قال موزّع طحين في قطاع غزة إن مطحنة "السلام"، الوحيدة المنتجة للدقيق خلال الحرب، توقفت عن العمل جراء تضررها بالقصف الإسرائيلي.
وبحسب موزّع الطحين في المنطقتين الوسطى والجنوبية في قطاع غزة إلياس عواد، فقد "تعرضت مطحنة السلام للقصف المدفعي الإسرائيلي الأربعاء الماضي (15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري)؛ ما أدى إلى توقفها عن العمل".
وأوضح لوكالة "الأناضول" أنها "أكبر مطحنة في قطاع غزة لإنتاج الدقيق، كانت تمتلك أكبر سعة إنتاجية تخزينية تبلغ 7000 طن، حيث كنا ننتج في الأيام العادية قبل الحرب 350 طنا من الدقيق وحوالي 100 طن من الأعلاف للدواب".
عواد لفت إلى أن "قطاع غزة مرتبط مع السلطة الفلسطينية حسب اتفاقية باريس التجارية، لذا، فالتاجر الفلسطيني لا يستطيع أن يستورد القمح مباشرة من الدول المنتجة للقمح، إنما نشتري القمح من تجار إسرائيليين ونقوم بتخزينه في الصوامع".
وتابع: "في الحرب، انخفض الإنتاج من 350 طنا إلى 100 طن لعدم وجود وقود السولار (الديزل)".
وأضاف أن "الصوامع قُصفت، وتعطل الإنتاج كليا الآن حتى نقوم بتصليحها، بعدما كنا في الحرب الوحيدين الذين ننتج الدقيق في قطاع غزة".
وبيّن أنه "منذ بداية الحرب، كنا نأخذ السولار من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا") لننتج هذه الكمية".
وأردف: "قبل الحرب، كنا تنتج أكثر من 5 أنواع من الدقيق إضافة إلى الأعلاف، وكنا نعمل 24 ساعة في اليوم، وأثناء الحرب، تقلصت ساعات عملنا إلى 12 ساعة فقط حيث لم يعد ممكنا أن نبيت في المطحنة بسبب القصف في محيط المكان".
والسبت، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن "نقص الإمدادات والقصف المستمر وانقطاع الاتصالات تجعل الإغاثة الإنسانية صعبة للغاية".
وشددت الوكالة على أن "الاصطفاف للحصول على الخبز أصبح مقلقا وغير آمن بعد قصف إسرائيل نحو 10 مخابز في غزة".
والجمعة، قال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي، إنه لا توجد مخابز مفتوحة في شمال قطاع غزة؛ لعدم توفر الوقود، ولا يوجد سوى 9 مخابز في الخدمة في جنوب القطاع.
وحذر برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، من أن قطاع غزة يواجه احتمال مجاعة واسعة النطاق.
ومنذ إعلان إسرائيل الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تقطع إمدادات الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود عن سكان القطاع، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
ولليوم الـ44، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 12 ألفا و300 قتيل فلسطيني، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
بينما قتلت حركة "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
(الأناضول)