قطر تدخل 2024 متربعة على قائمة إنتاج الغاز وتسويقه

31 ديسمبر 2023
اتفاق قطر لبيع الغاز الطبيعي المسال إلى الصين (قطر للطاقة)
+ الخط -

تدخل قطر العام الجديد 2024 وهي تتربع على عرش إنتاج الغاز الطبيعي المسال وتسويقه في العالم، حيث أبرمت اتفاقيات للاستكشاف والإنتاج مع عدد من الدول في مختلف القارات، وأرست عقودا بعشرات المليارات من الدولارات لتنفيذ مشروعي توسعة حقل الشمال الشرقي وحقل الشمال الجنوبي، اللذين سيرفعان طاقة قطر الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا إلى 126 مليون طن سنويا، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاجهما عامي 2026 و2027.

أيضاً وقّعت شركة قطر للطاقة عدة اتفاقيات لزيادة حجم أسطولها من ناقلات الغاز الطبيعي المسال، ببناء 100 ناقلة غاز مسال، بتكلفة تقدر بنحو 70 مليار ريال، ضمن ثلاث اتفاقيات مع أحواض بناء السفن الكورية الثلاثة الكبرى.

وأكد وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، الرئيس التنفيذي لـ"قطر للطاقة"، سعد بن شريدة الكعبي، على استمرار الشركة في قيادة النمو المستمر لصناعة النفط والغاز في دولة قطر، وتعزيز مكانتها كأكبر مزود للغاز الطبيعي المسال في العالم.

إنتاج الغاز في قطر

وقال الكعبي، في كلمة بمناسبة اليوم الوطني القطري، إن عام 2023 شكل علامة فارقة مهمة في جهود توسعة حقل الشمال الهادفة إلى رفع الطاقة الإنتاجية لدولة قطر من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا حاليا إلى 126 مليون طن سنويا، حيث وضع أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حجر الأساس لمشروع التوسعة في مدينة راس لفان الصناعية خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويشتمل المشروع على ستة خطوط إنتاج عملاقة، تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل منها ثمانية ملايين طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال، أربعة منها في مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي، واثنان في مشروع توسعة حقل الشمال الجنوبي. وأوضح أن هذه التوسعة الكبيرة ستساهم في إضافة 48 مليون طن سنويا إلى إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية، مما يعد أكبر مشروع منفرد في تاريخ صناعة الغاز الطبيعي المسال.

ويُعد حقل غاز الشمال أكبر حقل غاز في العالم، وتبلغ مساحة الحقل نحو 9700 كيلومتر مربع، منها 6 آلاف في مياه قطر الإقليمية، والباقي في الجانب الإيراني. واكتشف الحقل عام 1971، وبدأ الإنتاج فيه عام 1989.

وتؤكد وكالة الطاقة الدولية "‏IEA"‏ أن الحقل يحتوي على ما يقدر بـ51 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، ونحو 50 مليار برميل (7.9 مليارات متر مكعب) من مكثفات الغاز الطبيعي.

وبالإضافة إلى الغاز الطبيعي، سينتج المشروع 6500 طن يوميا من غاز الإيثان المستخدم كمادة أولية في الصناعات البتروكيماوية المحلية. كما سينتج المشروع ما يقارب 200 ألف برميل يوميا من غاز البترول المسال (البروبان والبيوتان)، ونحو 450 ألف برميل يوميا من المكثفات، إلى جانب كميات كبيرة من غاز الهيليوم والكبريت النقي.

ووقّعت قطر للطاقة اتفاقيات بيع وشراء طويلة الأمد مع عدد من شركائها في مشروع توسعة حقل الشمال لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى شركات عديدة حول العالم. وفيما يخص قطاع البتروكيماويات، أشار الكعبي إلى أن قطر للطاقة تمكنت من حصولها وشريكتها شيفرون فيليبس للكيماويات على تمويل بقيمة 4.4 مليارات دولار لمشروع راس لفان للبتروكيماويات، وهو مجمع متكامل لإنتاج الأوليفينات والبولي إيثيلين في مدينة راس لفان الصناعية.

كما احتفلت كل من "قطر للطاقة" وشريكتها "شيفرون فيليبس للكيماويات" في شهر مارس/آذار 2023، بوضع حجر الأساس لمشروع "غولدن ترايانغل" للبوليمرات في مقاطعة أورانج بولاية تكساس الأميركية، الذي يعتبر ثاني أكبر استثمار لقطر للطاقة في الولايات المتحدة بعد مشروع "غولدن باس" للغاز الطبيعي المسال.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية الاقتصادية، رائد المصري، أن دولة قطر كانت متربعة على عرش المنطقة وبلدان الخليج لأكثر من ملف، وليس فقط في ملف إنتاج الغاز الطبيعي وتوسيع حقول إنتاجها ليصل إلى 126 مليار متر مكعب سنوياً، مشيرا إلى دور قطر الريادي في ترتيب وإقامة نوع من التوازن في العلاقات، إذ نجحت في تخفيف العديد من المشاكل بين الدول، عبر قيامها بوساطات واتفاقيات مهمة جداً.

ولفت المصري، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى بروز دور قطر وحاجة الأسواق بعد الحرب الروسية على أوكرانيا والتعطش في الأسواق الأوروبية أيضاً والأسواق الآسيوية إلى الغاز القطري، مضيفاً "ومن هنا كانت قوة قطر بأنها لبت كل حاجات الأسواق العالمية، ومنعت إقامة ثغرات على هذا المستوى في العالم، لمنع تهديد سلاسل التوريد والطاقة والخدمات". وأكد المصري أن كل ذلك يعطي قطر محفزا كبيرا جداً، ويمنحها قوة وأفضلية بين بلدان العالم التي ساهمت في تدعيم واستقرار الأمن العالمي الغذائي والطاقي.

واعتبر المصري أن عام 2023 كان بمثابة الركيزة الأساسية التي اعتمد العالم فيها على قطر ودورها واتزانها في تعاملاتها بين الدول. أما في عام 2024 فيرى أستاذ العلاقات الدولية، أن قطر ستلعب الدور نفسه، لناحية إقامة توازن دولي وإقليمي، تقوم من خلاله بترتيب الأجواء في النزاعات القائمة. أما على مستوى سلاسل التوريد، فلن تبخل هذه الدولة الخليجية في تزويد سوق الطاقة العالمي بما يحتاجه لمنع تهديد الأمن والسلم الدوليين، ومنع تهديد سلاسل التوريد والطاقة، مؤكداً أن الدوحة ستقوم بهذا الدور على أكمل وجه. وأشار المصري إلى دخول قطر إلى أفريقيا مؤخراً، وقيامها باستثمارات بقيمة تصل لنحو 7 إلى 10 مليارات دولار.

واختتمت قطر للطاقة 2023 بتوقيع اتفاقية مدتها خمسة أعوام لبيع النفط الخام لشركة "شل" الدولية للتجارة الشرقية، سنغافورة، وتنص على توريد 18 مليون برميل سنوياً من نفط قطر البري ونفط قطر البحري لشركة "شل"، اعتباراً من يناير/كانون الثاني 2024.

المساهمون