لأول مرة في إدلب.. المبيدات الحيويّة بديلاً للكيميائية الضارة

28 يوليو 2024
ندوة لشركة تسنيم الزراعية بإدلب للتعريف بالمبيدات الحيوية (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إدخال تقنية المبيدات الحيوية في إدلب**: المزارعون في إدلب بدأوا باستخدام المبيدات الحيوية كبديل أقل ضرراً وأكثر فائدة من المبيدات الكيميائية، مما ساعد في الحد من انتشار الأمراض الفطرية والبكتيرية.

- **تجارب المزارعين مع المبيدات الحيوية**: المزارع سليمان المنديل أكد أن المبيدات الحيوية كانت الحل الأمثل لمشاكل الآفات، حيث تبقى في التربة لسنوات وتوفر التكاليف والجهد مقارنة بالمبيدات الكيميائية.

- **فوائد المبيدات الحيوية وأهمية التوعية**: المهندس الزراعي عبد الحميد كنو أوضح أن المبيدات الحيوية آمنة وصديقة للبيئة، وتوفر محاصيل وفيرة دون مصاريف إضافية، مشيراً إلى أهمية التوعية بفعاليتها.

أدخل المزارعون في إدلب شمال غربي سورية تقنية المبيدات الحيوية لأول مرة إلى المنطقة كحلٍ بديلٍ وأكثر فائدةً وأقل ضرراً من المبيدات الكيميائية الضارة، حيث ظهرت الفكرة بعد غياب طويل للمبيدات الفعّالة ضد ممرضات التربة، وتكبد المزارعين خسائر فادحة جراء تعرض محاصيلهم للآفات المتعددة.

وقال المزارع يمان دعبول المقيم في بلدة حربنوش شمال غربي إدلب إنه خسر عدة محاصيل بسبب الآفات المرضية والعناكب التي لم تجدِ معها كل وسائل المكافحة التقليدية، وهو ما دفعه للبدء باستخدام وسائل المكافحة الحيوية التي تم الترويج لها عبر ندوات تعريفية أطلقتها بعض المؤسسات والشركات الزراعية. وأضاف أنه وجد في المكافحة الحيوية ضالته، خاصّة وأن الأمراض الفطرية والبكتيرية بدأت تنتشر بكثرة وتصيب جميع أجزاء النبات وتؤثر عليه كماً ونوعاً، ومن هنا أتت أهمية المبيدات الحيوية التي راحت تحدّ من انتشار الممرضات الضارة وتزيد انتشار الكائنات النافعة في التربة.

وبينما يتفقد المزارع سليمان المنديل المقيم في بلدة حزانو محصوله من البطاطا قال لـ"العربي الجديد" إن مواسمه تعرضت لأمراض متعددة في الآونة الأخيرة دون القدرة على مكافحتها لعدم فاعلية المبيدات الكيميائية التي تباع في الأسواق، وهو ما جعله يفقد الكثير من الوقت والتعب والتكاليف التي ذهبت أدراج الرياح. وأوضح أن الإصابة بالآفات الزراعية المتعددة ومهاجمة الممرضات الفطرية والبكتيرية والفيروسية للمحاصيل كافة كانت السبب الرئيس في نقص كمية الإنتاج الزراعي ونوعيته وصرف الكثير من الأموال للمكافحة الأسبوعية، وهو ما تسبب بخسارة اقتصادية، لا على مستوى العائلة وحسب، وإنما على مستوى المنطقة بأكملها إضافةً لما تتركه المبيدات من أثر سلبي.

وأشار إلى أن المبيدات الحيوية كانت الحل الطارئ لكل تلك الآفات كونها تمكث في التربة لسنوات، وتساهم في حل المشكلة بشكل جذري، عكس المبيدات الكيميائية المكلفة ذات الفاعلية القليلة والمحدودة. وللوقوف على ماهية المبيدات الحيوية وأهميتها قال المهندس الزراعي عبد الحميد كنو لـ"العربي الجديد" إنها تمتاز عن غيرها من الطرق بأنها آمنة على الإنسان والحيوان، كما أنها صديقة للبيئة ولا تسبب أي ضرر، واستعمالها لا يسمح بظهور صفات المقاومة من قبل الآفات الزراعية، عكس المبيدات الكيميائية التي يؤدي استخدامها المستمر والمتكرر لظهور سلالات مقاومة، وبالتالي يضطر المزارع للبحث عن مجموعات كيميائية جديدة بشكل مستمر عند كل عملية مكافحة.

وتطرق في حديثه للضرر الكبير للمبيدات الكيمائية ورشها العشوائي، لا على الإنسان بشكل مباشر وحسب وإنما أيضاً على مياه الشرب والحشرات النافعة كالنحل، حيث بدأت أعداد خلايا النحل لدى مربيه بالتناقص نتيجة الرش العشوائي للمبيدات الحشرية الكيميائية. وأرجع كنو أسباب تأخر الاعتماد على المبيدات الحيوية حتى هذا العام، رغم أن الدول الأوروبية تعتمده منذ زمن بعيد ولا تلجأ للمبيدات الكيميائية مطلقاً إلا في حالات استثنائية، إلى ضعف انتشار ثقافة المبيدات الحيوية لدى المزارعين في إدلب، وجهلهم بعناصر هذه المكافحة وطرق استخدامها وفوائدها العديدة.

ويشير كنو إلى أن فوائد المكافحة الحيوية لا تظهر بشكل مباشر وإنما تحتاج إلى فترة زمنية أطول، ريثما تتكاثر الكائنات المفيدة في التربة، وتوفر الكثير من الأموال للمزارعين، كونها توضع مرة واحدة، ويمتد تأثيرها لسنوات، وتعطي محاصيل وفيرة دون حاجة لمصاريف إضافية بالمكافحة الكيميائية، التي يؤدي تراكم الأثر السمي لها على النباتات لأمراض خطيرة كالسرطان.

وينصح كنو جميع المزارعين في إدلب بالاعتماد على المبيدات الحيوية للتخلص من المبيدات الكيميائية السامة وآثارها السلبية على الإنسان والبيئة. وفي دراسة نشرت حديثاً، وبُنيت على معلومات ساهم بتزويدها 219 خبيراً من حول العالم، تبين أنّ الآفات على مستوى العالم تسبّبت بخسارة 21.5% من محصول القمح، و30% من الأرز، و22.5% من الذرة، و17.2% من البطاطا و21.4% من فول الصويا. وهذه المحاصيل الخمسة تمثّل عصب الغذاء في العالم، حيث تشكل 50% من مصادر الطاقة الغذائية لجميع سكان العالم. وأكدت الدراسة أنّ الخسارة الاقتصادية نتيجة الآفات هي أعلى من المتوسط في المناطق التي تعاني حالياً نقصاً في الغذاء وتزايداً في عدد السكان، والمنطقة العربية إحداها.