تحذيرات من اندلاع أزمتي خبز وغاز في لبنان... وأسعار المحروقات تواصل ارتفاعها

12 يناير 2022
مخاوف من أزمة غاز في لبنان (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

شهدت أسعار المحروقات في لبنان زيادة كبيرة، أمس الثلاثاء، بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار محلياً وأسعار النفط عالمياً في مسار تصاعدي يرجح مراقبون استمراره في الأسابيع المقبلة، ولا سيما في ظل غياب الحلول داخلياً. ويأتي ذلك وسط تحذيرات من اندلاع أزمتي غاز وخبز.

وتبعاً لجدول تركيب الأسعار الصادر عن وزارة الطاقة، فقد ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 23400 ليرة، و98 أوكتان 24200 ليرة، والمازوت أو ديزل أويل 33000 ليرة والغاز 26200 ليرة.

وأصبحت الأسعار على الشكل التالي: بنزين 95 أوكتان 374800 ليرة، 98 أوكتان 387600 ليرة، المازوت 393400 ليرة والغاز 345500 ليرة.

وربط عضو نقابة أصحاب المحطات في لبنان جورج البراكس هذه الزيادة بارتفاع أسعار النفط عالمياً والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار محلياً، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار يتوقع أن يتواصل في الجداول المقبلة.

وقال: "مصرف لبنان رفع سعر صرف الدولار المؤمن من قبله لاستيراد %85 من البنزين من 23500 إلى 24600 ليرة. أما سعر صرف الدولار المعتمد في جدول تركيب الأسعار لاستيراد %15 من البنزين، والمحتسب وفقاً لأسعار الأسواق الموازية والمتوجب على الشركات المستوردة والمحطات تأمينه نقداً، فاحتسب بمعدل 30837 بدلاً من 28787 ليرة".

وعمد العديد من محطات الوقود، أول من أمس، إلى الإقفال باكراً بهدف بيع البنزين "القديم" وفق الأسعار الجديدة وزيادة أرباحهم، الأمر الذي أعاد مشهد الطوابير أمام المحطات التي أبقت أبوابها مفتوحة.

وتراوح سعر صرف الدولار صباح أمس بين 32300 و32500 ليرة، تبعاً لتطبيقات تحديد سعر الصرف التي بات يعتمد عليها من قبل التجار وأصحاب المحال لتحديد أسعار السلع والبضائع.

في السياق، طالبت نقابة مالكي ومستثمري معامل تعبئة الغاز المنزلي برئاسة النقيب أنطوان يمين بصدور جدول تركيب الأسعار يومياً حسب سعر صرف الدولار "وإلا لن نستطيع التزام الجدول وسنكون أمام خيار الإقفال وعدم استلام مادة الغاز".
ويأتي مطلب النقابة، بحسب قول يمين، نتيجة "الخسائر التي يتكبدها أصحاب المعامل ولا يستطيعون الاستمرار بتكرارها أسبوعياً".

من جهة ثانية، رفع أصحاب الأفران الصوت عالياً محذرين من أزمة حادة نتيجة النقص في مخزون القمح لدى العديد من الأفران، كما دعوا إلى رفع سعر ربطة الخبز في ظل تحليق سعر صرف الدولار، وهو ما ترجم أمس بتهافت الناس لشراء الخبز.

وقال نقيب الأفران علي إبراهيم، لـ"العربي الجديد"، إن "وزارة الاقتصاد تتلكأ في إصدار تسعيرة عادلة لربطة الخبز، الأمر الذي يخلق مشاكل كثيرة، فالدولار تخطى عتبة 32 ألف ليرة وهم يريدون التسعير وفق سعر صرف 30 ألف ليرة، من هنا إما يرتفع سعر ربطة الخبز أو يصار إلى خفض وزنها".

ويضيف إبراهيم: "الطحين أيضاً غير متوفر بالشكل المناسب وهناك تأخير من جانب مصرف لبنان في فتح الاعتمادات بينما يرمي هو المسؤولية على وزارة الاقتصاد، وهذه مقدمة لتيئيس الناس كما فعلوا بالمحروقات تمهيداً لرفع الدعم".

وقطع عدد من المحتجين على الأوضاع المعيشية، أمس الثلاثاء، الطريق عند ساحة النجمة، وسط مدينة صيدا، جنوباً، بالسيارات، فيما شهدت طرابلس، شمالاً، بعض التحركات الاحتجاجية.

زيادة سعر الخبر إلى 12 ألف ليرة

واليوم، رفعت وزارة الاقتصاد والتجارة سعر ربطة الخبز إلى 12 ألف ليرة دفعة واحدة معللةً بأنها لم توفر جهداً للإبقاء على الخبز الأبيض في متناول الجميع وباعتبار هذه السلعة استراتيجية ومن المكونات الرئيسة للأمن الغذائي للبنانيين.

وقالت في بيان إن الوزارة عملت بتوجيه من الوزير أمين سلام على اعتماد معالجات استثنائية حسابية ورقمية واجرائية تفصيلية اتاحت إبقاء سعر الربطة ضمن الهامش المقبول بما يتوافق مع الأوضاع الاقتصادية الضاغطة والقدرة الشرائية المنخفضة.

وأضافت: "لا يخفى أن تحديد سعر الخبز الأبيض يرتبط حكماً بالعوامل الاقتصادية والمالية التي تتأثر بها كل القطاعات من دون استثناء. فالتفلّت الحاصل في سوق الصرف، الارتفاع الكبير في أسعار المكونات التي تدخل في صناعة الرغيف، وخصوصاً الطحين والمحروقات، إلى جانب رفع مصرف لبنان الدعم عن مادتي السكر والخميرة، وارتفاع سعر القمح عالمياً وتكاليف النقل والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي وزيادة الاعتماد على المولدات الخاصة، كلّها عوامل لا يمكن إلا أخذها في الاعتبار عند تحديد سعر الخبز الأبيض".

وتأسيساً على هذه الوقائع حدد وزير الاقتصاد سعراً جديداً لربطة الخبز الأبيض بأحجامها الثلاثة: 345 غراماً بـ6000 ليرة، 835 غراماً بـ10000 ليرة، و1,050 غراماً (الربطة العائلية) بـ12000 ليرة.

المساهمون