كوريا الجنوبية تراقب سحب الأموال من بنوكها تجنباً لعدوى الإفلاس

28 مارس 2023
القلق يتصاعد عالمياً من نشوء أزمة مصرفية بعد انهيار بنوك أميركية وسويسرية (Getty)
+ الخط -

قالت وكالة الرقابة المالية في كوريا الجنوبية، أمس الاثنين، إن البنوك الكورية لم تظهر دلالات على وجود خلل في عمليات السحب والإيداع، وذلك بعد تصاعد القلق عالمياً من نشوء أزمة مصرفية دولية، عقب انهيار مصارف عدة في الولايات المتحدة وسويسرا خلال بضعة أيام من مارس/آذار الجاري.

وأوضحت الوكالة، وفق وكالة يونهاب، أن عددا صغيرا من العملاء الذين تجاوزت ودائعهم 50 مليون وون (38.4 ألف دولار)، وهو الحد الأقصى للمدخرات المضمون من قبل الحكومة الكورية، قاموا بتحويل أكثر من 50 مليون وون.

وأفادت بأن البنوك التي تعمل من خلال الإنترنت فقط، تشهد احتمالاً منخفضاً لفقد أموال العملاء، حيث إن متوسط الإيداع الفردي يبلغ نحو مليوني وون.

وأضافت أن الاحتمال ضعيف بالنسبة للبنوك الكورية، مشيرة إلى أن 98.1% من المودعين في الشركات المالية المحلية كان لديهم أقل من 50 مليون وون، بحلول نهاية سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

جاء التقييم الذي أجرته وكالة الرقابة المالية، وسط مخاوف من امتداد عدوى انهيار البنوك إلى الاقتصاد الكوري، وذلك بعد انهيار بنوك "سيليكون فالي" و"سيغنيتشر" و"فيرست ريبابليك" في الولايات المتحدة و"كريدي سويس" في سويسرا، فضلا عن هبوط أسهم دويتشه بنك، أكبر بنك في ألمانيا خلال الأيام الماضية.

ورغم رسائل الطمأنة التي حرص مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) ووزارة الخزانة والبيت الأبيض على إرسالها للمودعين  في بلادهم خلال الأيام الأخيرة، فإنّ البنوك الصغيرة شهدت اضطرابات حادة، وسط هروب جماعي من قبل المودعين، ما دعا مشرعين إلى مطالبة السلطات المالية بتدخلات سريعة تشمل رفع سقف ضمان الودائع أو إلغاء هذا السقف أساساً من أجل الحفاظ على استقرار قطاع بالغ الحساسية بالنسبة لأكبر اقتصاد في العالم.

وقد يكون انهيار ثلاثة مصارف في غضون 11 يوماً فقط خلال الشهر الجاري، مجرد بداية لانهيارات مفزعة خلال الأيام المقبلة، ولا سيما مع سيطرة ما يعرف بفكر القطيع على تحركات المودعين في الأيام الأخيرة.

ووفقاً للبيانات الصادرة عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة الماضي، انخفضت الودائع في البنوك الصغيرة بقيمة 120 مليار دولار، في الأسبوع المنتهي يوم 15 مارس/آذار الجاري، بينما ارتفعت في 25 مصرفاً كبيراً بنحو 67 مليار دولار.

وسجلت ودائع البنوك الأميركية بشكل عام أكبر انخفاض في نحو عام، إلى 17.5 تريليون دولار في الفترة المذكورة، بالتزامن مع الانهيارات التي سجلها القطاع المصرفي وطاولت بنوك "سيليكون فالي" و"سيغنيتشر" و"فيرست ريبابليك".

ودفعت عمليات سحب الودائع من البنوك مسؤولين في مجلس مراقبة الاستقرار المالي إلى مناقشة الأمر خلال اجتماع مغلق عقدته وزيرة الخزانة جانيت يلين ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إلى جانب 10 مسؤولين آخرين، الجمعة الماضي، بحسب ما أوردته شبكة "سي إن بي سي" الأميركية.

المساهمون