لماذا تُعتبر كورسيكا عاصمة المغامرات في فرنسا؟

على شواطئ كورسيكا الخلابة، يحتار الزائر في كمّ النشاطات التي يمكن ممارستها. من لعبة ركوب الأمواج والانخراط في المسابقات الرياضية، إلى ممارسة لعبة Wingfoiling -رياضة ركوب الأمواج باستخدام القارب- وصولاً إلى فقط الاستمتاع بالشاطئ وخاصة على الرمال الذهبية.

ما يميز السياحة الشاطئية هو دعوة الجميع لتجربة هذه الرياضات، بسبب تنوع المدارس التدريبية المختصة بكل نوع من هذه الألعاب الرياضية المسلية.

حتى وإن لم تكن على سبيل المثال، على دراية كاملة بركوب الأمواج، يمكن ممارسة ساعات من التدريب حتى تنطلق في تجربة فريدة، والأهم أن الأسعار تنافسية لا تتخطى 45 دولاراً.

لا تنهي الرياضات الشاطئية هنا، إذ إن هواة التحليق مع الطائرات الشراعية، سيجدون فرصتهم، وتُفضَّل زيارة موقع  Plage de Piantarella ، أو التوجه إلى جزر لافيزي الشاعرية، لخوض هذه التجربة.

في ساعات الصباح الباكر، أو عند مغيب الشمس، تصطف مئات الدرجات الإلكترونية على طريق GT20، والذي يبلغ طوله نحو 370 ميلاً، لتبدأ رحلة جديدة، لاكتشاف المناطق الجبلية المميزة في هذه المنطقة.

خلال الرحلة، تصادف أمامك أبراج مراقبة التي شيدها السكان القدامى قبل مئات السنين، وستزور أيضاً أول ميناء لصيد سرطان البحر في فرنسا على طول شبه جزيرة كاب كورس، ثم خفف السرعة قليلاً، لأنك ستصبح على بعد خطوات بسيطة من الوصول إلى كروم العنب الشاسعة.

يُعد خط سير الرحلة رائعاً للآباء والأطفال، لأنهم يكتشفون تفاصيل وسر هذه المدينة.

ومحبو تسلق الصخور والمشي لمسافات طويلة، عليهم التوجه إلى كالفي، وهي نقطة الانطلاق لمغامرات لمدة نصف يوم في مسار Via Cordata الأكثر ملاءمة للعائلات في كورسيكا، يكفي التنزه هناك لتحفيز الأدرينالين.

فسواء أكنتم عائلة أو أشخاصاً بمفردكم، يمكنكم الاستمتاع بالسير على كورنيش Via cordata، أو حتى استئجار دراجة هوائية والتقاط الصور الفوتوغرافية.

على الرغم من فقدان مدينة باستيا لقب عاصمة الجزيرة الخلابة، إلا أنها لا تزال مكاناً هاماً وجديراً بالزيارة، وقضاء وقت ممتع. تستحق كنائسها ذات الطراز الباروكي أن تشكل مقصداً هاماً للزوار.
يتكون قلب باستيا التاريخي من حيين متميزين: تيرا فيكيا، وهو الحي الذي يحيط بالميناء الأصلي الصغير للمدينة، وحي تيرا نوفا، وهو الممتد في الجزء الجنوبي للمدينة، حيث تسيطر قلعة تاريخية، تتميز بجدرانها العالية، والتي كانت يوماً مقراً لملوك القرن السادس عشر. تم بناء القلعة في القرن الخامس عشر، وهي نموذج حي للفن الأوروبي في تلك الحقبة الزمنية، ويقصدها الكثير من مهندسي العمارة والفن التشكيلي.

لا تقتصر الرحلة إلى باستيا فقط على التعرف إلى هذه المعالم التراثية وحسب، بل يمكن أيضاً زيارة الموانئ البحرية، التي شكلت أساساً للتجارة الدولية في القرون الوسطى.  زيارة الموانئ، تستدعي منكم تذوق الأطعمة الفاخرة، وفي مقدمتها الأسماك التي تشتهر المطاعم في تقديمها.
السر في الطعام

يأخذ سكان كورسيكا طعامهم وشرابهم على محمل الجد، ومن الشائع جداً أن يتناول السكان المحليون الأسماك بشكل لافت، لذا فهي فرصة لتناول هذا النوع من الأطعمة خاصة وأنها تقدم بطريقة مبتكرة.

يستلهم أسلوب الطبخ في كورسيكا، الذوق الإيطالي مع لمسة فرنسية ذواقة، وهي ميزة لا يمكن أن تجدها سوى في الجزيرة. كما يحاول سكان المدينة الاعتماد أيضاً على الفواكه والخضروات بشكل لافت، فلا تتعجب إن قُدِّم إليك طبق من السمك مع الفراولة والأناناس، أو أطباق اللحوم مع التفاح.

إضافة إلى ذلك، تشتهر المدينة بتقديمها الكثير من الأطباق الجاهزة، أو كما يطلق عليها "المؤنة"، فهناك خيارات واسعة من المربيات، الفاكهة المجففة، وأنواع مختلفة من الشوكولا التي تشكل خياراً رائعاً كنوع من الهديا التذكارية.
محبو التسوق أيضاً، ستكون الفرصة أمامكم لزيارة المحال التجارية خاصة في الأحياء الشعبية، حيث يسعى السكان إلى تقديم المنتجات اليدوية، من الثياب والحلي، وصولاً إلى أواني المنزل الفخرية، والتحف الفنية، لذلك يحرص الزوار على تخصيص يوم كامل لزيارة المتاجر القديمة والاستمتاع بالمنسوجات والبضائع البسيطة والأنيقة معاً.