- العقوبات الغربية المتجددة على إيران وفنزويلا تثير مخاوف من تدهور الوضع الجيوسياسي، لكن "أوبك" تمتلك طاقة فائضة قادرة على تعويض أي نقص في الإمدادات.
- إيران تفضل تجنب التصعيد مع إسرائيل والحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع الصين، أكبر مستورد للنفط عبر مضيق هرمز، مما يقلل من احتمالية إغلاق المضيق.
يستبعد محللون أن تقود التوترات بين تل أبيب وطهران إلى إغلاق مضيق هرمز الذي يعد شريان الطاقة الرئيسي وصادرات النفط في العالم، حيث يمر به أكثر من ربع صادرات الخام الأسود إلى الأسواق العالمية، وبالتالي يستبعد هؤلاء حدوث ارتفاع كبير في أسعار النفط، وذلك وفق تقرير نُشر بصحيفة "ذا ديلي تلغراف" اليوم الأحد.
ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، تدهورت التوقعات الجيوسياسية، إذ بات لا يقتصر الأمر على إعادة فرض الولايات المتحدة العقوبات على فنزويلا وقطاعها النفطي فحسب، بل تتحدث الدول الغربية عن عقوبات أكثر صرامة على إيران ونفطها.
وفي أعقاب الرد الإيراني على إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي، أثيرت مخاوف من احتمال انتشار العنف في جميع أنحاء الشرق الأوسط ما يؤدي لاحتمال ارتفاع أسعار النفط إلى 120 دولاراً للبرميل.
ولكن ذلك قد لا يحدث بسبب توافر مجموعة من العوامل الداعمة عدم حوث قفزة في أسعار النفط الخام، أهمها أن لدى منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" طاقة فائضة كبيرة يمكن ضخها في حال حدوث شح في الإمدادات النفطية، وهذا من شأنه ألا يكون له تأثير على إسرائيل وحلفائها الغربيين.
ويقول تحليل "ذا ديلي تلغراف"، إن هناك فرصة قوية لأن تستجيب كل من إسرائيل وإيران، بعد الضربات المتبادلة، بما في ذلك الضربة الإسرائيلية المضادة، للضغوط الدولية وتبديا ضبط النفس.
وتساءل تحليل الصحيفة البريطانية، عن إذا كانت إيران ستستمر في تنفيذ تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز الذي يبلغ عرضه ميلين، ويشكل بوابة الشحن إلى خارج الخليج الفارسي، والطريق الذي يمر به ربع تدفقات النفط العالمية وثلث إجمالي الغاز الطبيعي المسال، ومن ثم يهدد بارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات صاروخية.
ويجيب التحليل على لسان خبراء ومحللين قائلاً: "لا أعتقد أن ذلك سيحدث".
ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى أن إغلاق مضيق هرمز لن يضر بشكل مباشر بالولايات المتحدة ودول أوروبا الحليفة لإسرائيل، وإنما سيضر بالاقتصاد الصيني الذي بدأ في التعافي. ويذكر أن الصين هي الشريك التجاري الرئيسي لإيران، حيث تستورد ما يقرب من 90% من صادرات النفط الإيراني.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قد أكد الأسبوع الماضي، أن إيران لا تريد مزيداً من التوتر والتصعيد في المنطقة، داعياً الولايات المتحدة إلى "تقبل" رد بلاده على إسرائيل وعدم اتخاذ "توجه غير مسؤول".
وبالتالي فإن طهران لا ترغب في مزيد من التوتر مع إسرائيل، كما أن طهران لا ترغب في تضرر الصين من خطوة إغلاق المضيق الحيوي لتصدير الطاقة إلى الصين ودول آسيا، وفق مراقبين.
وحلت الصين محل الولايات المتحدة كأكبر مستورد للنفط في العالم، حيث تمثل منطقة الخليج نصف هذه الواردات. وتستورد بكين الآن كميات من النفط الخام عبر مضيق هرمز، أكثر مما تستورده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مجتمعين، ما يعني أن إغلاق مضيق هرمز لن يكون في صالح علاقات إيران الاستراتيجية مع الصين.