھﺎﺋﻠﺔ، وﺗﺪﻣﯿﺮ ﻟﺮأس اﻟﻤﺎل اﻟﻤﺎدي ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ وﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﺑﺴﺒﺐ اﻟحرب.

ويضيف أن الهجمات ﻋﻠﻰ ﺳﻔﻦ اﻟﺸﺤﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ أفضت إﻟﻰ ﺗﺮاﺟﻊ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻌﺒﻮر ﻋﺒﺮ ﻗﻨﺎة اﻟﺴﻮﯾﺲ، وﺗﻌﻄﯿﻞ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﯿﺔ، وزﯾﺎدة ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم اﻟﯿﻘﯿﻦ ﺑﺸﺄن اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت، ﻻ ﺳﯿﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﺠﺎورة. وأكد أن نشاط كل ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﺼﺪرة واﻟﻤﺴﺘﻮردة ﻟﻠﻨﻔﻂ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ظل ﺿﻌﯿﻔﺎً ﺣﺘﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻋﺎم 2024. فقد سجل ركود النشاط النفطي في دول مجلس التعاون الخليجي، ﺣﯿﺚ جرى ﺗﻤﺪﯾﺪ ﺗﺨﻔﯿﻀﺎت إﻧﺘﺎج اﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﯾﻮﻧﯿﻮ/حزيران 2024 ﺣﺘﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻋﺎم 2025، وجرى اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺪﯾﻼت اﻹﺿﺎﻓﯿﺔ اﻟﻄﻮﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺘﺎج ﺣﺘﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ/أيلول 2024، ﻗﺒﻞ إﻟﻐﺎﺋﮭﺎ اﻟﺘﺪرﯾﺠﻲ اﻋﺘﺒﺎراً ﻣﻦ أﻛﺘﻮﺑﺮ/تشرين الأول، ملاحظاً انتعاش اﻟﻨﺸﺎط ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﺼﺪرة ﻟﻠﻨﻔﻂ ﻣﻦ ﺧﺎرج ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺨﻠﯿﺠﻲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻔﺎة ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﯿﺎت ﺧﻔﺾ اﻹﻧﺘﺎج.

وذهب إلى أن البلدان المستوردة للنفط تعاني من ضعف نشاط القطاع الخاص، في ظل ارتفاع معدلات التضخم. وتوقع أن يتباطأ النمو في مصر في السنة المالية 2023/ 2024 في ظل انخفاض حركة اﻟﺸﺤﻦ ﻋﺒﺮ ﻗﻨﺎة اﻟﺴﻮﯾﺲ وﺿﻌﻒ ﺗﻌﺎﻓﻲ ﻗﻄﺎع اﻟﺴﯿﺎﺣﺔ، ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺼﺮاع اﻟﺪاﺋﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، مسجلاً توقف النشاط في تونس، وانكماش الإنتاج الفلاحي في المغرب في أوائل العام الحالي.

ويترقب البنك عند تناول الآفاق المستقبلية أن ينتعش النمو في منطقة اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ وﺷﻤﺎل أﻓﺮﯾﻘﯿﺎ ﻟﯿﺼﻞ إﻟﻰ 2.8% ﻓﻲ ﻋﺎم 2024 و4.2% ﻓﻲ ﻋﺎم 2025. وﯾﺮﺟﻊ ذﻟﻚ أﺳﺎﺳﺎً إﻟﻰ اﻟﺰﯾﺎدة اﻟﺘﺪرﯾﺠﯿﺔ ﻓﻲ إﻧﺘﺎج اﻟﻨﻔﻂ وﺗﺤﺴﻦ اﻟﻨﺸﺎط ﻣﻨﺬ اﻟﺮﺑﻊ اﻷﺧﯿﺮ لعام 2024، معتبراً أن اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت ﻟﻌﺎم 2024 ﻣﻘﺎرﻧﺔً ﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺘﻮﻗﻌﺎً ﻓﻲ ﯾﻨﺎﯾﺮ/كانون الثاني، تﻌﻜﺲ أﺛﺮ ﺗﻤﺪﯾﺪ ﺗﺨﻔﯿﻀﺎت إﻧﺘﺎج اﻟﻨﻔﻂ واﻟﺼﺮاع اﻟﺪاﺋﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.

وكان البنك الدولي قد توقع في يناير أن ينمو اقتصاد المنطقة بنسبة 3.5% في العام الحالي، بعدما حقق 1.9% في العام الماضي. وتوقع في تقريره الجديد أن يرتفع معدل النمو في دول مجلس التعاون الخليجي ليصل إلى 2.8% في العام الحالي و4.7% في العام المقبل. ففي اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ، ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﺪﻋﻢ اﻷﻧﺸﻄﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﻨﻔﻄﯿﺔ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﻋﺎم 2024، ﻛﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ أن ﯾﺆدي اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺘﺪرﯾﺠﻲ ﻟﻠﻨﺸﺎط اﻟﻨﻔﻄﻲ إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﻋﺎم 2025. وﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﺼﺪرة ﻟﻠﻨﻔﻂ ﻣﻦ ﺧﺎرج ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺨﻠﯿﺠﻲ، ﺳﯿﺴﺎﻋﺪ اﻻﻧﺘﻌﺎش اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع اﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﻋﺎم 2025 ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ واﻟﻌﺮاق.

ويرتقب أن يزيد النمو في البلدان المستوردة للنفط في العام الحالي إلى 2.9% ثم إلى 4% في العامين المقبلين. ففي مصر من المتوقع أن ﯾﺰﯾﺪ ﻣﻌﺪل اﻟﻨﻤﻮ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻤﻮ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺬي ﺣﻔﺰه ﺟﺰﺋﯿﺎ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻢ إﺑﺮاﻣﮭﺎ ﻣﻊ اﻹﻣﺎرات. وﻣﻦ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ أن ﯾﻈﻞ اﻟﻨﻤﻮ ﻣﺴﺘﻘﺮاً ﻓﻲ اﻷردن بالرغم من أن اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺴﯿﺎﺣﺔ ﺳﺘﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻷﻣﺪ اﻟﻘﺼﯿﺮ.

وﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ، ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ أن ﯾﻨﺘﻌﺶ اﻟﻨﻤﻮ الاقتصادي، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ المرتقب أن ﯾﺘﺮاﺟﻊ اﻟﻨﺸﺎط ﻓﻲ ﺟﯿﺒﻮﺗﻲ واﻟﻤﻐﺮب ﻓﻲ ﻋﺎم 2024. وذهب إلى أن ارتفاع درﺟﺔ ﻋﺪم اﻟﯿﻘﯿﻦ ﺑﺸﺄن اﻵﻓﺎق اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ وﻗﻄﺎع ﻏﺰة ھﺬا اﻟﻌﺎم يعكس ﻣﺪى ﺣﺪة اﻟﺼﺮاع اﻟﺪاﺋﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. وﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺮض أن ﯾﻨﻜﻤﺶ اﻗﺘﺼﺎد اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ وﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﺑﻨﺴﺒﺔ 6.5% أﺧﺮى ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ، ﻣﻊ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﺣﺪوث اﻧﻜﻤﺎش ﯾﺼﻞ إﻟﻰ 9.4% ﻓﻲ ﻋﺎم 2024.

وﻓﻲ ﺳﻮرية واﻟﯿﻤﻦ، ﺗﺒﺪو اﻵﻓﺎق، حسب البنك الدولي، ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺸﺮة وﯾﻜﺘﻨﻔﮭﺎ ﻋﺪم اﻟﯿﻘﯿﻦ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺼﺮاع اﻟﺪاﺋﺮ وأﺣﺪاث اﻟﻌﻨﻒ واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ واﻟﺘﻮﺗﺮات ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ. ويكمن أحد المخاطر التي  تتهدد المنطقة، حسب التقرير، ﻓﻲ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﺗﺼﺎﻋﺪ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻓﯿﮭﺎ. وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪان اﻟﻤﺴﺘﻮردة ﻟﻠﻨﻔﻂ، ﻗﺪ ﯾﺆدي ﺗﺸﺪﯾﺪ اﻷوﺿﺎع اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ إﻟﻰ ﺧﺮوج رؤوس اﻷﻣﻮال واﻧﺨﻔﺎض ﺳﻌﺮ اﻟﺼﺮف. 

وﺳﺘﺸﮭﺪ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ارﺗﻔﺎع اﻟﺪﯾﻮن اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ زﯾﺎدة ﻓﻲ أﻋﺒﺎء ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺪﯾﻮن، ﺑﺴﺒﺐ ارﺗﻔﺎع ﺗﻜﺎﻟﯿﻒ اﻻﻗﺘﺮاض، وارﺗﻔﺎع ﻣﺨﺎطﺮ ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻤﺎﻟﻲ. وﻻ ﺗﺰال اﻟﻈﻮاھﺮ اﻟﻤﻨﺎﺧﯿﺔ اﻟﺸﺪﯾﺪة اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺗﻐﯿﺮ اﻟﻤﻨﺎخ، فضلاً عن الأنواع الأخرى من الكوارث الطبيعية تشكّل، حسب المؤسسة المالية الدولية، مخاطر كبيرة في المنطقة.

المساهمون