قطر تتوسع اقتصادياً في العمق الآسيوي

قطر تتوسع اقتصادياً في العمق الآسيوي

22 ابريل 2024
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدى وصوله مانيلا اليوم الأحد (قنا)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يبدأ جولة آسيوية تشمل الفيليبين، بنغلادش، ونيبال لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، مع التركيز على قطاعات الغاز والطاقة.
- المبادلات التجارية بين قطر والدول الثلاث بلغت 2.47 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية، مع توقعات بفتح أسواق جديدة للمنتجات القطرية وجذب استثمارات آسيوية.
- الجولة تأتي بعد استضافة قطر لكأس العالم 2022، مما عزز مكانتها الدولية ودورها كشريك استراتيجي في آسيا، مع التزام بدعم التنمية والاستقرار في المنطقة.

تركز جولة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الآسيوية، التي بدأها، اليوم الأحد، بزيارة الفيليبين ويتبعها ببنغلادش ويختتمها بنيبال، على المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. واعتبر خبراء اقتصاد، أن هذه الجولة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية تغيرات جيوسياسية واقتصادية مهمة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون، خاصة في مجال الغاز والطاقة والعلاقات التجارية.

ومن المتوقع أن تُسفر الجولة عن توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية وغيرها.

وبلغت المبادلات التجارية بين قطر والفيليبين وبنغلادش ونيبال، خلال السنوات الخمس الأخيرة، تسعة مليارات ريال (2.47 مليار دولار)، وتستحوذ بنغلادش على نصيب الأسد من حجم التجارة مع قطر، نتيجة توقيعها عقوداً طويلة المدى مع دولة قطر لتوريد الغاز الطبيعي، تليها الفيليبين بنحو مليار ريال، وفقا لرئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين، الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني.

ويرى الأستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة قطر، جلال قناص، في حديث مع "العربي الجديد"، أن جولة أمير البلاد الآسيوية ستفتح أسواقا جديدة لمنتجاتها، خاصة في قطاعات الطاقة والبتروكيماويات والزراعة والسياحة، إضافة إلى جذب المزيد من الاستثمارات من الدول الآسيوية.

ولفت إلى أن الدولة الخليجية تسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول الآسيوية، خاصة في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والبنية التحتية والتكنولوجيا والزراعة والاستثمار، لا سيما وأن قطر تتمتع باحتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، ما يجعلها شريكاً مهماً في مجال الطاقة لدول آسيا.

وتأتي الجولة الآسيوية بعد استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم (مونديال قطر 2022)، ما ساهم في تعزيز مكانة الدوحة على الساحة الدولية، وتعزيز علاقاتها مع دول القارة الآسيوية، إذ وقّعت قطر عام 2022 على الانضمام لمعاهدة الصداقة والتعاون مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، انطلاقاً من الإرادة والرغبة المشتركة لخلق منطقة آمنة ومستقرة للمجتمعات لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والازدهار المشترك، فضلاً عن إيجاد وحدة مشتركة بين الشعوب قائمة على التنوع وتقبّل الآخر.

وحول أهمية جولة أمير قطر الآسيوية، يقول الخبير في الاقتصاد الدولي، رائد المصري، لـ"العربي الجديد"، إن الدوحة تعمل على تنويع خياراتها الاقتصادية، خصوصاً أنها الأقرب كموقع جيوسياسي إلى منظمة "آسيان"، لافتاً إلى أن قطر التي تمتلك أحد أكبر صناديق الثروة السيادية (جهاز قطر للاستثمار) بأصول تتجاوز نحو 475 مليار دولار، تسعى للاستثمار في بلدان قابلة للتطور والنمو كدول القارة الآسيوية، ما يمنح قطر عملاق مصدّري الغاز الطبيعي المسال في العالم، مكانة قوية على المستوى الاقتصادي والمالي والجيوسياسي.

وأوضح أستاذ الاقتصاد في جامعة قطر لـ"العربي الجديد"، أن قطر أصبحت شريكاً استراتيجياً يُعتمد عليه في العمق الآسيوي، إذ بات لها دور محوري في مساعدة هذه البلدان عند الأزمات، من خلال المنح والمساعدات الصحية والتعليمية والخدمية، عبر صندوق قطر للتنمية وعن طريق الهلال الأحمر القطري وغيره، ودعم التعليم من خلال برنامج "التعليم فوق الجميع"، بالإضافة إلى الكثير من المساعدات الاقتصادية والتجارية ودعمها لأمن الطاقة، من خلال ضمان سلاسل توريد الغاز.

وأكد المدير العام لصندوق قطر للتنمية، خليفة بن جاسم الكواري، أنه جرى تقديم مساعدات إنسانية وتنموية تزيد قيمتها عن 26.8 مليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية إلى بنغلادش ونيبال والفيليبين، وفقا لوكالة الأنباء القطرية "قنا".

وقدّم الهلال الأحمر القطري مساعدات في البلدان التي تشملها جولة أمير قطر، لأكثر من خمسة ملايين شخص منذ عام 2017، بتكلفة تتجاوز 76 مليون ريال (20.8 مليون دولار).

وحسب رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين، تتعلق غالبية الصادرات إلى الفيليبين وبنغلادش ونيبال، بمنتجات الطاقة إضافة إلى الحديد والألمنيوم، في حين أن جميع الواردات من هذه البلدان يتكفل بها القطاع الخاص، إذ يتم توريد الملابس بأنواعها من بنغلادش، والمنتجات الزراعية كالموز والأناناس والمواد الغذائية من الفيليبين، واستيراد السجاد من نيبال.

وقد وطدت الدوحة علاقاتها مع دول آسيا على مدار السنوات الماضية، عبر انضمامها إلى الكيانات والتكتلات الآسيوية، كما باتت تلعب دوراً فاعلاً مع المنظمات الإقليمية والدولية في آسيا، مما يعزز مكانتها وتأثيرها في المنطقة وعلى الساحة العالمية، إلى جانب العلاقات الاستراتيجية الثنائية.

وتعتبر الجالية الآسيوية من أكبر الجاليات التي تقيم وتعمل في قطر. وحسب سفيرة الفيليبين لدى الدوحة، ليليبيث فيلاسكو بونو، فقد وقّعت بلادها مع قطر سابقاً أكثر من 20 اتفاقية تغطي مجموعة واسعة من المجالات، كالاستثمار، والضرائب، والخدمات الجوية، والعمل، وإنشاء آلية للتشاور السياسي، والزراعة، فضلاً عن التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني.

ويصل عدد الجالية الفيليبينية في قطر إلى 260 ألف شخص، فيما يقدّر عدد الجالية النيبالية بنحو 400 ألف، والبنغالية بـ300 ألف شخص، وتعتبر قطر أكبر مورّد للغاز الطبيعي المسال إلى بنغلادش، وتسعى للحفاظ على موقعها كمورد مفضل لشركائها في أسواق جنوب آسيا.