قمة العشرين لا تشغل العالم: ضعف تنسيقي في ظل الوباء

21 نوفمبر 2020
آخر جلسة لقمة العشرين قبل استفحال الوباء (Getty)
+ الخط -

تم إطلاق مجموعة العشرين التي تمثل دولها الأعضاء حوالي 85 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي وثلاثة أرباع التجارة الدولية، في عام 1999 للجمع بين مسؤولي التمويل والبنوك المركزية من القوى التقليدية والناشئة. لكن في أواخر عام 2008، مع انهيار الاقتصاد العالمي، دعا جورج بوش إلى عقد قمة طارئة للزعماء. سرعان ما ظهر المنتدى لأول مرة باعتباره قمرة القيادة لإدارة الأزمات.

بعد القمة الثانية في نيسان/ أبريل 2009، قال الرئيس السابق باراك أوباما إن القادة في مجموعة العشرين قد حققوا "مستوى من التعاون الاقتصادي العالمي الملموس الذي لم نشهده من قبل".

اليوم، هذا الانسجام بين رؤساء الدول هو مجرد ذكرى. فهذا العام، قد لا يظهر الرئيس الأميركي في الاجتماع، وفق "واشنطن بوست". إذ قبل أقل من 48 ساعة من البدء المقرر للقمة العالمية، لم يعلن البيت الأبيض ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب سيشارك في الحدث الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية، ولكنه يعقد افتراضياً بسبب وباء فيروس كورونا.

ونفور ترامب المعروف من المفاوضات المتعددة الأطراف ليس سوى جزء من السبب. حتى قبل تولي ترامب منصبه، اكتسبت مجموعة العشرين في السنوات الأخيرة سمعة بأنها ساحة نقاش غير فعال، بدلاً من كونها منظمة تمارس ثقلًا حقيقيًا. في يومي السبت والأحد، من المتوقع أن يضع الاجتماع السنوي لمجموعة العشرين اللمسات الأخيرة على إطار عمل لمنح الدول الفقيرة إعفاء من الديون، إضافة إلى إجراءات قليلة أخرى لا تثير اهتمام العالم.

قال دوغلاس ريديكر، رئيس مجلس إدارة شركة إنترناشيونال كابيتال ستراتيجيز، وهي شركة استشارات مالية: "لا أتصور أنه سيكون هناك قدر هائل من التقدم في هذه القمة". فيما حذرت رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، مجموعة العشرين من أن الإنفاق غير المنسق على الأزمات سيكون مكلفاً، وحثتهم على إعداد قائمة طموحة لاستثمارات البنية التحتية المتزامنة للمساعدة في التعافي. وفي الوقت نفسه، يريد قادة الأعمال والديمقراطيون البارزون من الرئيس المنتخب جو بايدن أن يدعو قادة العالم في وقت مبكر من إدارته لصياغة استجابة مشتركة للمخاطر الصحية والاقتصادية المتشابكة للوباء. يقول البعض إن الفشل في تنسيق التوزيع العالمي للقاح فيروس كورونا يمكن أن يعيق أي انتعاش عالمي.

وكتبت جورجيفا الخميس في مدونة صندوق النقد الدولي: "لا يمكن تحقيق انتعاش اقتصادي مستدام في أي مكان ما لم نهزم الوباء في كل مكان". عملياً ليس من المتوقع أن تسفر اجتماعات المجموعة عن استجابة موحدة عالميًا لأسوأ جائحة منذ عقود. بينما تم التعهد بمليارات الدولارات للأدوية واللقاحات، ركزت دول مجموعة العشرين في الغالب على تأمين إمداداتها الخاصة.

وبموازاة انعقاد القمة تدور حملة تدعو إلى مقاطعتها. وقال مايكل بيغ نائب مدير قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش "تعزز مجموعة العشرين جهود الدعاية وفيرة التمويل التي تبذلها السعودية، بهدف رسم صورة للبلد على أنه "إصلاحي" على الرغم من زيادة واضحة في القمع منذ 2017".

المساهمون