أعلن مصرف ليبيا المركزيّ عن إطلاق عمليّة توحيد المصرف المركزي وذلك بعد ستّ سنوات من انقسام السّلطة النّقديّة في البلاد.
المصرف المركزيّ أوضح أنّ محافظ المركزي بطرابلس (المعترف به دوليا)، الصّديق الكبير، ومحافظ المركزي الموازي في البيضاء، علي الحبري، اتّفقا على "التزامهما بمواصلة التّقدم لتحقيق الأهداف المرجوّة من توحيد المصرف بمشاركة شركة "ديلويت"، بعدما دعيت لتقديم المشورة الفنّيّة والدّعم.
وأشار المركزيّ إلى مناقشة مراحل التّوحيد وفق خارطة الطّريق المقترحة من قبل شركة الخدمات المهنيّة الدّوليّة "ديلويت" إبّان إنجاز عمليّة المراجعة الماليّة الدّوليّة للمصرف المركزيّ في شهر يوليو/ تموز الماضي، حيث جرى التّوافق على مسارات العمل والفرق الفنّيّة المعنيّة بتنفيذ عمليّة التّوحيد.
وكان المبعوث الخاصّ للأمم المتّحدة إلى ليبيا، يان كوبيش، حذّر من أنّ النّظام المصرفي اللّيبي "سينهار على الأرجح" إذا لم يتوحّد فرعا البنك المركزيّ المتوازيان في البلاد خلال إحاطة لمجلس الأمن في شهر يوليو/ تموز الماضي.
وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة عمر المختار، صقر الجيباني، لـ"العربي الجديد" إن توحيد مصرفَي ليبيا المركزيّ سيكون مؤشّرا إيجابيا، مؤكّدا أنّ البلاد بدأت تخطو أولى خطواتها نحو الاستقرار.
وأوضح أنّ الانقسام غير المبرّر بين إدارتي مصرف ليبيا المركزيّ والتّداعيات الخطيرة الّتي نتج عنها هذا الانقسام دفع ثمنها المواطن والاقتصاد اللّيبي، عبر وقف المقاصّة وأزمة السّيولة وتدهور أسعار الصّرف بالسّوق السّوداء وارتفاع معدّلات التّضخّم وما تبعها من تدهور مستويات المعيشة وارتفاع معدّلات الفقر.
وقال الجيباني: سلطة بلا مال، ومال بلا سلطة كعدمها ولن يجلب الاستقرار، وخطوة توحيد مصرف ليبيا المركزيّ يليها إرسال مبعوثة أميركية لتشرف على سير العمليّة الانتخابيّة يؤكدان أن النتائج مبشّرة اقتصاديّا وسياسيّا.
فيما رأى المصرفي الليبي، علي المبروك، أنّ الخطوات تأخّرت كثيرا. وقال لـ"العربي الجديد" إنّ المصرف المركزيّ مجبر على التّوحيد وذلك مع قرب الانتخابات ومحاولة لكسب النّقاط في الوقت بدل الضّائع.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، قدّم المصرف المركزي إحاطة إلى الجلسة العامّة لعمليّة برلين الّتي عقدتها الرّئاسة المشتركة لمجموعة العمل الاقتصاديّة (الولايات المتّحدة ومصر والاتّحاد الأوروبّيّ وبعثة الأمم المتّحدة للدّعم في ليبيا) حول الكيفيّة الّتي يعتزمان بها توحيد مصرف ليبيا المركزي.
وتتدفّق إيرادات النّفط عبر البنك المركزيّ في طرابلس، والّذي يسدّد رواتب العديد من موظّفي الدّولة في شتّى الجبهات الأماميّة.
وكشفت تقارير من مصرف ليبيا المركزيّ بطرابلس عن أنّ المقاصّة اليدويّة بلغ حجم ودائعها 43 مليار دينار لدى المركزي الموازي بالبيضاء، بالإضافة إلى قفل المنظومة المصرفيّة لنحو 642 ألف صكّ بحجم 23 مليار دينار مع تحفّظ المصارف بالمنطقة الشّرقيّة على أرصدتها وعدم قدرتها على استخدام تلك الحسابات لدى المركزي بطرابلس خلال السنوات السابقة.