"بلومبيرغ": ضغوط أميركية على الإمارات وتركيا لكبح العلاقات التجارية مع روسيا

04 فبراير 2023
نقل المسؤول الأميركي مخاوف واشنطن بشأن زيادة الصادرات التركية إلى روسيا (Getty)
+ الخط -

تضغط الإدارة الأميركية على تركيا والإمارات لكبح العلاقات التجارية المتصاعدة مع روسيا، والتي ترى فيها واشنطن إضعافا للعقوبات الغربية على موسكو، على خلفية غزوها الأراضي الأوكرانية منذ فبراير/شباط الماضي.

وقام وكيل وزارة الخزانة الأميركية بريان نيلسون بجولة إقليمية في المنطقة شملت الإمارات وتركيا، حيث زار أنقرة يومي الخميس والجمعة، والتقى خلالها بمسؤولين في الحكومة التركية، نقل إليهم، وفقا لوكالة "بلومبيرغ" الجمعة، مخاوف الولايات المتحدة بشأن زيادة الصادرات التي تشمل السلع الأميركية.

وطلب المسؤولون الأميركيون من تركيا تضييق الخناق على تدفق البضائع إلى روسيا، محذرين من تبعات تصدير البضائع الخاضعة للرقابة على خلفية الصراع في أوكرانيا.

فقد أرسل عشرات من المصدرين الأتراك، في الفترة من مارس/آذار إلى أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، سلعا بقيمة 800 مليون دولار إلى روسيا، بما في ذلك 300 مليون دولار من الآلات، و80 مليون دولار أخرى من الإلكترونيات، بحسب مصادر لم تذكر "بلومبيرغ" هويتها.

ونيلسون هو ثالث مسؤول كبير من وزارة الخزانة الأميركية يزور تركيا خلال عام، ما زاد الضغط للامتثال للعقوبات الأميركية. 

وتوقعت المصادر مزيدا من الزيارات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لأنقرة حول هذا الموضوع في الأسابيع المقبلة.

وفي السياق، نقلت وكالة "رويترز"، اليوم السبت، عن مسؤول أميركي كبير ، قوله إن بلاده حذرت تركيا خلال اليومين الماضيين من تصدير مواد كيماوية ورقائق دقيقة ومنتجات أخرى إلى روسيا، يمكن أن تستخدمها في مجهودها الحربي بأوكرانيا، وإن واشنطن قد تتحرك لتطبيق القيود المفروضة حاليا.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن نيلسون ووفدا معه سلطا الضوء خلال الاجتماعات التي عقدت في أنقرة وإسطنبول على أن صادرات بعشرات الملايين من الدولارات إلى روسيا تثير قلقا.

ونقلا عن سجلات الجمارك الروسية، ذكرت "رويترز" في ديسمبر /كانون الأول أن مكونات لأجهزة الكمبيوتر ومكونات إلكترونية أخرى، بقيمة لا تقل عن 2.6 مليار دولار، تدفقت إلى روسيا خلال سبعة أشهر حتى 31 أكتوبر/ تشرين الأول. 
وصنّعت شركات غربية ما قيمته 777 مليون دولار على الأقل من هذه المنتجات، وعثر على رقائق من إنتاج هذه الشركات في أنظمة الأسلحة الروسية.

وأحدثت الضغوط بعض التغييرات، حيث قالت هافاس، أكبر مزود بالخدمات الأرضية في تركيا، لشركات الطيران في روسيا وروسيا البيضاء، إنها قد تتوقف عن توفير قطع الغيار والوقود وغيرها من الخدمات لطائراتها أميركية المنشأ بما يتماشى مع الحظر الغربي.

وقال المسؤول إن نيسلون أشار في محادثات مع الشركات التركية، الأسبوع الماضي، إلى الطريقة التي يُعتقد أن روسيا تتفادى بها القيود الغربية لإعادة توريد المواد البلاستيكية والمطاط وأشباه الموصلات الموجودة في سلع مصدرة ويستخدمها الجيش.

وأضاف أنه بعد اتخاذ خطوات العام الماضي للضغط على موسكو لإنهاء الحرب، فإن تركيز الولايات المتحدة ينصب الآن على التهرب من العقوبات.

مباحثات أميركية إماراتية حول العقوبات الغربية على روسيا

واستنادا إلى المصادر نفسها، أوضحت "بلومبيرغ" أن نيلسون ناقش، في الإمارات، خطوات تضييق الخناق على التهرب من العقوبات، حيث أبلغت الولايات المتحدة المسؤولين في أبوظبي بأن العلاقات المالية العميقة للإمارات مع موسكو تعرقل جهودها لعزل روسيا.

وأصدرت الولايات المتحدة بيانا يوم الخميس، قالت فيه إن محادثات الإمارات ركزت على "التنسيق بشأن التمويل غير المشروع وقضايا إقليمية أخرى".

وأعرب المسؤولون الأميركيون، وفقا للمصادر، عن مخاوفهم بشأن الدور الذي لعبته الشركات الإماراتية في نقل الطائرات الإيرانية من دون طيار إلى موسكو، وتمكين طهران من الالتفاف على العقوبات المفروضة على صادرات النفط.

وقالت وزارة الخزانة، الأسبوع الماضي، إن نيلسون زار أيضا الإمارات وسلطنة عُمان للتأكيد مجددا أن واشنطن ستواصل فرض عقوباتها بقوة. 

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية، خلال الزيارة، إن المسؤولين الأميركيين أقروا بجهود الإمارات لتعزيز سياساتها وآلياتها التنفيذية في مكافحة الجرائم المالية وتدفقات الأموال غير المشروعة. وأضافت أن المسؤولين ناقشوا المزيد من التعاون في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.