مع الانخفاض الكبير في درجات الحرارة شتاء والتزام الناس بيوتهم ومكاتبهم هربا من البرد القارس والثلوج، يكابد عمال التوصيلات أو "الدلفري" في روسيا الأمرّين لتوصيل الطلبات إلى الزبائن.
"العربي الجديد" قام بجولة في شوارع موسكو للاطلاع على كيفية مزاولة هؤلاء العمال أعمالهم في فصل الشتاء، مزوّدين بحقائبهم العازلة المخصصة لحفظ حرارة المنتجات في درجة حرارة تجاوزت 10 درجات تحت الصفر.
عمال التوصيل في موسكو من جنسيات مختلفة، فهم إضافة إلى الروس، يأتون من دول عدة، في صدارتها أوزبكستان وطاجيكستان، واللافت أن غالبيتهم من مواطني دول الاتحاد السوفييتي السابق، وبينهم عدد قليل من الطلاب العرب الذين يضطرون للعمل من أجل جني المال لتغطية بعض مصاريف دراستهم.
الطالب الأجنبي محمد قاسم، يدرس في إحدى جامعات موسكو ويعمل في مجال توصيل الطلبات منذ أكثر من عام، قال: "هناك أكثر من شركة خاصة بالتوصيل يمكن العمل معها هنا، لكن الأمر السيئ هو أن الطلبات ليست مستمرة، فكل ساعة تقريبا يأتيني طلب واحد أو أكثر، فأحصل على 150 أو 200 روبل روسي (بين 1.99 و2.6 دولار) عن كل طلب"، مضيفا: "طبعا، في فصل الشتاء يكون الأمر أصعب، بعكس فصل الصيف حيث تكثر الطلبات".
وأضاف: "أنا أعمل فقط في توصيل الأطعمة، وهذه الحقيبة مخصصة للطعام، ووزن الطلبات يجب ألا يتخطى 10 كيلوغرامات، وتكون المسافة بعيدة أحيانا".
أما أدهم بيك أكرم، وهو مواطن أوزبكي مقيم في موسكو يعمل في هذا المجال منذ أكثر من 3 أعوام، فقال: "العمل جيد لكن الجو شديد البرودة ودرجة الحرارة تزداد انخفاضا كل يوم، ومن الصعب العمل في مثل هذه الأجواء، خاصة عندما تكون وسيلة النقل الدراجة الهوائية"، متوقعا ازدياد المشقة عندما تصل الحرارة إلى 20 أو 30 درجة تحت الصفر.
بدوره، يقول عبد الرحمن مصطفى، وهو طالب عربي مقيم في روسيا يعمل في هذا المجال منذ أكثر من عام ونصف العام: "هناك صعوبات تواجهني في هذا المجال، ومن بينها درجة الحرارة التي تضطرني إلى ارتداء الكثير من الملابس أثناء العمل".