اللباس لا يصنع النقابي. هذا ما يتجلى عندما تنتظر إلى طلعة كريستيان سمولز، الذي يشبه بشكله ولباسه نجوم الهيب هوب، غير أن زملاءه يعتبرون أنه ملهم، يجيد الحديث إلى الناس، ورغم الاهتمام الإعلامي الكبير بشخصه، لم يتغير.
كرستيان سمولز، البالغ 33 عاما، بدون عمل بعدما كان يشتغل في مخزن JFK8 إلى غاية شهر مارس/ آذار 2020، إذ بعد ظهور الفيروس احتج بسبب غياب الحماية بشركة أمازون، ما جذب الانتباه إليه، كي يسرح يومين بعد ذلك، بدعوى عدم احترام القواعد الصحية.
قيادة حركة نقابية
شرع سمولز منذ عامين في قيادة حركة من أجل إنشاء اتحاد عمالي بأمازون، وهو ما تأتى له. فكان اتحاد "Amazon Labor Union". مبادرة لم تنظر إليها إدارة تلك الشركة العملاقة بعين الرضى، ما دفعها إلى شن حملة ضد النقابة.
عندما تفشى الفيروس، كان العاملون في أمازون في الصفوف الأمامية، حيث استمروا في أداء مهامهم من أجل الاستجابة لطلبات العملاء. يقول سمولز: "شاهدت أشخاصا بأعراض كوفيد استمروا في الحضور يوميا".
وذكر في تصريح له لقناة CNBC: "لم تحمنا أمازون، لم يكن لدينا كمامات، أو وسائل صحية، وما من تباعد اجتماعي، لا شيء. حاولت إخبار رؤسائي، ساعتان بعد ذلك، فُصلت".
وأضاف: "لم أستسلم، خاصة بعد الحملة التي أطلقها الملياردير جيف بيزوس، والتي وصفت فيها بالشخص غير الذكي وغير الفصيح، من أجل منعي من تأسيس الاتحاد العمالي".
لقد اعتبر ردة فعل الشركة التي تعد من الأكبر في العالم مهينا، وحاطا من قدر أشخاص لا يتكلمون لغة الكبار فيها، الذين لم يستسيغوا أن يطالب أولئك العمال بحقوقهم.
عارض التفرقة العنصرية
عمل في الشركة في تعبئة الإرساليات، وقف ضد ما يعتبره تمييزا عنصريا، وشروط عمل، ما دفعه بمعية بعض زملائه إلى السعي لتأسيس الاتحاد العمالي، حيث حصلوا على 120 ألف دولار عبر موقع تمويل وبيع أقمصة بهدف تنظيم نقابتهم، في المقابل عبأت الشركة أربعة ملايين دولار بهدف الحيلولة دون بلوغ الحركة هدفها.
ينحدر من نيوجيرسي، والدته عاملة في مستشفى، التحق بثانوية عامة، قبل أن يدخل إلى سوق العمل، شغوف بكرة السلة، وحلم أن يصبح لاعبا محترفا، غير أن حادثة سير عصفت بذلك الحلم.
أضحى مغني راب، والتحق بمجموعة "ميك ميل"، لكنه سعى دائما إلى الحصول على عمل يتيح له تربية أبنائه، حيث عمل في شركات اخرى قبل أن يلتحق بأمازون منذ سبعة أعوام.
أدلى بشهادته أمام مجلس النواب الأميركي حيث قال إن "أمازون تتوفر على المئات من الذين يعملون على نسف الاتحادات في أميركا والعالم".
وأضاف العامل الملهم الذي أصبح رئيسا لاتحاد عمال أمازون إنهم "يذهبون إلى المخازن، ويغرون الأجراء ثم يهينونهم ويمعنون في طرح الأسئلة عليهم تحت ذريعة تحسين ظروف عملهم. إنهم يجسون نبضهم كي يعرفوا المتعاطفين مع النقابة وغير المتعاطفين معهم ويخبرون الإدارة". وتابع: "بعضنا هُددوا، وأوقفوا من قبل الشرطة، وآخرون مثلي سرحوا ظلما من عملهم".
أمازون والأجور
أعلنت نقابة أمازون أنها ستكافح من أجل أجور أفضل وشروط عمل أفضل لثمانية آلاف عامل في مخازن "ستاتن أيلاند"، كما عبرت عن تطلعها إلى تأطير مواقع أخرى من أجل المساعدة للقيام بنفس المبادرة.
وقد عبرت أمازون عن نيتها في شهر إبريل/ نيسان الماضي في الطعن لدى سلطة الإشراف، معتبرة أن "Amazon Labor Union" هدد العمال كي يصوتوا من أجل تأسيسها.
لفت انتباه الرئيس الأميركي، جو بايدن الذي استقبله في البيت الأبيض. وينوي سمولز التعبئة العمالية في هذا الإطار، فقد لجأ إليه العمال في أكثر من مائة موقع تابع لأمازون. وألهمت تجربته عمالا في ستاربكس وآبل وغوغل.