صناديق التحوط تراهن على الأسهم الأوروبية في موجة الصعود القادمة

30 مارس 2024
(مايكل إم سانتياغو / Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- صناديق التحوط تزيد استثماراتها في الأسهم الأوروبية، مدفوعة بتقييمات منخفضة وتوقعات اقتصادية متفائلة، مع اعتقاد بأن أوروبا ستقود الارتفاع القادم في الأسهم العالمية.
- الاستثمار في أوروبا يجذب المستثمرين بفضل القيمة النسبية والفرص في قطاعات قد تستفيد من تخفيف أسعار الفائدة وتجنب الركود الطويل.
- الأسهم الأوروبية تظل بتقييمات جذابة مقارنةً بالأمريكية، مع تحسن المعنويات وعودة التدفقات النقدية من المستثمرين، بما في ذلك الأمريكيين، مما يعكس توقعات إيجابية للمستقبل.

تراهن صناديق التحوط على الأسهم الأوروبية في موجة صعود مرتقبة، حيث ينجذب المستثمرون إلى التقييمات المنخفضة والتوقعات الاقتصادية الإيجابية.

ويتوقع المستثمرون أن تقود أوروبا المرحلة التالية من ارتفاع الأسهم العالمية، وتوسع قواعد اللعبة في الوقت الذي تثير السوق الأميركية الأكثر تكلفة ذكريات فقاعة "الدوت كوم"، وفقاً لما أوردت شبكة "بلومبيرغ" اليوم السبت.

وأصبحت صناديق التحوط الآن الأكثر تعرضاً على الإطلاق للأسهم الأوروبية مقارنة بالمعيار العالمي، وفقاً لبيانات "غولدمان ساكس غروب" Goldman Sachs Group Inc، حيث أظهر استطلاع حديث أجراه بنك أوف أميركا كورب أن صناديق الاستثمار زادت أيضاً مخصصاتها لأسهم المنطقة بأكبر قدر منذ يونيو/حزيران 2020.

في هذا الصدد، قال نائب كبير مسؤولي الاستثمار للأصول المتعددة في شركة نيوتن لإدارة الاستثمارات، بول برين، في مقابلة أجريت معه في لندن، إن احتمال "تفوق أداء أوروبا مقابل الأسهم الأميركية له بالتأكيد أسسه، إذ يبدو أن شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة مسعّرة بالكامل وقد تواجه رياحاً معاكسة من المنافسة والتنظيم بعد الارتفاع الأخير".

وارتفعت أسهم منطقة اليورو بنحو 4% في مارس/آذار، متجاوزة نظيراتها الأميركية، ويتوقع المستثمرون أن تستمر الأسهم في الارتفاع إذا أدى انتعاش النمو الاقتصادي إلى تنشيط أرباح الشركات.

وذلك لأن حماسة الذكاء الاصطناعي التي تجتاح السوق الأميركية تجعل ثروات مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" S&P 500 تعتمد أكثر فأكثر على مجموعة من أسهم التكنولوجيا باهظة الثمن نسبياً.

ووصلت مخصصات صناديق التحوط لأوروبا مقابل مؤشر "إم إس سي أي" MSCI العالمي لعموم البلدان إلى 5.8% في الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، وفقاً لبيانات بنك "غولدمان ساكس".

ورغم المكاسب التي حققتها أوروبا هذا الشهر، فإن مؤشرها القياسي "ستوكس 600" Stoxx 600 لا يزال يبدو رخيصاً، إذ إن نسبة السعر إلى الأرباح الآجلة لمدة 12 شهراً والتي تناهز 14 هي أعلى قليلاً من متوسطها على المدى الطويل، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبيرغ". وحتى باستثناء أسهم التكنولوجيا ذات القيمة العالية، فإن مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" يقع في منطقة باهظة الثمن.

كما أن ثقل أوروبا في القطاعات الأكثر حيوية يمكن أن يعمل لمصلحتها، حيث يبدو أن اقتصادات مثل ألمانيا والمملكة المتحدة مستعدة لتفادي الركود الطويل الأمد وانتعاش النمو العالمي، وأي تخفيف في أسعار الفائدة يمكن أن يساعد أيضاً.

حول هذه النقطة، نسب تلفزيون "بلومبيرغ" إلى بيتر أوبنهايمر من بنك "غولدمان ساكس" قوله أنه "مع انخفاض أسعار الفائدة وحصولنا على هذا الهبوط الناعم، فإن فرصة التوسع في بعض الأجزاء الأكثر حيوية في السوق تتحسن". وسيكون أداء أسهم التكنولوجيا جيداً، لكن الخبير الاستراتيجي يرى "فرص تقييم نسبي أفضل خارج الولايات المتحدة".

ويُظهر الانخفاض الكبير في مراكز البيع على المكشوف أيضاً أن المعنويات تجاه الأسهم الأوروبية تتحسن، وفقاً لوكالة "ستاندرد أند بورز غلوبال" S&P Global. وتم تخفيض المراكز القصيرة المقدرة في المنطقة إلى أقل من 0.2% من إجمالي القيمة السوقية في نهاية العام الماضي، وهو أدنى مستوى خلال عقد من الزمن على الأقل، وظلت قرب هذا المستوى منذ ذلك الحين.

يرى فريق "أي شيرز" iShares التابع لشركة "بلاك روك" BlackRock Inc في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، والذي يضم كريم شديد ولورا كوبر، علامات على أن الأموال من العملاء تعود إلى أوروبا.

وقالا في مقابلة: "لقد انحنينا إلى أوروبا من منظور الزخم التكتيكي، ونشهد عودة بعض التدفقات، بما في ذلك من المستثمرين الأميركيين، لذلك كنا نستعد".

ومع ذلك، لا يزال فريق "بلاك روك" يبالغ في ترجيح الأسهم الأميركية على توقعات طويلة الأجل، ويراهن على المزيد من المكاسب المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، كما أن الشركاء الآخرين في السوق مقتنعون بالارتفاع المستمر للأسهم الأميركية، ويتوقعون أن تستمر الأسماء ذات رأس المال الكبير في تحقيق نمو في الأرباح.

وبالنظر إلى السجل الحافل، كان أداء الأسهم الأوروبية أقل من نظيراتها الأميركية بلا هوادة منذ الأزمة المالية العالمية، مع فترات قصيرة من التعافي النسبي.

واستمرت آخر حلقة مهمة من الأداء المتفوق قرابة أربعة أشهر، بين أكتوبر/تشرين الأول 2022 ومارس/آذار 2023، وشهدت فوز مؤشر "ستوكس 600" على مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بأكثر من 12 نقطة مئوية خلال تلك الفترة.

كما من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة نموّاً قوياً في الأرباح هذا العام، إذ يرجح محللون ارتفاع أرباح شركات "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 8.3% عام 2024، في حين أن من المتوقع أن تنمو أرباح مؤشر "ستوكس 600" بنسبة 4%، وفقاً لبيانات جمعتها خدمة "بلومبيرغ إنتلجنس" Bloomberg Intelligence.

المساهمون