أفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" بأن مجموعة سوفت بنك تتجه لبيع غالبية حصتها في مجموعة علي بابا الصينية العملاقة. وتراجعت أسهم علي بابا على الفور بنسبة 5.2% في هونغ كونغ اليوم الخميس، ما أدى إلى خسارة نحو 13 مليار دولار من القيمة السوقية. تغيرت أسهم سوفت بنك بشكل طفيف في طوكيو بعد انخفاضها بنحو 8% هذا العام حتى إغلاق الأربعاء.
باع المستثمر التكنولوجي الياباني أكثر من 7 مليارات دولار في أسهم علي بابا هذا العام من خلال عقود آجلة مدفوعة مسبقاً، بعد بيع 29 مليار دولار العام الماضي، وفقاً للصحيفة. ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن العقود تمنح سوفت بنك خيار إعادة شراء الأسهم، لكن المجموعة قامت بتسوية الصفقات السابقة من خلال تسليم السهم، بحسب "بلومبيرغ".
وقالت شركة سوفت بنك، التي تعرضت لخسائر في رهاناتها الناشئة، إنها ستعطي الأولوية للانضباط المالي قبل البحث عن الوقت المناسب للمضي في الاستثمارات. يتكهن المستثمرون أيضاً حول ما إذا كانت الشركة ستطلق برنامجاً آخر لإعادة الشراء.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، نقلاً عن تحليلها للإيداعات التنظيمية، أن المبيعات ستقلل ملكية التكتل الياباني لشركة علي بابا إلى أقل من 4%. هذا أقل من حوالي 14.6% من حصة الشركة التي قالت إنه من المقرر الاحتفاظ بها اعتباراً من نهاية سبتمبر/ أيلول. كان سوفت بنك يمتلك في يوم من الأيام حوالي ثلث الشركة التي تمتد من استثمار مبكر بقيمة 20 مليون دولار في واحدة من أشهر رهانات رأس المال الاستثماري.
تعرضت علي بابا، إلى جانب شركات التكنولوجيا الأخرى، لرقابة مكثفة من الحكومة الصينية في السنوات الأخيرة، وتراجعت أسهمها، في الشهر الماضي. وتحملت سوفت بنك، التي كانت في يوم من الأيام واحدة من أكبر المستثمرين في وادي السيليكون، مليارات الدولارات من الخسائر في صندوق الرؤية الخاص بها، والذي رفع التقييمات في الشركات الناشئة في جميع أنحاء العالم من خلال رهاناتها الكبيرة على مئات الشركات الناشئة.
وقالت صحيفة فاينانشال تايمز إن سوفت بنك جلب خلال الـ14 شهراً الماضية ما متوسطه 92 دولاراً للسهم من المبيعات الآجلة لـ389 مليون سهم علي بابا. هذه القيمة أقل بكثير من أعلى مستوى للشركة على الإطلاق وهو 317 دولاراً للسهم.
ويأتي البيع في الوقت الذي بدأت فيه تقييمات شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى في الانتعاش هذا العام بعد انتهاء عامين من التدقيق التنظيمي المشدد، ما يوفر نافذة للمستثمرين منذ مدة طويلة مثل سوفت بنك لتقليل الانكشاف على الاقتصاد المتضرر من سياسات الوباء الصارمة والتوتر الصيني الأميركي.
قال شينجي موريوكي، المحلل في SBI Securities، لوكالة "رويترز"، إن "البيئة التنظيمية في الصين في قطاع الإنترنت أصبحت أكثر صرامة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وهذه استجابة سوفت بنك ببساطة للبيئة المتغيرة، ومن ضمن نطاق التوقعات أن نسبة الأسهم الصينية بين إجمالي استثماراتها سوف تتقلص أكثر."
سجل سوفت بنك مكاسب قدرها 34 مليار دولار العام الماضي من خلال خفض حصتها في علي بابا إلى 14.6% من 23.7%، حيث سعت الشركة إلى تعزيز الاحتياطيات النقدية.
فقدت علي بابا أكثر من ثلثي قيمتها من المستويات المرتفعة التي لمستها في أواخر عام 2020، متأثرة بالإجراءات التنظيمية المتزايدة في قطاع التكنولوجيا التي تضمنت غرامة كبيرة على علي بابا والتدقيق في إمبراطورية المؤسس جاك ما التجارية.