أنهت الأسهم الأميركية تعاملات يوم الخميس بالقرب من النقطة التي بدأتها عندها، بعد أن عكست جولة جديدة من بيانات التضخم ارتفاعًا طفيفًا في أسعار المستهلكين لشهر ديسمبر، في يوم شهد انطلاق تعاملات المستثمرين على أول 11 صندوق للتداول الفوري على العملة المشفرة بيتكوين.
وبينما يستعد المستثمرون لاستقبال بيانات نتائج أعمال الشركات الأميركية عن الربع الأخير من العام المنتهي، أنهى مؤشر داو جونز تعاملات الخميس مرتفعاً بنسبة 0.04%، وكان مؤشر ناسداك منخفضاً بنسبة 0.07%، بينما ثبت مؤشر إس أند بي 500، بعد ارتفاع وانخفاض متكررين، عند مستواه في بداية اليوم.
وجاء تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر ديسمبر أعلى قليلاً من المتوقع، ليعكس زيادة بنسبة 0.3% في أسعار المستهلكين للشهر، ما دفع المعدل السنوي إلى 3.4%. وكان الاقتصاديون الذين استطلعت "داو جونز" آراءهم قد توقعوا ارتفاع المؤشر بنسبة 0.2% في ديسمبر، وبنسبة 3.2% على أساس سنوي.
ومع ذلك، كان مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، باستثناء أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، متماشيا مع التوقعات، ما يشير إلى استمرار الضغوط التضخمية رغم تراجعها قليلاً. وأوحت البيانات الصادرة يوم الخميس إلى الأسواق بأن تخفيضات أسعار الفائدة المنتظرة قد تتأخر بعض الشيء.
وقال جون ماير، كبير مسؤولي الاستثمار في "غلوبال إكس" التي تدير استثمارات حول العالم: "يعد هذا الارتفاع في مؤشر أسعار المستهلكين بمثابة تذكير مهم بالطبيعة غير المتوقعة للتعافي الاقتصادي، وغموض بيانات الاقتصاد الكلي. وقد تحتاج الأسواق إلى الاستعداد للتقلبات المحتملة، مع استمرار الأزمة". وأضاف: "يمكن لبنك الاحتياط الفيدرالي أن يحافظ على موقفه التقييدي للسياسة النقدية، وقد يكثفه، استجابة لهذه الضغوط التضخمية".
وارتفعت عوائد السندات الأميركية على خلفية بيانات مؤشر أسعار المستهلكين، حيث وصل عائد ورقة العشر سنوات إلى أعلى مستوى عند 4.068% قبل أن يتراجع أكثر من 4 نقاط أساس إلى 3.985%. ويمثل ارتفاع عوائد السندات تراجعاً في أسعارها.
وتأثرت حركة السوق يوم الخميس جزئيًا بالتوقعات المخففة المحيطة بالجدول الزمني لخفض سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياط الفيدرالي، بالإضافة إلى القلق بشأن بيانات الأرباح، وفقًا لكبير استراتيجيي الاستثمار في CFRA للأبحاث سام ستوفال.
ويبدأ غداَ الجمعة الإعلان عن نتائج أعمال بعض الشركات عن الربع الرابع من 2023، وسيكون العملاق المصرفي "بنك أوف أميركا"، وبنك "ويلز فارغو"، و"جي بي مورغان تشيس"، أكبر البنوك الأميركية، في مقدمة المعلنين.
ووفقًا لاستراتيجي الاقتصاد الكلي لمجموعة "كارسون" سونو فارغيز، فإن أرباح البنوك الكبرى يوم الجمعة يجب أن تعكس مستهلكًا قويًا بشكل عام، الأمر الذي من شأنه أن يضفي صورة أكثر وردية للاقتصاد الأميركي، ويظهر نمو الناتج المحلي الإجمالي.
وفي مكان آخر من سوق الخميس، ارتفعت صناديق الاستثمار المتداولة في السوق الفورية لبيتكوين في اليوم الأول من التداول مقارنة بقيمها النظرية عند الإطلاق، وبالتزامن مع ارتفاع أسعار العملات المشفرة. ولامست العملة المشفرة الأكبر في السعر والقيمة السوقية لفترة وجيزة مستوى 49 ألف دولار في وقت سابق من يوم الخميس، قبل أن تنخفض إلى مستوى 46 ألف دولار للوحدة الواحدة.
وتأتي هذه التحركات في أعقاب التغييرات التي جرت الموافقة عليها يوم الأربعاء من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، والتي فتحت الباب أمام إطلاق هذه الصناديق في السوق الأميركية، وسهلت وصول المستثمرين إلى العملة المشفرة الرئيسية، بصورة يفترض أن تكون أكثر أماناً.