هل فكرتم يوماً كيف يمكن أن تكون السياحة خلال فترة الأعياد عموماً مجانية أو بمقابل بسيط يتناسب مع القدرة الشرائية لقطاع كبير من الناس؟
عادة ترتفع أسعار الفنادق والمنتجعات السياحية بشكل لافت خلال فترة الأعياد والمناسبات الاجتماعية مع إقبال العائلات على هذا النمط من السياحة الترفيهية. وإن كانت هذه المناسبات فرصة للعب واللهو والتنزه والاستمتاع، لكنها بالنسبة للكثير من العائلات تشكل عائقاً، إذ عادة ما تكون تكاليف المناسبات الاجتماعية مرهقة جداً على ميزانياتهم، وخاصة في الدول التي تعاني من أوضاع اقتصادية متأزمة وتكليف معيشة مرتفعة.
في تقرير نشره مجلس السياحي العالمي قبل عام تقريباً، لفت فيه إلى أن ارتفاع أسعار الخدمات السياحية والترفيهية خلال موسم الأعياد يصل لأكثر من 140 في المئة في بعض مناطق الجذب السياحي، نتيجة الإقبال المرتفع.
ورغم ذلك، لا تفكروا بأن فصل الصيف سيكون عقاباً لكم بسبب الأسعار، ببساطة فيما لو تمكنتم فعلاً من التخطيط المبكر والذكي، للقيام برحلة مجانية أو الاستمتاع بنشاطات الصيف بشكل شبه مجاني، خاصة في بعض الدول العربية والشرق أوسطية.
الأسواق الشعبية
تجذب الأسواق الشعبية الزوار من مختلف الجنسيات، لأنها ببساطة تعد مكانا يجمع الثقافة والتاريخ وفرصة مناسبة لشراء الهدايا. وسواء أكنتم من زوار أو مقيمي دول الخليج، وتحديداً قطر، السعودية، أو الكويت، أو حتى في لبنان أو تركيا، فإن الأسواق الشعبية التقليدية تنتظركم للاحتفال بموسم الصيف مجاناً.
درجات الحرارة المرتفعة في الخليج، لن تؤثر على تنظيم الفعاليات الصيفية في سوق واقف القطري، والذي يمكن للزوار الاستمتاع بالأمسيات الفنية والسهرات التقليدية يومياً وبشكل مجاني، فيما يعد البازار المصري أو الكبير في إسطنبول التركية مكاناً لافتاً للتعرف على تقاليد السكان من خلال تذوق الأطعمة التقليدية، أو حتى شراء المنتجات اليدوية، حتى في لبنان، يعد سوق جبيل الأثري، واحداً من أكثر مناطق الجذب، نظراً لكم النشاطات الترفيهية وأمسيات السهر على أنغام الأدوات الموسيقية القديمة، بما في ذلك العود، والناي وغيرها.
الشواطئ الخلابة
مع ارتفاع درجات الحرارة، تعد زيارة الشواطئ من أفضل الأماكن التي يمكن للزائر أن يقصدها، دون أن يتكبد أي تكاليف مالية، خاصة الشواطئ المطلة على البحر المتوسط، سواء في تركيا، قبرص، لبنان، وغيرها.
ويعتبر شاطئ كاليس في منطقة "فتحية" التركية، واحداً من أشهر الشواطئ المجانية، حيث المياه الصافية ونسيم الهواء النقي والأنشطة المائية المتنوعة.
إضافة إلى ذلك، يتميز شاطئ مارماريس التركي أيضاً بكونه واحدا من أجمل الشواطئ الرملية على البحر المتوسط. تنتشر حوله عدد كبير من المقاهي والملاهي والمطاعم وكذلك الفنادق. يتميز بتنوع الأنشطة المائية بما في ذلك، التزلج على الماء وركوب الأمواج. يعج الشاطئ صباحا بمحبي السباحة، أما ليلا فتنتشر الحفلات الصاخبة، لمحبي السهر والفن.
في تونس الخضراء، تعد الشواطئ ملجأ للعائلات، ومن أبرزها، شاطئ المرسى في مدينة المرسى الواقع شمال العاصمة، والذي يُعد من أهم شواطئ البلاد، يتميز بمياهه الزرقاء الصافية ورماله الذهبية، إضافة إلى تنوع نشاطاته المجانية.
الغابات والطبيعة
على الرغم من أن الدول العربية بشكل عام لا تضم الكثير من الغابات، نظراً لطبيعتها الجغرافية، إلا أن ذلك لا يعني انعدام فرص الاستمتاع بالأجواء الطبيعية دون أي تكاليف مالية. يعتبر لبنان نموذجاً هذا الصيف لجذب الزوار، خاصة مع انخفاض قيمة العملة، والحملات الترويجية لوزارة السياحة، ورغم ذلك، قد يشعر بعض السياح أو المقيمين خاصة من أصحاب الدخول البسيطة بصعوبة بالغة لقضاء عطلة الصيف، ولذا ينصح بزيارة الغابات، والمحميات الطبيعية، ومن أبرزها، محمية الشوف، أو غابة الأرز، إضافة إلى ذلك، تعد الشلالات المائية، من أكثر الوجهات السياحية شبه المجانية التي تنعم بها بعض الدول العربية، والشرق أوسطية، مثل مدينة صلالة التي تتمتع بأجمل الشلالات المائية في المنطقة.
الرحلات المائية
في ستينيات القرن الماضي، كانت الرحلات المائية وتحديداً الرحلات على نهر النيل في مصر، حلما يراود كل عربي، خاصة وأن معظم الفنانين الكبار والممثلين حاولوا من خلال أفلامهم الترويج للرحلات المائية، والسهرات المصرية التقليدية التي تقام على متن القوارب المائية.
تعد هذه الرحلات والتي لا تزال حتى يومنا هذا جزءا من البرامج السياحية الترفيهية، التي تجذب السياح خاصة الأوروبيين، ولذا، فإن كنتم من مقيمي مصر أو زائريها، فلا بد لكم من تخصيص يوم للتنزه في النيل، وبتكلفة بسيطة جداً، يمكنكم الاستمتاع بأجواء الترفيه، خاصة عند مغيب الشمس ورؤية منظر الغروب، وتناول العشاء على إيقاع الأنغام الفنية.
يمكن للعائلات قبل التوجه إلى العبارات السياحية، أن ينخرطوا في نشاطات الأعياد التي تقام عادة على ضفاف النهر، حيث تتواجد العديد من مناطق الترفيه شبه المجانية، إضافة إلى تناول الأطعمة التقليدية والحلويات التي تشتهر بها القاهرة.