لا تزال العاصمة اليمنية المؤقتة عدن تحت وطأة الاحتجاجات الغاضبة والإضراب الشامل لعدد من القطاعات الحكومية والخاصة على خلفية انهيار العملة الوطنية، ما دفع القوات الأمنية لتشديد إجراءاتها ونصب مراكز حراسة في محيط البنك المركزي، بالتزامن مع انتشار وثيقة في وسائل التواصل الإعلام الاجتماعي، لم تتأكد صحتها، حول تقديم نائب مدير البنك المركزي اليمني شكيب حبيشي، استقالته من منصبه.
ورفضت مصادر في البنك المركزي، تحدثت لـ"العربي الجديد"، تأكيد استقالة حبيشي، المتهم بالفشل في وقف التدهور الاقتصادي وانهيار الريال اليمني، مستبقاً قرارات حكومية متوقعة بإقالة قيادة البنك المركزي اليمني، وسط مطالبات شعبية بمحاكمة قيادة البنك، وإقالة كل قياداته.
في المقابل، نفت مصادر حكومية لـ"العربي الجديد" استقالة حبيشي، مؤكدة استمراره في منصبه، لافتة إلى أنّ هناك مشاورات على مستوى عالٍ، بين الحكومة وقيادة السلطة الشرعية الموجودة في الرياض، حول الخطوات والإجراءات المقبلة بعد تداعيات انهيار العملة الوطنية، وتأثيرها على المواطن، وعلى الأمن الغذائي للشعب اليمني، مشيرة كذلك إلى خطوات وقرارات يتم التحضير لها لمواجهة هذا الوضع.
يأتي ذلك في ظل احتجاجات شعبية غاضبة عادت للواجهة في العاصمة المؤقتة لليمن، بسبب تردي الأوضاع وانهيار قيمة العملة، والتي تسببت بارتفاع كبير في الأسعار زادت من صعوبة الأوضاع، في الوقت الذي شددت فيه قوات الأمن في عدن انتشارها في الشوارع ونصبت الخرسانات في محيط البنك المركزي اليمني في كريتر، على خلفية دعوات شعبية للاحتجاجات في عدن.
وشهدت مناطق كريتر والشيخ عثمان احتجاجات غاضبة صباحية ومسائية في الأيام الأخيرة، وأحرق محتجون الإطارات مع قطع الطرقات، فيما نُصبت خيم اعتصام في مدينة كريتر حتى يتم حل مشكلة انهيار العملة الوطنية، حيث بلغ سعر الدولار الأميركي في السوق الموازي اليوم السبت، نحو 1700 ريال يمني.
يأتي هذا فيما شل الإضراب الشامل القطاعات التعليمية الحكومية في جامعة عدن والمدارس، كما أضربت المراكز التجارية، إلى جانب قطاع الصرافة، وأغلقت الكثير من المحلات أبوابها.
وتتزامن الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في عدن مع إضراب في تعز لا سيما بعد إعلان جامعة تعز هي الأخرى عن إضراب شامل في كل كلياتها وتوقف الدراسة فيها.