تسبب البرد القارس والرياح العاتية بسبب العاصفة الثلجية، التي تجتاح الولايات المتحدة الأميركية، في انقطاع التيار الكهربائي وخفض إنتاج الطاقة في جميع أنحاء الولايات، ما أدى إلى ارتفاع أسعار التدفئة والكهرباء مع استعداد الناس لاحتفالات الأعياد.
فقد أكثر من 1.5 مليون منزل الكهرباء، مع تحذيرات من انقطاع الكهرباء عن أكثر من 60 مليون مواطن. وخفضت مصافي النفط في تكساس إنتاج البنزين والديزل بسبب تعطل المعدات، وارتفعت أسعار التدفئة والطاقة بسبب الخسائر. عانى إنتاج النفط والغاز، من نورث داكوتا إلى تكساس، من تجميد، ما أدى إلى قطع الإمدادات، بحسب "رويترز".
وخرجت شركة توتال إنرجي وموتيفا وماراثون عن الخدمة. وتسبب الطقس البارد أيضاً في تعطيل محطات إكسون موبايل وليونديلباسل وفاليرو في تكساس، التي تنتج البنزين والديزل ووقود الطائرات.
قال مصنع كاميرون للغاز الطبيعي المسال، التابع لشركة سيمبرا في لويزيانا، إن الطقس عطل إنتاج الغاز الطبيعي المسال من دون تقديم تفاصيل. وأضاف أن أطقم المنشأة التي تبلغ طاقتها 12 مليون طن سنويا تحاول استعادة الإنتاج.
وأدت عمليات التجميد هذا الأسبوع إلى خفض الإنتاج في حقول نفط داكوتا الشمالية بمقدار 300 ألف إلى 350 ألف برميل يومياً، أو ثلث الإنتاج العادي.
وقالت شركة كيندر مورغان، المشغلة الغاز الطبيعي في إل باسو، إن التجميد أدى، في حقل نفط بيرميان في تكساس، إلى سحب كميات أكبر من الغاز.
ارتفاع أسعار الطاقة
قفزت أسعار النفط القياسية الأميركية يوم الجمعة بنسبة 2.4% إلى 79.56 دولاراً، وقفز الغاز في اليوم التالي في غرب تكساس بنسبة 22% إلى حوالي 9 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أعلى مستوى منذ التجميد الشديد للولاية في 2021.
كما ارتفعت أسعار الطاقة على شبكة تكساس إلى 3700 دولار لكل ميغاواط / ساعة، ما دفع المولدات إلى إضافة المزيد من الطاقة إلى الشبكة، قبل أن تتراجع الأسعار مع ظهور الإمدادات الحرارية والشمسية.
قال مورد الطاقة الأكبر في نيو إنغلاند إنه يتوقع أن يكون لديه ما يكفي لتلبية الطلب، لكن الرياح القوية في أماكن أخرى أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي في جنوب شرق البلاد والغرب الأوسط؛ أحصت نورث كارولينا أكثر من 187000 بيت من دون كهرباء.
تسببت العاصفة في انقطاع التيار الكهربائي من ولاية ماين إلى سياتل، وحذر مشغل رئيسي لشبكة الكهرباء 65 مليون شخص في جميع أنحاء شرق الولايات المتحدة من احتمال انقطاع التيار الكهربائي.
انقطاع الكهرباء والرحلات
وعبر ولايات نيو إنغلاند الست، ظل أكثر من 273 ألف عميل من دون كهرباء يوم السبت، وكانت ولاية مين هي الأكثر تضرراً. قالت بعض المرافق إن الكهرباء قد لا تُستعاد لأيام.
وكتب جيف بروكس، المتحدث باسم شركة ديوك إنيرجي، على تويتر: "تعمل أطقم العمل على استعادة الطاقة، لكن الرياح العاتية تجعل الإصلاحات صعبة في معظم مواقع انقطاع التيار البالغ عددها 4600".
وذكرت "يورونيوز" أنه تم إلغاء أكثر من 2600 رحلة جوية محلية ودولية اليوم الأحد، مع تأجيل أكثر من خمسة آلاف.
أطلقت العاصفة غضبها الكامل على بوفالو، حيث تسببت رياح الإعصار والثلوج في حدوث ضباب كثيف، ما أدى إلى شل جهود الاستجابة للطوارئ. وقال حاكم الولاية إن كل عربة إطفاء تقريبا في المدينة تقطعت بها السبل، وسيُغلق المطار حتى يوم الإثنين.
قال مارك بولونكارز، المدير التنفيذي لمقاطعة إيري، حيث تقع بوفالو، إن سيارات الإسعاف كانت تستغرق أكثر من ثلاث ساعات للقيام برحلة واحدة إلى المستشفى، وقد تكون العاصفة الثلجية "أسوأ عاصفة في تاريخ مجتمعنا".