مع بدء فصل الربيع، وانتهاء الفصل الثاني من الدراسة، تحاول العديد من العائلات تخصيص هذه الإجازة مع الأبناء، والتخطيط لرحلات عائلية، حيث المغامرات واللعب والترفيه. مع العديد من القيود سواء بسبب كورونا، مع الحديث عن موجة ثالثة للجائحة، أو بسبب الأوضاع المعيشية، فإن فكرة السفر، لاتزال بعيدة نسبياً عن مخططات العائلة العربية. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن خوض تجارب رياضية جديدة، داخل الدولة، تعتبر فكرة مميزة. رحلات الصيد، الغطس، السير في الطبيعة، أو حتى تسلق الجبال واكتشاف جمال فصل الربيع، مع تفتح البراعم.
اليوم، تتوجه الأنظار إلى السياحة البيئية لأنها الخيار الأمثل في ظل هذه الظروف، إضافة إلى أن السلطات المحلية في العديد من الدول، باتت تشجع عليها. أضف إلى ذلك، فهي ذات تكاليف منخفضة، إذ لا يحتاج رب الأسرة تكبد مبالغ كبيرة، بل كل ما يحتاجه وسيلة نقل للوصول إلى المكان المنشود.
السير على الأقدام
لم تكن حقول القمح المنتشرة في سهل البقاع في لبنان يوماً، مكاناً سياحياً أو رياضياً. بل على العكس، كانت رمزاً زراعياً، لكن تبدل المفاهيم السياحية، والانتقال إلى السياحة البيئية بهدف المحافظة على شكل الطبيعة، واكتشاف آفاق جديدة لحياة فئة كبيرة من سكان السهل، شجعت محبي الطبيعة، لاختبار هذا النوع من السياحة.
باتت رياضة السير على الأقدام في المناطق الطبيعية، وخاصة الزراعية أمراً مألوفاً، حيث تنظم العديد من الفعاليات السياحية رحلات جماعية الى قلب الطبيعة.
سهل البقاع أو مناطق الجبل ليست الوحيدة، فبين جبال محمية ضانا للمحيط الحيوي في المملكة الأردنية، وفي نهاية طريق وعرة جنوب البحر الميت، يحتضن وادي فينان الخلّاب منطقة طبيعية، تأثر قلوب محبي رياضة السير على الأقدام واكتشاف الطبيعة.
وقد طورت الجمعية الملكية الأردنية لحماية الطبيعة هذا المكان، من خلال بناء نزل يحاكي السياحة البيئية.
رحلات الصيد
رحلات الصيد على اختلاف أنواعها، تمثل خيارا جميلا في هذا الفصل من العام. في دول الخليج، تحديداً، تزدهر سياحة صيد الأسماك، نظراً لما تتمتع به هذه الدول من شواطئ خلابة، وجزر محيطة بها، تجعل خيار صيد الأسماك فرصة، ليس فقط للصيد، بل لاكتشاف الطبيعة المائية.
في قطر، تتنوع الخيارات، لكن أكثرها رواجاً، زيارة جزيرة السافلية التي تنظمها الشركات السياحية لمدة نصف يوم أو يوم كامل.
يمكن للعائلة، استئجار مراكب الداو الخشبية القديمة، والانطلاق في رحلة استثنائية. تتضمن الرحلة الكثير من الرياضات المائية كالغطس، والسباحة في منتصف الجزيرة، وعادة تشمل هذه الرحلات وجبة الغداء.
كذلك الأمر في سلطنة عمان، حيث الطبيعة البكر التي تأثر القلوب. التجارب التي توفرها البيئة البحرية العمانية لزوارها هي مشاهدة الدلافين ومراقبة حركاتها ضمن أفواج كبيرة العدد، وكيفية تفاعلها مع الزوار تأثر قلوب الكبار والصغار.
المغامرات الشيقة
الفرصة سانحة، ليس فقط للغطس، أو تسلق الجبال، ولكن أيضاً للقيام بالعديد من الرياضات التي تتسم بالخطورة، منها القفز من الطائرة، أو الصعود في المنطاد. هذه الرياضات والتي كانت يوماً حكراً على أصحاب الميزانيات الضخمة، باتت اليوم متاحة للجميع، والسبب في ذلك ما تركته جائحة كورونا من أثار واضحة على قطاع السياح عموماً.
كورنيش المنارة في العاصمة بيروت، ينتظركم للقفز من فوق الصخرة الأشهر. دول الخليج جميعها ودون استثناء، توفر لكم فرصة القفز من الطائرات والاستمتاع بالمناظر التي لا توصف.
أما في تركيا، فلا يمكن للزائر أو المقيم عدم استغلال الفرصة، والركوب بالمنطاد والقيام بجولة لا تنسى في سماء تركيا، خاصة أن العديد من المناطق مثل كابادوكيا، أو مارماريس، وإنطاليا توفر للزوار فرصة اكتشاف هذه التجربة.
تعتبر الرياضات التي تتسم بطابع المغامرة، واحدة من أكثر البرامج السياحية التي يمكن للأشخاص الاستفادة منها في ظل استمرار الجائحة.
سياحة الدراجات النارية
باتت سياحة الدراجات الرباعية والدراجات النارية، واحدة من أكثر المغامرات جذباً للعديد من الفئات العمرية نظراً لما تتسم به من طابع رياضي مشوق.
ينتشر هذا النوع من الرياضات بشكل كبير في كافة الدول العربية وتركيا. في الدول الخليجية، تعد سباقات الدراجات النارية الرباعية، من أكثر الرياضات شعبية، خاصة فوق الكثبان الرملية، وعند مغيب الشمس، عادة ما يقوم السكان والمقيمون برحلات ترفيهية إلى قلب الصحراء، لممارسة هذه الرياضة.
في باقي الدول العربية، وخاصة الدول التي تحتوي على الجبال، مثل لبنان، المغرب، الأردن، يمكن للسكان قضاء يوم في اكتشاف الطرقات الوعرة لهذه الجبال والوديان من خلال سباق الدراجات الرباعية.
كذا، تنتشر أيضاً سياحة الدراجات النارية، خاصة في العطل الأسبوعية، حيث يتسابق الأصدقاء ومحبو الدراجات النارية الرباعية مع بعضهم البعض على الطرقات الفرعية في العديد من القرى، في جو لا يخلو من الحماس والسعادة.
