عودة تدريجية لحركة الطيران في الولايات المتحدة الأميركية

بدأت شركات الطيران الأميركية، صباح الخميس، العودة التدريجية لأنشطتها والاستعداد لاستئناف عملياتها العادية، بعدما أوقفت إدارة الطيران الفيدرالية FAA الرحلات الداخلية مؤقتًا بسبب انقطاع نظام "الإنذار الحرج"، حيث استمرت التأخيرات لليوم الثاني على التوالي.

وأرجئت أو ألغيت أكثر من 11300 رحلة طيران أميركية، يوم الأربعاء، وفقاً لموقع فلايت أوير Flight Aware الإلكتروني، المتخصص في بيانات الرحلات. ويعد هذا أول توقف عام على مستوى البلاد لرحلات الطيران خلال أكثر من 20 عاماً، وتحديداً منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001.
وأشارت شاشات المطارات في عدة ولايات أميركية إلى تعرض نحو 460 رحلة طيران للتأخير، بالإضافة إلى إلغاء 61 رحلة داخلية وخارجية، وهو ما أظهرته أيضاً بيانات موقع فلايت أوير.
كانت إدارة الطيران الفيدرالية FAA قد أوقفت الملاحة لعدة ساعات، يوم الأربعاء، نتيجة خلل في نظام Notam، الذي يزود الطيارين بمعلومات حيوية حول عمليات الطيران، ومصادر الخطر المحتملة في أي مكان يتعلق برحلاتهم، أثناء وجودهم في الجو، حسبما ذكرت الإدارة الفيدرالية.
وحاول المسؤولون حل المشكلة قبل إصدار قرار وقف الرحلات الجوية، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، قبل أن يقرروا إعادة الملاحة بصورة كاملة في التاسعة من صباح اليوم نفسه. وقال مسؤولو إدارة الرئيس جو بايدن وخبراء الأمن السيبراني إن انقطاع الخدمة لا يبدو أنه نتيجة لهجوم إلكتروني.
وأمر البيت الأبيض إدارة الطيران الفيدرالية بالتحقيق في الحادث، وصباح أمس الخميس، أُعلن في واشنطن أن لجنة النقل في مجلس الشيوخ تخطط أيضًا لفحص العوامل الكامنة وراء توقف النظام.

سياحة وسفر

التحديثات الحية

توقع عودة الطيران الأميركي إلى طبيعته بعد أكبر عطل في 20 عاماً

ومنذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، نهاية فبراير/شباط من العام الماضي، وفرض الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، أكبر مجموعات عقوبات اقتصادية وتجارية متصاعدة على الروس، سخرت الإدارة الأميركية كل ما تملكه من أدوات من أجل الاستعداد لأي هجوم سيبراني من روسيا، كانت تتوقعه على مؤسساتها، رداً على العقوبات.
ونقلت عدة شركات أمن سيبراني مكاتبها وأطقمها وأدواتها لمكاتب مؤقتة، في البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية، لتكون جميعاً على أهبة الاستعداد لمواجهة أي هجوم.
أيضاً أصدرت الإدارة تحذيراتها لمختلف الشركات الأميركية، خاصة التي تتعامل منها مع جهات حكومية، لتوخي الحرص والالتزام بكافة إجراءات التأمين السيبراني تحسباً لأي هجوم.
وحال العطل الإلكتروني في إدارة الطيران الفيدرالية دون إصدار المطارات التحذيرات المحدّثة المرتبطة بالسلامة التي تنبه الطيارين من مخاطر محتملة، مثل إغلاق مدارج الطائرات أو تعطل المعدات أو أعمال البناء، الأمر الذي أدى لوقف الرحلات مؤقتاً.
وأدى توقف الرحلات الداخلية إلى تراكم الرحلات الجوية والازدحام في المطارات في جميع أنحاء البلاد، بل وفي بعض البلدان الأخرى، حيث قالت السلطات الفرنسية، الأربعاء، إن تأخر وإلغاء الرحلات القادمة من الولايات المتحدة تسببا في اضطراب حركة الطيران لديها أيضاً.
وقالت شركات الطيران الأميركية، بما في ذلك خطوط دلتا الجوية ويونايتد إيرلاينز وأميركان إيرلاينز، إنها تتوقع عودة العمليات إلى طبيعتها بحلول الخميس. وعرضت تلك الشركات التنازل عن فروق الأسعار لبعض العملاء الذين يرغبون في إعادة حجز الرحلات.
ووفق مصادر ملاحية، فإن اضطرابات الطيران ظلت مستمرة في مطارات أميركا لليوم الثاني. ويعد نظام الطيران في الولايات المتحدة واحدًا من أكثر أنظمة الطيران تقدمًا واتساعًا في العالم، حيث يوجد آلاف المطارات وأسطول كبير من الطائرات التي تديرها شركات الطيران التجارية والأفراد والجيش.
وإدارة الطيران الفيدرالية (FAA) هي الوكالة الحكومية المسؤولة عن تنظيم جميع جوانب الطيران المدني في الولايات المتحدة والإشراف عليها، بما في ذلك مراقبة الحركة الجوية، وشهادة الطيارين، وصيانة الطائرات.
وتعمل إدارة الطيران الفيدرالية أيضًا بشكل وثيق مع الوكالات الحكومية الأخرى، مثل إدارة أمن النقل (TSA) وخدمة الطقس الوطنية، لضمان التشغيل الآمن والفعال لنظام المجال الجوي الوطني. بالإضافة إلى ذلك، يتم تنظيم شركات الطيران الرئيسية في الولايات المتحدة من قبل وزارة النقل (DOT) لضمان ممارسات آمنة وعادلة للمستهلكين.