قفزة في أسعار القطن المصري وسط مخاوف من الاحتكار

04 أكتوبر 2021
زيادة كبيرة في إنتاج القطن الموسم الجاري (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

شهدت أسعار القطن المصري ارتفاعا ملحوظا خلال الموسم الجاري، وسط مخاوف من احتكار السوق. وسجلت أسعار القطن في مزاد مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ (شمال الدلتا)، أول من أمس، 5240 جنيهًا للقنطار (يعادل 157.5 كغم) في سابقة لم تحدث من قبل.
ووفق أحد خبراء تجارة القطن في مصر، فإن أسعار القطن كسرت حاجز الـ5 آلاف جنيه "ما يعادل 318 دولارا" للقنطار في المزادات الأخيرة، نتيجة ارتفاع سعر البيما الأميركي المنافس للقطن المصري في السوق العالمي، بالإضافة إلى أن سعر المزاد يبدأ طبقًا لمتوسط أسعار قطن (الإندكس A) في البورصة العالمية، مضافًا عليه 20 في المائة لقطن الوجه القبلي و40 في المائة لقطن الوجه البحري.
وأضاف الخبير، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنه بالرغم من أن هذه الأسعار تمثل خسائر للمصدرين طبقًا لأسعار البورصة العالمية، إلا أن هناك شركة خاصة واحدة استحوذت على ثلثي الكميات المباعة في المزادات حتى الآن.
وبحسب الخبير الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن الشركة الخاصة إما لها اتفاقات خارجية مع شركات عالمية تورّد لها كل الكميات المتعاقد عليها وبأسعار تكفل لها هامش ربح، أو يكون هذا الاستحواذ مرحلة تمهيدية لاحتكار السوق بعد انتهاء الموسم.

يذكر أن شركتي الدلتا والمجد (قطاع خاص) تشاركان في المزادات بالنيابة عن شركة الغزل والنسيج التابعة لجهاز الخدمة الوطنية (الجيش)، كما أن الجهاز استحوذ على توريد بذور الإكثار لوزارة الزراعة، والتي بدورها تعيد بيعها للمزارعين.

وبلغ حجم إنتاج محصول القطن لعام 2021، نحو 1.6 مليون قنطار، بينها 1.5 مليون قنطار من الوجه البحري و100 ألف قنطار من الوجه القبلي.
وكان وزير قطاع الأعمال العام، هشام توفيق، أعلن الأسبوع الماضي أن تداول القطن سيكون من خلال بورصة السلع بدءاً من العام المقبل.
وأوضح أنه تم تحديد 21 مركزا لتجميع واستلام الأقطان من المزارعين في الوجه القبلي موزعة على 5 محافظات، و181 مركزا في الوجه البحري.
وأشار إلى أنه طبقًا للنظام الجديد، سيحصل‎ ‎المزارع على 70% من ‏مستحقاته ‏المالية في اليوم التالي لإجراء المزاد، على أن يحصل ‏على الـ30 في المائة ‏المتبقية خلال أسبوع بعد الفرز.

بلغ حجم إنتاج محصول القطن لعام 2021، نحو 1.6 مليون قنطار، بينها 1.5 مليون قنطار من الوجه البحري و100 ألف قنطار من الوجه القبلي

وتوقع تقرير في شهر أغسطس/آب الماضي لوزارة الزراعة الأميركية أن يرتفع إنتاج مصر من القطن بأكثر من 30% خلال الموسم الجاري 2021- 2022، مقارنة بتوقعات في إبريل/نيسان الماضي.

وعزا التقرير رفع توقعاته إلى ارتفاع المساحة المحصودة من القطن بنسبة 20%، لتصل إلى 190.5 ألف فدان هذا العام، نتيجة لاستجابة المزارعين للارتفاعات الأخيرة في أسعار القطن.

أسواق
التحديثات الحية

وقال إن زيادة المساحة المزروعة من القطن ترجع بالأساس إلى ارتفاع الطلب على القطن خلال العام الجاري، والذي قاد لارتفاع في الأسعار، مما قاد المزارعين إلى الاستمرار في زراعة القطن خلال شهر يونيو/حزيران الماضي.
ويبدأ موسم زراعة القطن في مصر خلال شهر إبريل/نيسان وينتهي في شهر يونيو/حزيران من كل عام.
وكان محصول القطن قد تراجع خلال الموسم الماضي، بسبب انخفاض جودة البذور والخسائر من غزو الذباب الأبيض. وتعتمد مبيعات القطن في مصر بشكل كبير على التصدير، خاصة القطن المزروع في الوجه البحري.

المساهمون