تتطلع تركيا إلى السياح الخليجيين لتعويض فاقد السياح الروس والأوكرانيين لهذا الموسم، نظرا للتقارب التركي، مع السعودية والإمارات، وحسن العلاقات مع قطر وعمان والكويت لتقترب أنقرة من خطة استقبال أكثر من 35 مليون سائح.
وبدأ قطاع السياحة التعافي العام الماضي من تداعيات تفشي جائحة كورونا، حيث تحسنت العائدات إلى 24.4 مليار دولار بزيادة بلغت نسبتها 103% عن عام 2020 .
يقول مدير شركة "أونجا أنقا" إياد صياه إن تركيا هذا الموسم، قدمت مزيدا من العروض التشجيعية التي تقدمها الشركات والمكاتب وتركز من خلالها على منطقة الخليج، معتبراً أن أسعار الحجز الفندقي والرحلات، وحتى الطعام والهدايا، عامل جذب إضافي، بواقع تراجع سعر صرف الليرة.
ويتوقع صياه عودة السياح الخليجيين لقائمة أكثر الزوار، بعد تراجعهم خلال الأعوام السابقة، وتصدر الروس والألمان والإيرانيين.
إشارات مبشرة
وأضاف خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن هبوط أول طائرة من السعودية، السبت الماضي، إشارة مبشرة بعد القطيعة لمدة عامين، كما أن تحسن العلاقات مع الإمارات وبدء تدفق السياح من الخليج، سيعوضان تركيا، عن فاقد أكثر من 5 ملايين سائح، روسي وأوكراني، من المتوقع خسارتهم هذا الموسم بسبب الحرب.
وتوقع صياه زيادة بالعائدات لتصل إلى 35 مليارات دولار هذا العام.
وكان رئيس غرفة تجارة إسطنبول، شكيب أوداغيتش قد توقع أمس زيارة 250 ألف سعودي إلى المدينة، خلال المرحلة المقبلة، مؤكداً في تصريحات إعلامية أن فنادق إسطنبول ممتلئة بنسبة 98% ما يعني زيادة بعدد سياح إسطنبول، التي استقبلت العام الماضي 9 ملايين و25 ألف سائح.
لكن مدير شركة "ياشام" محمود حسن، يرى أن "تعويض السياح الروس أمر صعب، رغم الآمال الكبيرة على سياح دول الخليج العربي هذا العام".
وأشار حسن لـ"العربي الجديد" إلى أن السياح الروس لم ينقطعوا عن زيارة تركيا، حيث "بلغ عددهم نحو 120 ألف سائح خلال الربع الأول"، مضيفا أن إنفاق سياح منطقة الخليج أكبر من إنفاق الأوروبيين والروس"، متمنيا "عودة 750 ألف سائح سعودي كما عام 2018".
ارتفاع الحجوزات
ويعوّل الخبير السياحي التركي فيهري آيت على حجوزات العام الجاري التي تشير، إلى زيادة كبيرة، سواء من دول أميركا اللاتينية أو المنطقة العربية، إضافة إلى سياح تركيا التقليديين، من أوروبا وإيران، متوقعا أن تكون إشغالات القرى السياحية 100% هذا العام".
ويشير الخبير التركي لـ"العربي الجديد" إلى أن الطلب اليوم على الحجوزات، يعيد الأمل لسياحة 2019 وقت احتلت تركيا المركز السادس عالمياً، حين اقترب عدد السياح من 52 مليونا وزادت العائدات عن 34 مليار دولار.
وأضاف أن "200 وكالة سياحية تعمل اليوم بالحجوزات الخارجية وهذا ما غاب لعامين متتاليين".
ويتفق الخبراء الاقتصاديون بتركيا، على أن السياحة والصادرات هما قائمتا الاقتصاد التركي، وقال الخبير الاقتصادي مسلم أويصال في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد" إن بلاده "عادت لسكة الأمل" بعد عام كورونا وما تلاه، حين تراجعت السياحة والصادرات إلى ما دون الآمال والخطط.
وكان معهد الإحصاء التركي قد أكد أن عائدات السياحة في تركيا، قفزت بنسبة 122٪ على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2022، بينما زار ما يقرب من 2.1 مليون سائح أجنبي البلاد في مارس، مسجلة زيادة قوية بنسبة 129٪ عن العام السابق.
وقال معهد الإحصاء إن حوالي 76.5 في المائة من عائدات السياحة تم تحقيقها من السياح الأجانب، باستثناء نفقات خدمات التجوال والمرسى عبر نظام GSM، بينما جاءت النسبة المتبقية البالغة 23.5 في المائة من المواطنين الأتراك المقيمين في الخارج. وبلغ متوسط إنفاق الزائرين لليلة واحدة 68 دولارًا، وهو أعلى قليلاً من 66 دولارًا قبل عام.